ستكون ملفات تعزيز السلم والأمن بافريقيا ورهانات الأمة العربية في صلب اجندة زيارة الدولة التي سيشرع فيها الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى الجزائر ابتداء من يوم الأحد بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. و وستسمح هذه الزيارة التي تدوم ثلاثة أيام لرئيسي البلدين بتبادل وجهات النظر حول المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما الرهانات التي تواجهها الأمة العربية من أجل تعزيز وحدتها و تأكيد حقوقها و كذا الحفاظ على السلم و الأمن في إفريقيا. وفي ظل توجيهات الرئيس بوتفليقة ونظيره السوداني سيغتنم وفدا البلدين هذه الفرصة لدراسة فرص التعاون في عدة قطاعات و الشراكة الاقتصادية القائمة بين الجزائر و الخرطوم. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبر في رسالة بعث بها الى نظيره السوداني حسن عمر البشير في مارس الفارط بمناسبة التوقيع على وثيقة إعلان المبادئ لسد النهضة الإثيوبي عن "بالغ ارتياحيه لعلاقات الأخوة المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين والتعاون الثنائي الوثيق القائم بينهما" مبرزا حرصه على "تعزيزه وتطويره في شتى المجالات ". بدوره أشاد الرئيس السوداني حسن عمر البشير -خلال استقباله لرئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ممثل الرئيس بوتفليقة في مراسم تنصيبه رئيسا للسودان في بداية يونيو الماضي اثر اعادة انتخابه- رئيسا للسودان "بمواقف الجزائر التي تبذلها لضمان إستتباب الأمن والإستقرار في المنطقة". وفي نفس السياق أكد السفير السوداني بالجزائر عصام عوض متولي خلال فعاليات الأسبوع الثقافي للسودان المنظم في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" ان العلاقات بين الجزائر والسودان "تتميز بتقارب في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية و الدولية كملف القضية الفلسطينية وحول ضرورة ضمان استقرار ليبيا و وحدتها الإقليمية و حول عديد القضايا الأخرى" . وذكر الدبلوماسي أن الجزائر "تؤدي دورا رائدا بالمنطقة بفضل ديبلوماسيتها المحنكة التي قادت ببراعة الوساطة الدولية المتعلقة بالمفاوضات بين الماليين". و فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية و التجارية بين البلدين أوضح رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية بالجزائر بأنها تسجل "ديناميكية ملحوظة شيئا فشيئا" مؤكدا بأن الاجتماع المزمع قبل نهاية السنة الجارية للجنة المختلطة بين البلدين سيعمل على "تعزيز روابط التعاون و الارتقاء بها إلى أعلى المستويات" ,ويتعلق الامر حسبه "بمشاريع قادرة على تكثيف "الاستثمارات الجزائرية ببلاده. كما تحدث السفير بالمناسبة عن مشروع توأمة بين مدينتي قسنطينة و الخرطوم الذي ستحدد ملامحه -كما قال- "في وقت لاحق". وفي المجال الاقتصادي أيضا تم الاتفاق بين البلدين في يونيو الماضي على إعداد مذكرة تفاهم تحدد محاور التعاون في مجال البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال قائم على المصلحة المشتركة ,وسيتم التوقيع على هذه المذكرة خلال الدورة المقبلة للجنة المشتركة الجزائرية-السودانية.