السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    كمال الأجسام واللياقة البدنية والحمل بالقوة (البطولة الوطنية): مدينة قسنطينة تحتضن المنافسة    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    نحو إنشاء بوابة إلكترونية لقطاع النقل: الحكومة تدرس تمويل اقتناء السكنات في الجنوب والهضاب    كأولى ثمار قمة القادة قبل يومين : إنشاء آلية تشاور بين الجزائرو تونس وليبيا لإدارة المياه الجوفية    بقيمة تتجاوز أكثر من 3,5 مليار دولار : اتفاقية جزائرية قطرية لإنجاز مشروع لإنتاج الحليب واللحوم بالجنوب    السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر    معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    حلم "النهائي" يتبخر: السنافر تحت الصدمة    رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز    رابطة قسنطينة: «لوناب» و «الصاص» بنفس الريتم    "الكاف" ينحاز لنهضة بركان ويعلن خسارة اتحاد العاصمة على البساط    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    ميلة: عمليتان لدعم تزويد بوفوح وأولاد بوحامة بالمياه    قالمة.. إصابة 7 أشخاص في حادث مرور بقلعة بوصبع    وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي    قراءة حداثية للقرآن وتكييف زماني للتفاسير: هكذا وظفت جمعية العلماء التعليم المسجدي لتهذيب المجتمع    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    سوريا: اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في سوريا    القيسي يثمّن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية    رخروخ يعطي إشارة انطلاق أشغال توسعة ميناء عنابة    معالجة 40 ألف شكوى من طرف هيئة وسيط الجمهورية    تسخير 12 طائرة تحسبا لمكافحة الحرائق    مهرجان الجزائر الأوّل للرياضات يبدأ اليوم    مشروع جزائري قطري ضخم لإنتاج الحليب المجفف    عرقاب: نسعى إلى استغلال الأملاح..    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و305 شهيدا    بطولة وطنية لنصف الماراطون    هزة أرضية بقوة 3.3 بولاية تيزي وزو    تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية.. احترافية ودقة عالية    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    إنجاز ملجأ لخياطة وتركيب شباك الصيادين    ارتفاع رأسمال بورصة الجزائر إلى حدود 4 مليار دولار    تفعيل التعاون الجزائري الموريتاني في مجال العمل والعلاقات المهنية    إجراءات استباقية لإنجاح موسم اصطياف 2024    عائلة زروال بسدراتة تطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسبب    التراث الفلسطيني والجزائري في مواجهة التزييف    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلومات مغلوطة و فيديوهات مفبركة و مناشير للاستهزاء : وسائل الاعلام في مواجهة خطر الحملات الدعائية عبر مواقع التواصل
نشر في النصر يوم 09 - 04 - 2020

تفاعل مع محتويات الصفحات المضللة و تهويل في الأرقام
حذر إعلاميون وباحثون من خطورة التداول الواسع لمعلومات تنشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي وضعت المتلقين تحت تأثير الإشاعة والمعلومات المغلوطة ، بعد أن استغلت بعض الجهات تلك المنصات لفبركة الأخبار بهدف زرع الشك و الخوف ، وقالوا أن الجائحة أظهرت أهمية الفرز والحذر من خطورة مشاركة أخبار غير مؤكدة تضلل الرأي العام وقد تعرض المواطنين للخطر إما بالتهويل أو الاستخفاف .
ملف من إعداد : عثمان بوعبدالله
حيث أن وباء كورونا الذي أرعب العالم، جعل من رواد مواقع التواصل الإجتماعي لقمة سائغة و ضحية صفحات و مجموعات وحسابات خاصة تنشر معلومات طبية خاطئة على غرار محاليل التعقيم التي تسببت في اختناق الكثيرين بعد تجريبها لإحتوائها على مواد تتسبب في الاختناق بتفاعلها، ناهيك عن نشر بيانات مزيفة باسم مؤسسات و هيئات رسمية، و فيديوهات مفبركة و أخرى منقولة من أفلام الرعب على أساس أنها صور حية لضحايا الفيروس القاتل، و صور و فيديوهات قديمة من أماكن متفرقة من العالم و من المستشفيات و محاولة اسقاطها على حالات لمصابين بالفيروس في الجزائر، فضلا عن الحملات الدعائية في عز الأزمة الصحية، و حملات التهويل و الاستهتار و الاستهزاء بخطر الفيروس القاتل و مطلب الحجر الصحي في مناشير تضليلية، و النداءات الكاذبة التي تروج لندرة المواد الغذائية و المواد الطاقوية،.
