الإنتاج السينمائي في الجزائر يعيش فوضى إيجابية أثار عرض فيلم "حراقة بلوز" للمخرج موسى حداد خارج المنافسة الرسمية لمهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته السابعة، جدلا كبيرا وسط المتتبعين كونه لم يدرج ضمن المسابقة الرسمية التي كان محورها الموجة الجديدة للسينما العربية. وللتعرف أكثر على الموضوع التقت النصر بالمنتجة أمينة بجاوي زوجة المخرج موسى حداد وكان لنا معها هذا الحديث. النصر:هل تحضرين مهرجان وهران لأول مرة؟. أمينة بجاوي : لا بل أحضر لثاني مرة فعاليات مهرجان وهران، المرة الأولى في الطبعة الماضية كنت مع زوجي موسى حداد كضيوف شرف وهذه المرة لعرض فيلم "حراقة بلوز" وهو من إخراج زوجي و انتاجي. هذا الفيلم كان من المفروض أن يشارك في الطبعة الماضية؟. - نعم السنة الماضية كنا سنحضر للمشاركة بفيلم "حراقة بلوز" لكن العمل كان في مرحلة ما بعد الإنتاج، و تفاجأنا هذا العام بعدم تمكننا من عرضه ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان وهران لأنه لا ينتمي للموجة الجديدة التي كانت محور الاختيار. ومعناه أن يكون الفيلم المشارك هو أول عمل أو ثاني أو ثالث على الأكثر يجسده المخرج وهذا غير متوفر في المخرج موسى حداد الذي هو من رموز السينما الجزائرية. لكن مشاركة الفيلم خارج المنافسة الرسمية أثار جدلا؟. كنا مضطرين أن نقتنع بهذا العرض لأننا نعتبر المشاركة في مهرجان وهران ذات رمزية كبيرة، وفعلا كنا سعداء جدا بالجمهور الذي غصت به القاعة يوم العرض. ولم نفكر أبدا في رفض المشاركة لأن الفيلم هو إنتاج وطني والمهرجان وطني، والجدل طرح لدى الجمهور الذي طالب بعرض الفيلم في المسابقة. سمعنا أنك طرحت شروطا للعرض؟. كان شرطي الوحيد كمنتجة هو توفير الإمكانيات التقنية، كمكان العرض والتقنيات التي يجب أن تتوفر ،ولكن للأسف جمهور وهران تلقى فقط 30 بالمائة من الفيلم بسبب رداءة العرض، و تفاجأت بعد العرض برد فعل الجمهور الذي تقبل الفيلم وكان النقاش ثريا. إذن نجح الفيلم في إيصال الرسالة للجمهور؟. - ربما نقترح للطبعة القادمة من مهرجان وهران أن تكون فكرة بانوراما الأفلام التي تعرض أفلاما خارج المنافسة، و تدرج جائزة الجمهور أي يترك التصويت على الأعمال التي تقدم للجمهور ويكرم أحد الإنتاجات بجائزة الجمهور وهذا للرفع من معنويات المخرجين، وحتى لا تمر الأفلام ضمن البانوراما مرور الكرام. لماذا القلق والفيلم سبق له وأن نال رضا الجمهور؟. - نعم، الفيلم عرض لأول مرة في شهر جوان المنصرم ، وبعد ثلاثة أيام عرض في العاصمة وفي ولاية سعيدة ولم يحضر المخرج لسعيدة بسبب قلقه من رد فعل الجمهور. ظل موسى حداد مضطربا طيلة الوقت حتى اتصلت به من سعيدة و فاجأته بتقبل الجمهور للفيلم والنقاش الذي كان رائعا. وعند عودتي للبيت أخبرني الأصدقاء أن موسى حداد ظل جالسا في مقعده طيلة العروض الثلاثة التي كانت بقاعة الموقار لأن رد فعل الجمهور هو الذي يهمه بعد كل عمل. وبعدها تمكننا من العرض في 14 ولاية بالاعتماد على علاقاتنا الخاصة سواء مع مديريات الثقافة أو بعض الجمعيات أو الأصدقاء. وظل قلقه كما هو. هذا يعني أن المخرج الكبير موسى حداد لايزال يقلق من رد فعل الجمهور؟. - نعم رغم أن لديه 50 سنة من الخبرة والعمل السينمائي، إلا أن المخرج موسى حداد لا يزال يقلق ويضطرب بعد إنهاء الفيلم لأنه يخشى رد فعل الجمهور ودائما يتساءل كيف سيتقبل الجمهور الجزائري هذا العمل؟ مع كل فيلم وكأنه يبدأ لأول مرة وهذه ميزة جيدة أتمنى أن أكتسبها أنا أيضا كمنتجة. هل فيلم "حراقة بلوز" أول إنتاج لك؟. – نعم، لو كانت في مهرجان وهران جائزة للمنتجين، لشاركت بفيلم "حراقة بلوز" لأنه أول إنتاج لي، وعملت مع مخرج كبير، لكن هو أيضا زوجي. عملت معه بجدية كبيرة وصرامة حتى أنني تساءلت لو لم يكن المخرج زوجي هل سأعمل بنفس الطريقة؟ وفعلا وجدت أن الإجابة نعم. كمنتجة كيف ترين واقع الإنتاج السينمائي في الجزائر؟. - صحيح أن الإنتاج السينمائي في الجزائر يعيش فوضى ولكنها إيجابية تبشر بمستقبل واعد، بالإضافة لنقص الإمكانيات والصعوبات التي تواجهه يوميا. لكن المنفذ الحقيقي للمنتجين من هذا الوضع هو كثرة الأعمال السينمائية التي من المفروض أن تنجز من طرف المخرجين سواء الكبار أو الشباب لأنها ستدفع عملية الإنتاج وتأتي بعدها النوعية، ومن جهة ثانية الجمهور الجزائري متعطش لأفلام تعكس واقعه وتبرز صورته السينمائية. و لكن كإمرأة ألم تجدي عراقيل؟. - مع الفريق الذي عملت معه فيلم "حراقة بلوز" يوجد العديد من النساء و أنا فخورة لاقتحام المرأة عدة تخصصات.بالنسبة لي ربما من حظي أنني زوجة مخرج وكانت أولى تجاربي معه وهذا فخر، ولكن من ناحية أخرى الكل ينعتني بزوجة موسى حداد وليس بالمنتجة أمينة بجاوي وهذا ما دفعني للعمل بنفس الطريقة مع المخرج الشاب محمد يرغي من بجاية لأثبت وجودي كمنتجة وليس كزوجة مخرج وفقط. حدثينا عن هذا العمل؟. إنه فيلم قصير سيبدأ تصويره في نوفمبر المقبل و يتمحور حول حب أخوين لبعضهما و مساعدة كل واحد منهما للآخر. إذن لا خوف على إقتحام المرأة لعالم الفن السابع؟. – لا ...لكن أنا متخوفة جدا من صراع الأجيال الذي ألاحظه في بعض المواقف، يجب أن يكون هناك تواصل بين الجيلين كل واحد يكمل الآخر. هل أبناء المخرج موسى حداد سيواصلون رسالته الفنية؟. - لدي ابنتين الكبرى سنها 10 سنوات إسمها ميلينا، والثانية عمرها 3 سنوات وإسمها ميليسا هذه لم تظهر عليها بعد الميول الفنية، لكن الكبرى تحلم بأن تكون مصممة أزياء، وأنا كأم سأكون متابعة لهما في أية لحظة يعبران فيها عن ميل فني . لا يمكنني أن أجبرهما على مواصلة مشوار والدهما ولكن سأساعدهما على تحقيق أحلامهما. هل من مشروع فني للسيدة حداد مع المخرج موسى حداد؟. - يعمل موسى حداد حاليا على إنشاء ورشة لكتابة السيناريو.فسيناريو عمله القادم سيكون من كتابة مجموعة من الأشخاص وهم ممثل ومخرج وكاتب سيناريو، ويريده موسى حداد أن يكون فيلما كوميديا وأنا سأبذل كل الجهد لتجسيد هذا العمل. هل سيشارك هذا العمل في الطبعة القادمة للمهرجان؟. - لا... تعلمت أن سنة واحدة غير كافية لإنهاء فيلم وتحضيره للمهرجان، ولكن ربما سيكون ضمن الأفلام المتنافسة خلال الطبعات القادمة. هوارية ب