الدكتاتور العربي يكره الشعب ويمقته ويحتقره ..الدكتاتور العربي أيضا غبي ولا يفهم ما يدور في العالم المتسارع والمتجه كل لحظة نحو سيادة الذكاء والعلم والحرية .. الدكتاتور العربي كائن قديم ومسكون بالماضي ..أناه مضخمة بشكل مفرط ولكنه أمام أسياده في الغرب الذين يمدونه بالسلاح لقمع شعبه وبالأموال للمحافظة على اقتصاد بلاده في حدود اللحظة الأخيرة قبل الانهيار.. الدكتاتور العربي لا يحب من يقول له لا ..يحب أوامره كلها مستجابة ومطاعة ..الدكتاتور العربي حلمه الأول الخلود وحلمه الثاني إذلال شعبه وحلمه الثالث توريث الحكم لابنه ..الشعب أيضا يكره الدكتاتور ويمقته ويتندر عليه ..والمخيال الشعبي أيضا خبيث ينسج حوله النكت التي تنتشر بين الناس بسرعة الضوء.. الشعب له قدرة رهيبة على الصبر والتحمل وعلى التكيف مع كل الأوضاع.. للشعب حكمة قديمة مأثورة تقول ''اللي خاف سلم..'' وللدكتاتور عيون وأذان مندسة حتى في الحيطان ومبثوثة في الهواء ..الدكتاتور يريد أن يعرف ما يدور في رؤوس الناس ولو استطاع لزرع في أجسام كل المصريين أجهزة تصنت ترصد حركاتهم وسكناتهم وتقرأ حتى ما يدور في لاوعيهم الباطن .. فمبارك لا يريد أن يموت ولا يريد أن يرحل هو فقط عين مدير المخابرات نائبا له وقائد الطيران الحربي رئيسا للوزراء وهو إملاء أمريكو إسرائيلي ..والدكتاتور يريد فقط أن يبقى رئيسا على رقاب 85 مليون مصري من الكادحين والغلابى ومن البروليتاريا الغثة الساكنة في المقابر والشوارع والغيران والتي هي وقود الثورة المصرية الجديدة التي لا يريد الدكتاتور تصديق أنها اندلعت ضده ..حتى أن له استعداد أن يقتل نصف الشعب أمام الملأ وليذهب المجتمع الدولي والإعلام الحر وضمير العالم الحر إلى الجحيم. المصريون من سوء حظهم أنهم جاءوا على مرمى حجر من إسرائيل والأقرب إلى حقول النفط في السعودية ..لهذا لن يتركهم أشرار العالم يهنأون حتى لو طردوا الدكتاتور وكل الجراثيم العالقة به.. الأمل كله معقود على النخبة المصرية الحرة لإعادة تنظيم الوضع والعمل على تجنيب الثورة من الانزلاقات المحيطة بها ..حيث ظهر أن الشر المختزن في رأس الدكتاتور كبير وكبير جدا ..وهذا الشر لن يقضي عليه غير إصرار المصريين على الرفض وعلى الصمود.. فالموقف الرسمي العربي مخيب لآمال الشعوب كالعادة حتى إننا سمعنا مواقف رسمية من بعض الدول العربية مخزية وهي متوقعة ..ففي زمن الثورات الشعبية تكثر المخاطر والمصريون كان لهم هذا الوعي الذي جعلهم يشكلون اللجان الشعبية لحماية الممتلكات والأهالي من اللصوص والبلطجية الذين يستخدمهم الدكتاتور لإرهاب المحتجين والعمل على تقزيم الثورة ..فيا شعب مصر الحر إلى الأمام أنتم الآن قاب قوسين أو أدنى من النصر.