''فيروس الزعامة''

التطاحن الذي يحصل في بيت الآفلان يعبّر بالضبط عن الفيروس الذي يسكن كل من يملك منصب مسؤولية·· هذا الفيروس الذي ينفخ في صاحبه حتى يجعله يظن أنه لا مثيل له ودون تخرب مالطا··
نهق حماري على ذكر مالطا وقال·· هذه الحرب التي يعرفها الآفلان بعلنية تعرفها كل الأحزاب الأخرى ولكن من تحت الطاولة··
قلت·· هذه الأحزاب كلها جاءت على أساس ديمقراطي حتى تنشد الفعل السياسي الراقي ولكن بعد مرور الوقت أصبحت أكثر دكتاتورية من الدكتاتور نفسه··
قال ساخرا·· لكن ما يحدث في الآفلان تعدى كل حدود الممارسة السياسية، فقد ألفوا العصا والدم كلما قرب موعد سياسي ما··
قلت مؤكدا·· يا حماري اللعين لا تغطي الشمس بالغربال واعلم أن العمود أو الركيزة التي تقف عليها السياسة ليست سوى العصا··
اندهش حماري لكلامي وأخذ في النهيق وقال·· هذا تعريف جديد للسياسة؟
قلت·· انظر حولك العالم كله يقف خلف عصا أمريكا التي تستعملها ضد من يعصي أوامرها وتوجهاتها··
قال·· واش أمريكا للأفلان؟
قلت·· السياسة واحدة ودروبها واحدة ومبادئها واحدة سواء كانت في حزب سياسي أو في أكبر دولة في العالم··
قال·· الفيروس الخبيث هو المحرك الأساسي للنفوس·· يبدأ الفرد مسالما وما أن يغرز أظافره حتى يكشر عن أنيابه ويصبح الحزب أو الدولة من ممتلكات جد جده··
ضحكت على تعبيره وقلت·· أضحكتني والمصيبة لا تضحك··
قال ناهقا·· أمسك الخريطة وابحث دولة دولة واعطني نموذجا واحدا تنطبق عليه سياسة الدمقرطة والرأي الآخر··
قلت·· لن أتعب نفسي في البحث عن الأوهام·· ليست سوى أوهام··