ما حول العديد من الصفحات و المواقع إلى بؤر موبوءة بالمعلومات المغلوطة و الأخبار المبطنة و الموجهة و الفيديوات المركبة و المنشورات الكاذبة و الساذجة، التي تجد طريقها الى التصديق من قبل المتلقين لاشباع رغباتهم و فضولهم للحصول على المعلومة دون تمحيص أو تدقيق، ناهيك عن الحملات الدعائية التي تقودها بعض الأطراف الخارجية لإضعاف الجبهة الداخلية و جهود محاربة هذا الوباء و الوقاية منه للحد من تفشي الفيروس القاتل .و للاجابة عن أسئِلة الراهن حول الإنفلات الإعلامي في جوانبه الدعائية و التهويلية في عز أزمة الوباء، و ما يمكن أن يشكله من خطر على المتلقين، و كيفية تجنب هذا الخطر، بالنظر إلى اهميته منصات التواصل المتزايدة في الحياة اليومية، و في تقاطعها مع مؤسسات الإعلام الثقيل التي أضحى البعض منها يقتات على أخبار و منشورات مواقع التواصل في النشرات و في برامج خاصة على غرار برامج ( التراندينغ)، نقلنا مختلف الأسئلة لباحثين و أساتذة في علوم الإعلام و الاتصال، كما تطرقنا لنماذج حول كيفية تسيير الأزمة على مستوى التلفزيون الجزائري و مواجهة سيل الحملات الدعائية، و نقل تجربة أجنبية في التعاطي مع الازمة من خلال تلفزيون سكاي نيوز عربية .
حسينة بوشيخ صحفية و أستاذة إعلام بجامعة باجي مختار بعنابة: يجب الحذر مما ينشر من مغالطات في مواقع التواصل
فيديوهات مرعبة منقولة من أفلام تنشر على أساس أنها لضحايا الفيروس
أكدت، حسينة بوشيخ صحفية و أستاذة اعلام بجامعة باجي مختار بعنابة، أن لوسائل الإعلام دور مهم في مواكبة مختلف الأحداث في الأيام العادية و في غيرها على غرار الكوارث و الحروب و الأزمات و كذلك خلال هذه الفترة الطارئة، التي حل فيها الوباء المستجد فيروس كورونا كوفيد19 ببلائه، حيث أضحى أزمة عالمية تجتاح كل الدول، غيرت الكثير بتعطيلها للحياة و التجارة و الطيران، ناهيك عن افرازها لمستجدات و تغييرات في العلاقات بين الدول و تجاذبات المصالح و الصراعات الظاهرة في الحروب الإعلامية، و في تعاطي المواطنين و رواد مواقع التواصل مع هذه الأزمة بالتهويل و الاستخفاف تارة و بالتلفيق و نشر الأخبار المغلوطة و المموهة تارة أخرى، دون اغفال دورها الايجابي في التوعية و نشر الثقافة الصحية للوقاية و الحد من تفشي هذا الوباء المستجد.
و ركزت، حسينة بوشيخ في تشريحها للظاهرة الاتصالية و الاعلامية التي صاحبت هذه الأزمة، على دعوة المتلقين إلى توخي الحيطة و الحذر لتجنب الوقوع فريسة للأخبار و المعلومات الكاذبة أو المضللة، مضيفة أنه من الواجب أن لا يكون المتلقى العادي متسامحا أو مصدقا لكل ما ينشر من أخبار التهويل، و كذلك لا يمكن أن يستهتر بمخاطر الفيروس، فمن خلال المتابعة اليومية لوسائل الإعلام، هناك كم كبير من المعلومات حول هذا المرض، و النقطة الجوهرية هي المعلومات الطبية و المعلومات حول الفيروس بما أنه جديد و غير معروف وسط العلماء من قبل، فبالتالي هناك اقبال كبير كما أضافت من وسائل الإعلام و المشاهدين لمعرفة خصائص هذا الفيروس، كيف ينتشر و كيف يهدد و ما هي سبل الوقاية منه، لذلك تم نشر الكثير من المعلومات المتضاربة و أحيانا معلومات غير علمية أصبحت تهدد صحة المواطن كتلك الفيديوهات المتعلقة بكيفية تحضير محاليل التعقيم التي أدت إلى اختناق الكثيرين، بسبب إستعمال مواد مثل الجافيل و الكحول و مواد أخرى تتسبب في الاختناق بتفاعلها، موجهة نصيحة في هذا الصدد، بضرورة التأكد من المعلومات و محاولة أخذها من مصادر رسمية و موثوقة، بمعنى من مصادر ذات صلة فعلا بالمجال الطبي أو العلمي، على غرار منظمات الصحة العالمية و الخبراء المعروفون في هذا المجال .
و أضافت، أنه بما أن هناك وسائل إعلام محلية و وطنية تنشط و تحاول أن تنير الصورة، فيستحسن أن نستقي المعلومات منها، فعندما نحاول الحصول على المعلومة من مصادر جادة، فالحديث هنا بالضرورة على المؤسسات الإعلامية دون إهمال دور شبكات التواصل الاجتماعي في نقل المعلومات و التقريب بين المواطنين، لكن يجب أن يكون المتلقي كما أضافت حذرا في التعامل معها، لأنها أصبحت سلاحا ذو حدين كما تستعمل في التوعية و نقل الأخبار، يمكن أن تستغل في ترويج الأخبار الكاذبة و المغلوطة و التهويل أحيانا، ناهيك عما يلاحظ في منشورات تقلل من خطورة الفيروس و أحيانا التهويل الكبير، و هذا يجعل المتلقي يقع ضحية لتشويش أو سوء تقدير لذلك يجب أن يتم التعامل بحذر مع الأخبار الزائفة عبر الصفحات التي لا تهتم إلا بعدد النقرات أو عدد ما تحصلت عليه من معجبين جدد و تفاعل و مشاركات لمنشوراتها رغم خطرها الكبير على المجتمع و الصحة العامة .
