تيزي وزو/ جرحى واعتقالات في مواجهات بين الشباب وقوات مكافحة الشغب

تحولت، صبيحة أمس، المدينة الجديدة بولاية تيزي وزو إلى مسرح لمواجهات دامية وعنيفة بين قوات التدخل ومكافحة الشغب التابعة للأمن الوطني والعشرات من الشباب من حي ''لاكاريير'' والأحياء المجاورة له، حيث اندلعت مشادات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن إصابة أزيد من 15 شابا بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى مستشفى نذير محمد لتلقي الإسعافات، كما تم تسجيل بعض الإصابات الخفيفة في صفوف أعوان مكافحة الشغب، فيما قامت قوات الأمن باعتقال ثمانية من هؤلاء الشباب المحتجين، فضلا عن تسجيل عدة حالات من الإغماءات خصوصا في صفوف النساء والأطفال والمرضى بعدما أصيبوا بحالة شديدة من الذعر بسبب الأحداث المرعبة التي شاهدوها عقب هذه المواجهات العنيفة·
وتعود تداعيات هذه المواجهات التي اشتعلت نيرانها في فترات مبكرة من صبيحة أمس، حسب تصريحات هؤلاء المحتجين، الذين التقت بهم ''الجزائر نيوز'' في قلب الحدث، إلى الحركة الاحتجاجية التي قام بها مجموعة من الشباب ومعظمهم من التجار الذين أقدموا على غلق الطريق بالمتاريس وشل حركة المرور بشارع الإخوة بفازا بحي عميود، احتجاجا على تماطل السلطات المحلية في تجسيد وعودها المتمثلة في ترحيل التجار الذين يزاولون تجارتهم في السوق الفوضوي بحي 2000 مسكن بالمدينة الجديدة ومنحهم محلات تجارية في سوق الفلاح القديم، وحسب المحتجين هذه الوعود لم تتحقق منذ سنتين، في الوقت الذي تصر السلطات المحلية على تنحية هذا السوق الفوضوي الذي شوه المنظر الحضري للمدينة.
وحسب المعلومات التي استقيناها من بعض هؤلاء التجار، فإن البعض منهم لجأوا إلى سوق الفلاح القديم قصد تشييد محلات، نظرا لتأخر السلطات المحلية في تسوية وضعيتهم، وهذا الأمر دفع بالسلطات المحلية إلى توجيه أمر للسلطات الأمنية بالتدخل وطرد هؤلاء التجار بقوة من سوق الفلاح، وهو الأمر الذي جعل هؤلاء الشباب يقدمون على الدخول في حركة احتجاجية سلمية، وهذا بغلق الطريق وشل حركة المرور بشارع الإخوة بفازا بحي عميود، قبل أن تتدخل قوات الأمن لفتح الطريق.