تحولت "مسيرة الحرية" المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية, التي تجوب مدن فرنسا في طريقها إلى سجن مدينة القنيطرة المغربية, إلى حملة واسعة لتنوير الرأي العام الفرنسي حول القضية الصحراوية, في ظل ما ينتهجه الاحتلال المغربي من انتهاكات جسيمة متواصلة بحق الشعب الصحراوي. و أوضحت مصادر اعلامية صحراوية أن "مسيرة الحرية" - التي تضم متضامنين وتقودها الناشطة الفرنسية كلود مونجان, زوجة المعتقل السياسي الصحراوي النعمة اسفاري - "نجحت في تعبئة المزيد من النخب الفرنسية وساهمت في كسر التعتيم الذي تمارسه الدولة الفرنسية واعلامها على قضية آخر مستعمرة في إفريقيا, لازال شعبها لم يقرر مصيره". و أضافت أنه "أمام الانتصارات التي تحققها المسيرة يوما بعد يوم, لم يجد الاحتلال المغربي سوى ممارسة الترهيب حتى لا يصل صوت الشعب الصحراوي إلى عموم الشعب الفرنسي, الذي باتت نخبه تتطلع لمعرفة المزيد عن القضية الصحراوية, وتعلن تضامنها غير المشروط مع حقوق الشعب الصحراوي". و أكدت ذات المصادر على أنه "مع كل تظاهرة ضمن مسار المسيرة الدولية, تنخرط نخب فرنسية جديدة لحساب الحق, من منتخبين ومثقفين ومسؤولين في كل القطاعات, بينما تصر آلة القمع المغربية على ممارسة الترهيب ضد المنظمين, لأن القابض بزمام الأمور في الرباط مستوعب أن مسيرة الحرية تجاوزت مسألة الضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين, وإنما باتت تهدف إلى كسر التعتيم عن الرأي العام الفرنسي بخصوص قضية احتلال الصحراء الغربية". وحطت المسيرة أول أمس الاربعاء الرحال ببلدة "مولاغيس", أين حظيت باهتمام لافت من قبل السلطات المحلية ونخبها من قطاعات مختلفة, حيث استغل المنظمون الفرصة لتعريف الرأي العام المحلي بقضية الشعب الصحراوي الذي يعيش جزء منه في اللجوء والشتات قرابة الخمسين سنة, والجزء الآخر بالمناطق المحتلة حيث تمارس عليه أبشع صور الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف دولة الاحتلال المغربي. وبالمناسبة, تحدث ناشطون, من بينهم كلود مونجان, بإسهاب عن قضية آخر مستعمرة في إفريقيا, في ظل المعاناة المتواصلة للمعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال المغربي, معربين عن أسفهم لدور فرنسا في "إجهاض حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره من خلال دعمها لدولة الاحتلال المغربي", و استنكروا ممارسات النظام المغربي القمعية على التراب الفرنسي, ومحاولاته "اليائسة للاعتداء على المشاركين في المسيرة والتشويش عليها وعلى القضية الصحراوية العادلة". من جهته, أطلع فريق اعلامي صحراوي يواكب المسيرة الدولية للإفراج عن المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية, الحضور على ما يعانيه النشطاء و المناضلون والصحفيون الصحراويون من مضايقات يومية لثنيهم عن تغطية الأحداث الجارية بالمدن الصحراوية المحتلة, في ظل الحصار العسكري والامني والاعلامي المفروض من قبل الاحتلال المغربي لمنع أيضا المراقبين الدوليين عن كشف حقائق عن الواقع القاتم لحقوق الانسان في الصحراء الغربية.