و أشارت، إلى الاعتماد على عدة طرق لنشر هذه المغالطات فليس كل الناس متخصصين في الإعلام، ليكتشفوا خداعهم في الأخبار التي يؤلفونها من وحي خيالهم أو يروج لها بعض الأشخاص بغرض السخرية و الاستهتار، لكنها بكثرة المشاركة تكتسب طابع الجدية، مشيرة إلى اطلاعها أيضا على نشر أخبار مفبركة أو المعلومات التي لا أساس لها من الصحة، لكن يتم اعدادها بصياغة تبدو منطقية و صحيحة و لها اسناد و هي مزيفة أو أخبار دعائية تؤلفها جهات بغرض الدعاية لأمر ما، مشيرة إلى وجود أمر أخر منتشر بقوة في الفايسبوك و هو توظيف الصور و الأخبار القديمة في غير سياقها بمعنى أن يأتي شخص بفيديو لأحداث وقعت في مدينة أو دولة ما، و يسقطه على حادثة مستجدة ، فالكثير من الفيديوهات القديمة المصورة حتى في أمريكا اللاتينية تروح على أنها في ايطاليا، بهدف نشر الرعب و الخوف.
بالإضافة إلى نشر صور التجمعات و حشود تبكي في دول و مناطق ما و تنقل على أساس أنها في ايطاليا أو في الجزائر، و لكن بإجراء بحث صغير على الشبكة نجد أنها قديمة و حدثت في مناطق أخرى في العالم و الهدف دائما هو الحصول على التفاعل و استعطاف المتلقي لكن من شأنه أن يزرع الخوف و الفزع في نفوس المتلقين، مستدلة بنشر مقطع فيديو على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يصور فيه إلقاء جثث من مقطورة شاحنة من مكان مرتفع، و يقال أنها لجثث الموتى بفيروس كورونا، في حين أن المقطع من فيلم رعب قديم حسب ما أكدت و توصلت إليه من خلال بحثها.
و دعت أستاذة الاعلام حسينة بوشيخ، إلى توخي الحذر في التعامل مع صفحات التواصل و أن لا يتم الأخذ بكل ما ينشر على أساس أنه حقيقي، يجب أن يكون المتلقي حاضر ذهنيا و مدركا في انتقائه، بالبحث عن المصدر و عمن يقف خلف الصفحة، و التحقق ممن شارك في نشرها لأول مرة، فمصداقية القائم بالاتصال مهمة جدا فإذا كان الصحفيين و شخصيات معروفة قريبة من تلك الواقعة أو الحدث، تختلف عمن ينقل المعلومة من بعيد أو من يريد التهويل، موضحة أنه من غير المعقول أن تشارك محتوى طبي علمي عن شخص يشتغل في مجال بعيد عن الطب و العلوم، اليوم الفيروس أتاح لكل الناس أن تتحدث في أمور علمية محضة، كذبتها المنظمة العالمية للصحة و نفتها، خصوصا ما تعلق منها بأن الفيروس سيختفي مع حلول الصيف أو بمجرد ارتفاع الحرارة، منبهة إلى أن نشر المعلومات المغلوطة قد يؤدي بالناس إلى التهاون في اتخاذ اجراءات الوقاية و السلامة و الاحتياط.
ع / بوعبدالله
أحمد بن صبان مدير التلفزيون الجزائري: مهمتنا في هذا الظرف تقترب من مهام الجيش لتشكيل جدار وطني حامي
يكشف، أحمد بن صبان مدير التلفزيون الجزائري، في هذا الحوار مع النصر، عن أهم الإجراءات و التدابير المتخذة لتسيير الأزمة الصحية، و عن دور التلفزيون العمومي في ظل الإنفلات الإعلامي، الذي لم يعد فيه المتلقي يميز بين المعلومة الصحيحة من الخاطئة، أين يؤكد على أن المهمة في هذا الظرف الحساس لا تختلف عن دور الجيش الوطني الشعبي في حماية المجتمع لتشكيل جدار حام من خلال ايصال المعلومة الصحيحة من مصدرها الرسمي، مضيفا أن دور التلفزيون أسمى من أن يخصص للرد على الدعايات و الاشاعات، بل يهدف إلى تقديم خدمة عمومية هدفها توعوية المواطنين و ايصال المعلومة، بعيدا عن الإثارة و التهويل او اللهث و الجري وراء نسب المشاهدة و العائد المادي .
يمر العالم و الجزائر بأزمة صحية منذ ظهور وباء كورونا كوفيد19 ، ما أخلط أوراق عديد الهيئات و المؤسسات، كيف تفاعلات مؤسسة التلفزيون مع هذا الظرف الطارئ؟
نحن مؤسسة كباقي مؤسسات الدولة التي تختلف أهميتها حسب الدور المنوط بها، لكن في ظل الأزمات الكل مهم ، من العامل البسيط إلى أكبر مؤسسة، فالجزائريون اليوم يتساوون في مسؤوليتهم كل على نفس المساحة و المسافة من الأهمية، فالمحنة كبيرة و عالمية، و الاعلام الجزائري كان دائما في الصفوف الأولى لما يتعلق الأمر بالوطن، و نحن بحاجة اليوم أكبر من أي وقت مضى إلى جدار وطني حامي، فأهمية الإعلام في مثل هذه الظروف تقترب من أهمية الجيش الوطني الشعبي، لتشكيل جدار منيع للدفاع عن مجتمعنا في هذا الظرف الحساس، و الكثيرون على دراية بخطورة هذا الوباء، الذي يتحكم أكثر في أصحاب المعنويات المحبطة و المنخفضة لأنها تضعف المناعة، و زيادة على تأثير الوباء و العمل على الوقاية لكبح انتشاره، فيه حملة سرية مدروسة، تنام ليلا و تستيقظ لتجد مروجوها يطلقون نداءات مغرضة كتلك المتعلقة بندرة البنزين و السميد و غيرها، أعتقد أن مثل هذه الحملات ليست بريئة و أنا لست من هواة نظرية المؤامرات .
