قدم الدكتور بشير معمرية من جامعة الحاج لخضر و هو متخصص في علم النفس أمام مدراء و مفتشي عدد من المتوسطات بولاية قسنطينة ملاحظات و نصائح تساعدهم على التعامل مع المشكلات السلوكية التي تبدر من التلاميذ داخل الحجرات الدراسية، و قال أن على المتعاملين مع فئة التلاميذ في طور التعليم المتوسط اختيار الطريقة التي يردون بها على سلوكات التلاميذ تجنبا لتعقيدها و تفاقمها. المحاضر تحدث في لقاء احتضنته متوسطة حمودي السعيد بسيدي مبروك نهاية الأسبوع عن أنواع المشكلات السلوكية للتلاميذ مصنفا إياها بين بسيطة و مستمرة و أخرى رئيسية كسلوك التحدي و الاستعراض و الظهور و عدم التجاوب مع أنشطة الدرس و العدوان و السخرية من الأستاذ. وبين أن كل نوع من المشكلات يحتاج إلى رد مناسب فبينما يكفى التحكم عن طريق مراقبة الأستاذ للتلاميذ داخل القسم في المشكلات البسيطة ، تحتاج المشكلات المستمرة إلى تدخل مباشر و فوري من الأستاذ لإيقاف تلك السلوكات، أما الرئيسية فينبغي حسب الدكتور معمرية التعامل معها دون انفعال مع ضرورة الإنفراد بالتلميذ و إعطائه الاهتمام اللازم و إشراك أسرته في علاج مشكلته السلوكية، و أشار المحاضر إلى الغياب الكبير لدور الأب في العديد من الحالات. حسب المحاضر فالمشكلات السلوكية لدى التلاميذ تنبع من حاجات لديهم تتطلب إشباعها و منها الحاجات الجسمية كالأمن و الطمأنينة و الحب و الانتماء و التقدير و الاحترام و تحقيق الذات و الحاجة إلى المعرفة و الفهم و إلى الحرية و إلى الضبط و التوجيه. ومن بين أسباب المشكلات السلوكية العدد الكبير للمتعلمين داخل الحجرة الدراسية الواحدة فمن غير الطبيعي أن نبحث عن أقسام فيها 40 تلميذا بلا شغب، كما أن سلوكات صنف من الأساتذة تدفع إلى ظهور مشكلات سلوكية هؤلاء غالبا من العاجزين عن التحكم في المادة التي يقومون بتدريسها و الذين ينقصهم الإلمام بطرق التدريس أو بمبادئ النمو النفسي للمتعلمين، كما أن الأساتذة الذين لا ميل لهم لمهنة التدريس و غير المتوازنين إنفعاليا و الذين ينفرون من التعامل مع الصغار يكونون سببا في ظهور مشكلات سلوكية. وحسب المصدر ذاته فقد يكون بعض الأساتذة سببا في إثارة المشكلات السلوكية بسلبيتهم و عدم اهتمامهم بضبط سلوك المتعلمين منذ بداية العام الدراسي، و آخرين من خلال تجاهلهم للتصرفات غير المقبولة حتى تستفحل و يصعب إيقافها بعد ذلك، و عدم ثباتهم على نمط واحد من الإجراءات المتبعة إزاء سلوك غير مقبول أي تمييزهم بين التلاميذ في رد الفعل من طرفهم. المحاضر بين أن هناك طرقا مختلفة لتعديل سلوك المتعلمين منها نظام المجموعات و التأديب التوكيدي، و ضبط القسم بالمتابعة و نظام توجيه المتعلم و التعزيز الإيجابي وفق قاعدة الثواب و العقاب و هذا الأخير يكون بعد استنفاذ كل الطرق الأخرى المتاحة لعلاج المشكلة السلوكية. تجدر الإشارة أن متوسطة حمودي السعيد عرفت قبل أسبوع حادثة تهجم ولي تلميذ تم توقيفه ليومين بقرار من مجلس التأديب على أستاذة لفظيا، و قد اشتكت الضحية التي اعتذر لها الولي حسب مدير المتوسطة، الذي أشار أن قرار مجلس التأديب مس أربعة تلاميذ بالتوقيف ليومين و قد عادوا إلى أقسامهم معتبرا الحادثة عادية و مألوفة. من جانب آخر ذكر المدير صالح بورغوم أنه تم بنهاية المحاضرة تكريم تلميذ جرى تحويله تأديبيا إلى المؤسسة و قد لوحظ تحسن في سلوكه، كما تم تكريم التلاميذ الذين أبرموا عقود نجاعة بالمتوسطة و انتقل معدل أحدهم من 9 إلى 13، كما تلقى تلميذ حصل على جائزة في مسابقة للرسم نظمت ببولونيا تكريما بالمناسبة. ع.ش