يبدو أن كموسة الجزائر أصبحت تسيل لعاب الكثيرين، بعد أن أصبح كل العالم يعرف بأن الخزينة تملك احتياطيا مُهما وصار من الواجب تفريق هذا “المال السايب" على من يستحقه من غير الشعب طبعا. في الأمس ذهب جزء من الكموسة إلى الأفامي لا ندري هل هو “محبة خاطر" أم تحت ضغط الكبار ومهما كان الأمر فإن المال خرج من بين أيدينا وقالوا لنا بأن مصالح الدولة العليا تقتضي ذلك وسكتنا. فرنسا التي منذ القديم تضعنا بين أعينها ستبعث برئيسها في ديسمبر القادم، ترى ما الذي سيأتي به لولا المصالح التي يقال عنها إنها مشتركة، لا ندري بالضبط حجم هذه الشراكة ولكن الأكيد أن الكموسة ستكون هي صلب الموضوع بين الطرفين الفرنسي والجزائري وهذا طبعا لما تقتضيه مصالح الدولة العليا. بدوره وصل رئيس مجلس الوزراء المصري إلى الجزائر مرفوقا بوفد رفيع المستوى من رجال أعمال ورؤساء شركات وقد قيل إن الغرض من الزيارة هو طلب قرض مالي بملياري دولار. قلت لكم الكموسة أصبحت معسوسة من الغريب والقريب وقد تُستنزف كلها بداعي مراعاة المصالح العليا للدولة وسيتم “رشقها" يمينا ويسارا دون أن يستفيد منها المواطن ولو بفلس واحد. بربكم قولوا، هل الطرقات المهترئة والقرى النائية التي ما تزال تنعدم فيها الإنارة والماء والغاز لا تدخل ضمن إطار مصالح الدولة؟ هل هذا التبزاع المالي لا يحلو للدولة إلا إذا كان من نصيب الغريب؟ بوتفليقة كان دائما يردد عبارة “أرفع راسك يا أبا"، لكن هل يمكن رفع الرأس والفقر يحنيها ويجذبها نحو الأسفل؟ يجب أن نرفع صوتنا عاليا الكموسة من حق الشعب والبراني يسامحنا لكن هل سيسمعنا من يرفعون شعار مصالح الدولة العليا؟