يتضح من كلامكم أن مهمة التلفزيون العمومي ليست سهلة في مواجهة الوباء من جهة، و ما يحيط بهذه الأزمة من أخبار مغلوطة و دعاية مغرضة، فما الذي اتخذتموه كإجراءات عملية لتسيير الأزمة ؟
نحن نقدم الحقيقة كما تمنح لنا من المصادر الرسمية، لا نرد على أي كان، و فيه أجهزة أمنية تعمل بجد للحفاظ على استقرار المجتمع و للحفاظ على حقوق المواطن من أي تعد سواء مادي أو معنوي، و نحن نرافق هذه المجهودات التي تقوم بها الدولة من أعلى الهرم بداية برئييس الجمهورية و الوزير الأول و الطاقم الحكومي إلى إطارات الأمن و كل المؤسسات الموجودة، لذا نحرص على تقديم المعلومة الصحيحة بعيدا عن الإثارة و التهويل و للمواطن العاقل و الواعي أن يزن و يقيم بين الغث و السمين، لكي لا يقع فريسة سهلة لمروجي الإشاعات و الدعايات المغرضة، فعلى مستوى التلفزيون الجزائري حاولنا أن نرافق العائلات في المشهد العمومي، لحرص الجزائري و اهتمامه بالمعلومة الصحيحة و الموثوقة من حيث مصدرها أكبر من أي وقت مضى، فقمنا بحصر دور الجزائرية الثالثة في تقديم الأخبار و المستجدات و تخصيصها قناة اخبارية حصرا.
هل ترى أن هذا كاف لكسب الجمهور و انجاح مسعى الحجر المنزلي و التوعية بخطورة الوباء و الوقاية منه ؟
ربما يعاب علينا شكل الصورة، من حق الجمهور أن يطالبنا بالجودة، نحن جئنا في هذا الوقت و بإمكانيات هذا الوقت و نسعى جاهدين أن نصحح هذا التأخر في مساره من حيث الشكل، و أيضا من حيث جودة الصورة لأننا ما زلنا نعمل بتقنية قديمة بأغلب القنوات، و نعتمد تقنية ( أش دي) في الجزائرية الثالثة فقط .
أما عن مسايرة قرارات الحجر الصحي و المنزلي، و لو رجعنا إلى الأرشيف من خلال برامج كرة القدم و ما نملك من تاريخ رياضي حافل و برامج الرسوم المتحركة و الأفلام و المسلسلات التي نعيد بثها على القناة الأرضية و هي قناة مشفرة و ليست متاحة لدى الجميع، فقمنا باستغلال رواق على الشبكة و أطلقنا قناة عامة وهي الجزائرية السادسة و هي قناة فضائية عامة متاحة للجميع، داخل الوطن و خارجه، مع الاحتفاظ بالقناة الأرضية لأنها مهمة جدا في مسألة البرامج التي لا نملك فيها الحقوق للبث الفضائي، و ستكون متواجدين ببرامج القناة العامة في هذا الظرف و سنعزز بها مكانتنا في شهر رمضان، و طبعا ستكون باقي القنوات التي تبث عليها البرامج العامة و الخاصة في الخدمة، على أن نعمل على توظيب أحسن و تنظيم أحسن لقنواتنا الست بعد الخروج من هذه الأزمة.
عادة ما يقع اللوم أكثر على التلفزيون الجزائري باعتباره قناة عمومية، فهل تعتقد أن هذا اللوم ينبغي من ورائه تحسين الأداء الإعلامي أم أنه سوء تقدير للمجهود المبذول ؟
لا، التلفزيون عمله و أداؤه يقدر، لدينا مشاهدينا و الجزائريين يقدرون و على دراية بما نقدمه، من منطلق العبارة التي عادة استحضرها في مثل هذه المواقف، و التي نرددها دوما « قد لا تكون أمي أجمل امرأة في العالم لكنها أمي»، في النهاية التلفزيون الجزائري هو تلفزيون كل الجزائريين، يقدم خدمة عمومية، نحن لا يهمنا الجري وراء الكسب المادي أو حتى مسألة نسب المشاهدة، لأن المطلوب منا تقديم خدمة عمومية في المستوى، و يهمنا الترويج لصورة هذا الوطن لثقافته و أمجاده و حاضره و مستقبله و نجاحات أبنائه على جميع الأصعدة، فالمسألة تختلف بيننا و بين القنوات التي تسعى إلى تحقيق ربح مادي و تجاري.
كما يجب على المشاهد و المستمع، أن يعلم أننا معنيون أيضا بقرارات العزل الصحي، فلدينا زملاء و زميلات معنيين بالحجر و لديهم أمراض مزمنة وهناك من لديهم أبناء أقل من عشر سنوات، فكان لزاما التقيد بالتعليمات و القرارات بمنحهم عطل استثنائية كغيرهم من العمال في باقي القطاعات.
أصدرتم مؤخرا بيانا تعبرون فيه عن أسفكم من نقل أعمال التلفزيون و عرضها في قنوات أخرى، دون ذكر المصدر و اعتبرتموها منافية لأخلاقيات المهنة، خاصة ما تعلق منها بتغطية اللوغو الخاص بالقناة و عدم مشاركة المواضيع المصورة من المصدر، هل ننتظر قرارات من ادارة التلفزيون في هذا الشأن ؟
ما قلناه هو مسألة بسيطة، يجب احترام المصدر و هذا من ابجديات أخلاقيات المهنة، فنحن نتفهم أن الدولة تعمل على توحيد المصدر في هذا الظرف، ربما سنصبح كتلفزيون في ما يتعلق بتوحيد المعلومة الرسمية كمصدر عمومي و رسمي لكل القنوات، و نحن مستعدون لكي نعطي الصور لزملائنا، و قلت في الكثير من المرات أن الجزائر بحاجة إلى أكثر من صورة و أكثر من صوت كل ما نطالب به هو احترام مجهودنا و أخلاقيات المهنة، فلو اضطررنا لأخذ صورة من باقي القنوات، سنمتلك شجاعة ذكر المصدر، احتراما لجهدهم.
كما أن الجميع على دراية، أنه من أخلاقيات النشر في صفحات الفايسبوك و مواقع التواصل الاجتماعي أن نأخذ المعلومة من المصدر عن طريق المشاركة، و هي قاعدة تعم الجميع، فما بالك بقنوات تلفزيونية و مؤسسات اعلامية، التي تقوم بأخذها كاملة و هذا يسيء لها لأن اللوغو خاص بالتلفزيون الجزائري، و من هنا أجدد التذكير بتفهمنا و باستعدادنا للتعاون، حينما يتعلق الأمر بنشاط رئيس الجمهورية فهو رئيس كل الجزائريين، و حين يتعلق الأمر بالوزير الأول و الحكومة فهي تعني كل الجزائريين، و مستعدين حتى أن نمنحهم الصور بالمجان مع احترام مجهوداتنا و مجهودات زملائنا في مسألة ذكر المصدر لأنها مسألة أخلاقية مهنية و تتعلق بهم و بنا و هذا يدخل في إطار أن الخلاف لا يفسد للود قضية .
بعد تعيينكم على رأس التلفزيون مؤخرا، نستشف من حديثكم أن المأمورية ليست سهلة و أن التلفزيون بحاجة إلى استثمارات كبيرة خاصة على المستوى التقني، فهل فيه مشاريع مستقبلية لتحسين جودة الصورة و المحتوى ؟
أكيد يوجد اهتمام من أعلى السلطات و من رئيس الجمهورية شخصيا، ومحظوظون أن لدينا إعلامي كبير على رأس وزارة الاتصال السيد عمار بلحيمر فهو يتابع التلفزيون و يرافقنا، و يوجد اهتمام كبير لكن حلت هذه الجائحة (وباء كورونا)، الأآن الخيار لتوفير المعدات الطبية فبين كاميرا (k4 ) و قناع أو جهاز تنفس لمريض ما الذي نختار أو مصل لعلاج الأمراض، الجائحة تقتضي أن يكون جميع الجزائريين سندا لبلدهم، و ما يهمنا الآن هو تسيير هذه الأزمة بالبقاء في ببوتنا و التعامل مع الصورة كيفما كانت، فالأمر يتعلق بالحياة، و الوقاية في هذه الحالة لم تعد خير من العلاج بل أصبحت حافظة للحياة ... نحن نشتغل ليل نهار لنحسن تموقع التلفزيون الجزائري حتى يصير العنوان الحقيقي لهذا البلد العظيم الجزائر . ع/ ب
سامي قاسمي إعلامي و مقدم برامج بقناة سكاي نيوز عربية: هناك استسهال لتداول الأخبار المنشورة على المواقع الافتراضية
مهمتنا تتركز على رفع الوعي ونشر الثقافة الصحية
قال، الإعلامي الجزائري سامي قاسمي، مقدم البرامج و النشرات بقناة سكاي نيوز عربية، إنه في أوقات الأزمات يتضاعف الجهد بالنسبة للصحفيين والإعلاميين، مشيرا إلى أن مهمة الإعلام اليوم تتركز على نقطتين جوهريتين، رفع الوعي العام ونشر وتعزيز الثقافة الصحية المتبعة على مستوى العالم بين الناس، و نقل المعلومة، دون تهويل أو استهانة بخطورة الوباء.
و تحدث، سامي قاسمي للنصر، عن تجربة سكاي نيوز عربية، في تغطيتها للجائحة العالمية بين القنوات الإخبارية الدولية، قائلا إن القناة ركزت تغطيتها عن الوباء وقامت بإطلاق العديد من البرامج الإخبارية والتوعوية على غرار «مسار كورونا» و «كورونا.. سؤال وجواب» الذي يجيب على تساؤلات المشاهدين، مشيرا في الوقت نفسه إلى الجهد الكبير الذي يبذله طاقم العمل في بث الرسائل التوعوية عبر المنصات الرقمية على مواقع التواصل والموقع الالكتروني.
و في سياق كلامه، عن الوباء و ما أثاره عبر منصات التواصل و ما خلفه من مظاهر و سلوكات في المجتمع، أشار إلى أنه و رغم تخطي عتبة مليون إصابة حول العالم، و تحذيرات منظمة الصحة، بأن كورونا يشكل تهديدا وجوديا، لا يزال البعض لا يقدر حجم الخطر، مستطردا أن هذا العدو غير المرئي يحتاج إلى الكثير من الوعي وتحمل المسؤولية.
و لم يخف استغرابه من تصرفات البعض التي قال إنها تزيد من العبء على قطاع الصحة في بلادنا، مضيفا أن التهاون في تطبيق الحجر المنزلي والتباعد الجسدي، و في حال عدم الالتزام بنصائح الأطباء، يمكن أن تتكرر المأساة التي تشهدها الكثير من الدول وهو ما لا يتمناه، منبها إلى أن الوضع استثنائي ومسؤولية الدولة والشعب مشتركة في القضاء على هذا الوباء الخطير.
الشائعات مدمرة ولا ينبغي أن نقع فريسة سهلة للتضليل
و عبر الإعلامي سامي قاسمي، عن أسفه من أن هناك أشخاصا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، يستسهلون تداول الأخبار المنشورة في المواقع الافتراضية، و يعمدون إلى تصديقها وإعادة نشرها على صفحاتهم ومشاركتها مع الأصدقاء دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من صحتها، داعيا إلى التثبت من المحتوى المنشور في الفضاء الأزرق من المصادر الموثوقة والرسمية حتى لا يقع الواحد منا فريسة لهذه الشائعات المحبطة التي قد تضر بلادنا.
ع/ بوعبدالله
حياة قزادري باحثة و أستاذة إعلام بجامعة الجزائر : تراجع الثقة في القنوات التقليدية و الرسمية فتح المجال لتداول الأخبار المزيفة و المضللة
lالمؤرق هو التفاف البعض حول القنوات الدعائية و تصديق ما تنقله دون تمحيص أو تدقيق
ترى، حياة قزادري الباحثة و أستاذة الإعلام و الإتصال بجامعة الجزائر 03، أن شح الأخبار الرسمية عادة ما يفتح المجال لتداول المعلومات و الأخبار الخاطئة و المضللة، كما أن ممارسات بعض القنوات و تراكمات التجارب السابقة لدور وسائل الإعلام الجزائرية في تسيير مختلف الأزمات و علاقتها مع السلطة، دفع إلى حدوث شرخ في علاقتها مع المواطنين، و زاد من زعزعة الثقة فيما تقدمه من محتويات لم تعد تحظى كما قالت بالأهمية الكافية للعب دورها في مواجهة سيل المعلومات و الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح النشر فيها متاحا للجميع دون رقيب، ما جعلها تعج بالأخبار المغلوطة و مناشير الاستهتار و الاستهزاء بخطورة الوباء، فضلا عن بروز دور الاعلام الدعائي من مؤسسات اعلامية أجنبية رسمية في عز أزمة الوباء، ما ينم عن عداء كبير تحركه المصالح الضيقة، لتعبر عن أسفها لما وصفته بالتفاف البعض من الجزائريين بهذه الحملات الدعائية و تصديقها دون تمحيص أو تدقيق في صحتها و أهدافها المبطنة. ضيفة النصر صاحبة العديد من المذكرات البحثية، و مؤلفات في علوم الإعلام و الاتصال حول دراسات الجمهور و الرأي العام، من أبرزها كتاب بعنوان قياس الجمهور والرأي العام، والصحافة المكتوبة والتنمية السياسية، والصحافة والسياسة، تشرح في هذا الحوار وضع الإعلام الجزائري و تقدم الحلول التي تراها كفيلة بمجابهة الحملات الدعائية و فوضى النشر عبر مواقع التواصل التي أصبحت تهدد المجتمع في استقراره و صحته.
أجرى الحوار / عثمان بوعبدالله
ماهي قراءتك للمشهد الإعلامي و الاتصالي في هذه الفترة الحساسة و خلال أزمة فيروس كورونا تحديدا، سواء تعلق الأمر بالقنوات الإعلامية و كذا مواقع التواصل الإجتماعي؟
ما نلاحظه على الساحة الإعلامية وحتى الاتصالية، هو الكم الهائل من المعلومات والتحليلات والآراء والتعليقات والصور، خاصة بالنسبة لوسائل الاتصال الجديدة، منها ما هو صحيح وحقيقي ومفيد وتوعوي ومنها ما هو خاطئ ومزيف ومبالغ فيه وفيه استهتار وسخرية وهزل وضحك .
برأيك لماذا يتقبل المتلقي، مثل هذه الفيديوهات والمعلومات المرعبة والمستهترة، و هو ما يتضح في التفاعل و نسب المشاهدة و المشاركة، في حين يسجل نفور في التعاطي مع المعلومات المنشورة عبر القنوات الرسمية؟
حسب رأيي، تقبل المتلقي لمثل هذه الفيديوهات والمعلومات المغلوطة والمرعبة والمستهترة ونفوره من المعلومات المقدمة عبر القنوات الرسمية، يرجع أساسا وأولا إلى انعدام الثقة بين المتلقين ووسائل الإعلام الجزائرية بصفة عامة والرسمية بصفة خاصة، وهي ناتجة عن انعدام الثقة بين المواطنين والسلطة، كحتمية لممارسات سابقة أنتجت قنوات إعلامية موجهة و موالية لجهات معينة.
فاعتماد السخرية في التعاطي مع انتشار فيروس كورونا، من خلال فيديوهات ساخرة أو نكت أو أغاني وحتى فيديوهات التجمعات، وإبرازها لعدم المبالاة بخطورة العدوى، يمكن إرجاعه إلى محاولة بعض المواطنين تبديد مخاوفهم من الوباء أما البعض فيعتمد عليها للهزل والضحك من قضايا لها علاقة بالسلطة، وكيفية تعاملها مع الوضع وكذا لمخزون السخط المتراكم حول الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية وغيرها التي مرت بها البلاد.
كما أن ثقة المتلقين في هذه الأخبار المزيفة، راجعة كما سبق الإشارة إليه إلى أزمة الثقة في وسائل الإعلام التقليدية واعتبار وسائط الإعلام الجديدة غير المؤسسة، والتي يتم فيها نشر الأخبار عبر الجمهور العادي تكون أكثر تحررا من القيود، وأكثر قدرة على الإخبار بمعلومات تعجز عن نقلها وسائل الإعلام التقليدية أو أنها لا ترغب في الكشف عنها، وهو ما تم استغلاله من قبل مؤلفي الأخبار المزيفة مستغلين سذاجة الجمهور و مشاركتهم للأخبار والمعلومات دون تحقق وتمحيص رغبة منهم في تحقيق المزيد من الإعجابات والتفاعل مع الآخرين، فتدني الثقة في وسائل الإعلام التقليدية والرسمية خاصة أدى إلى إيجاد أرض خصبة لمصادر معلومات بديلة والتي غالبا ما تكون غامضة ومضللة ومزيّفة وإظهارها على أنها ذات مصداقية وموثوقة.
ما هو الدور المنوط بالإعلام الرسمي في تسيير الأزمات وبالأخص تسيير أزمة وباء كورونا؟
للإجابة على هذا السؤال، يجب الرجوع إلى نقطة الأساس حسب رأيي وهي خلق الثقة أولا من خلال ما يجب أن تتبناه وسائل الإعلام من قيم وتعليمات أخلاقية ومثل عليا، وبما تنتهجه من بث لقواعد التنشئة الإجتماعية للأفراد، ما يمكنها من غرس عادات صالحة تنزع بالأفراد إلى المشاركة و الإجابية والطموح الفاعل وتولد الثقة في النفس وفي الآخرين وأن تخلق الثقة بين السلطة الحاكمة وأفراد الشعب.
كيف يتعامل الإعلام لدحض الإشاعات والمعلومات المغلوطة عبر مواقع التواصل الإجتماعي؟
يكمن دور وسائل الإعلام في التخفيف من حدة الأزمة بتزويد الجمهور بالحقائق للحد من انتشار الشائعات وتنوير المواطنين بما يساعدهم على تكوين رأي عام صحيح، لكن في الجزائر غالبا ما يكون تأثير وسائل الإعلام في الأزمات سلبيّا بدلا من توضيحه للحقائق ونشر الوعي و ايصال الأخبار يكون ممرا للإشاعات ومصدرا للمغالطات أو أنه يتكتم عن المعلومات.
فمعالجة الأزمة إعلاميا، تتطلب تضافر وتكامل الجهود للمؤسسات الحكومية والمؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، وكذا الأفراد المواطنين ضمن رؤية عامة لحماية البلاد وتحصينه من المؤثرات الناتجة عن الأزمة.
فمثلا رفض المسؤول للقاء مع وسائل الإعلام، يعطي فكرة أن الأمور ليست على ما يرام، وأنه لا تجري السيطرة على زمام الأمور.
استغلت قناة فرنسية أجنبية هذه الفترة العصيبة، وأرادت أن تمرر رسائل من خلال معالجة أزمة الوباء في المغرب العربي لكن ظهر في باطنها حسب رد وزارة الخارجية الجزائرية باستدعائها للسفير الفرنسي، أنها تهجّم وتدخل في الشأن الداخلي ومحاولة لتغليط الرأي العام بمعلومات مغلوطة في أساسها، ما هي قراءتك لمثل هذه الحملات الإعلامية في هذا الظرف الحساس؟
حسب رأيي كانت فرنسا وستبقى العدو التاريخي للجزائر، وهي تمارس منذ زمن الدعاية الإعلامية، من خلال نشر معلومات بطريقة موجهة وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على الشعب الجزائري، لتوجيهه في اتجاه معين وذلك بإعطائه معلومات ناقصة وأحيانا كاذبة أو مضخمة للتأثير على الأشخاص عاطفيا والدليل على ذلك اختيارها لهذا الوضع الحساس الذي تعيشه البلاد والأزمة الصحية التي تمر بها، وتزامن تدخلها هذا بوصول المساعدات الصينية للجزائر، والهدف من ذلك هو تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين لأجندات سياسية والدليل على ذلك مهاجمته للرئيس « وهو الرأي الذي ظهر جليا في إبداء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعدم تحمس واضح لنتائج المسار السياسي في البلاد، حيث كانت الحكومة الفرنسية آخر المهنئين للرئيس عبد المجيد تبون بفوزه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، فضلا عن خلافات عميقة بين البلدين فيما يتعلق بالأزمة الليبية حيث تتبنى الجزائر خيار الحل السياسي التفاوضي بينما تتبنى فرنسا دعما لخيار العمل العسكري وكذا طريقة التعاطي مع الأزمة في مالي، كما لا ننسى الخطاب المعادي للمصالح الفرنسية في الجزائر والمتنامي داخليا، و لا يجب أن نغفل أن المنظومة الصحية الفرنسية أعلنت إفلاسها فالمستلزمات الوقائية تعرف شحا رهيبا في المستشفيات الفرنسية، وأن الصين أعطت الأولوية في التزويد بالمستلزمات الطبية للجزائر وهذا ما أثار حفيظة فرنسا وفضحها وجعلها تهاجم السلطة الجزائرية علانية.
لكن ما يؤرق في كل هذا هو التفاف بعض «السذج» في الجزائر حول هذه القنوات، وتصديق ما تقوله وما تنشره من أخبار وما تبثه من سموم دون التأكد ودون تمحيص وبحث في أصل الموضوع وظروف وحيثيات نشره، ثم الحديث عن معالجة الأزمة وباء كورونا في المغرب العربي لا يستدعي التحدث عن الحراك والمسجونين وعن شرعية الرئيس وهذا ما يؤكد ما تحدثت عنه سابقا.
أعود وأقول غياب المعلومات الصحيحة من الجهات المعنية والرسمية هو الذي يؤدي إلى انتشار الأخبار الكاذبة والمزيفة، فعلى السلطة من خلال وسائل إعلامها تدارك الأمر من خلال زيادة الوعي لدى الشارع والعمل على نقل الحقيقة كما هي وعدم إخفائها لمواجهة الإعلام المزيف والحملات الشرسة التي تقام حولها، كما عليها دعم الأصوات الشجاعة والبديلة في إظهار الحقيقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان من الأجدر على السلطة الحاكمة أن تسمح لوسائل الإعلام بتتبع أخبار وأعمال الطاقم الطبي الصيني بالصور والفيديوهات لتتمكن من دحض أكاذيب المغرضين وطمأنة الشعب.
في نفس السياق، هناك من الجزائريين من يعتقد أن القنوات الأجنية، تمتلك هامشا من الحرية ولها مصداقية في نقل الحقيقة، ألا ترين أنها تستغل في الدعاية حينما يتعلق الأمر بالشأن الجزائري وأنها تنشر المغالطات وتحاول توجيه الرأي العام فيما تضمره من نوايا عكس ما تبديه من اهتمام مخادع؟
أكيد كما سبق وأن ذكرت سابقا هي قنوات إعلامية دعائية ذات أهداف استراتيجية وسياسية دعائية، تعمل على تغيير شخصية المواطن وإعادة تشكيل ذهنياته ليخدم على المدى البعيد مصلحة الدولة صاحبة القناة سواء كانت المصلحة سياسية أو اقتصادية أو مخابراتية. كما أنها هي من يتحكم في استقرار الحكومات والدول من خلال العمل على تعميق الفجوة بين السلطة الحاكمة وشعبها.
هل ما نحوز عليه من إمكانيات ومؤسسات إعلامية كاف لمواجهة آلة الحروب الإعلامية سواء عبر القنوات والجرائد وحتى في مواقع التواصل الإجتماعي؟
بالتأكيد إذا تم استغلال هذه الوسائل والوسائط أحسن استغلال فالعبرة ليس بالكم، وإنما بالكيف من خلال طريقة المعالجة ومدى الحرية المسؤولة التي تتمتع بها هذه الوسائل والوسائط، للتصدي لهذه الحروب الإعلامية وذلك بتضافر كل الجهود كما سبقت الإشارة إليه من طرف كل من المؤسسات الإعلامية والهيئات الحكومية والسلطات ومنظمات المجتمع المدني وحتى المواطنين.
لك كم هائل من الدراسات البحثية حول جمهور وسائل الإعلام و ميولاته و رغباته، من هذا المنطلق ما هي أهم التوجيهات العلمية التي تنصحين بها أو تقدمينها للعاملين في حقل وسائل الإعلام ؟
يجب على وسائل الإعلام على المدى القريب، إيصال الأخبار عن الأزمة إلى مختلف فئات المجتمع، والعمل على تكوين الآراء والمواقف والاتجاهات الإيجابية حول الأزمة. أما على المدى البعيد فعليها وضع وتنفيذ خطة إعلامية، تعمل على إيصال الرسالة الإعلامية إلى الفئات المستهدفة المختلفة لضمان تحقيق الرسالة الإعلامية لأهدافها مهما كانت الأزمة والرسالة، والأساس هو بناء احتياطي من السمعة الحسنة للمؤسسة الإعلامية وذلك قبل وقوع الأزمة، والمحافظة على استمرار العلاقات الحسنة بينها وبين جمهورها من خلال تحقيق درجة عالية من الثقة والمصداقية والمهنّية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.