لم يكن أشد المتشائمين عبر العالم يتوقع أن يتم تأجيل أكبر المنافسات الرياضية الدولية، يتقدمها أكبر حدث رياضي في الكرة الأرضية أولمبياد طوكيو وقبلها يورو كرة القدم وكوبا أمريكا، لكن فيروس كورونا (كوفيد-19) بعد حصده لأرواح أكثر من 41 ألف شخص عبر العالم، فرض منطقه على كبرى الهيئات الرياضية الدولية التي أجلت التظاهرات التي كان ينتظرها ملايير البشر عبر العالم، خوفا على أرواح الرياضيين والجماهير وكذلك لاستحالة تواجد الرياضيين في كامل مستوياتهم البدنية والتقنية بسبب توقفهم عن المنافسة الرسمية والتحضيرات لمدة طويلة، الأمر الذي سيضر بمستوى الأحداث الرياضية التي صرفت عليها ملايير الدولارات من قبل البلدان المنظمة والممولين. تأجيل الألعاب الأولمبية التي كان من المقرر أن تحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو أثر رزنامة تنظيم المنافسات الكبرى منها ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي كان من المقرر أن تقام بمدينة وهران من الخامس والعشرين جوان إلى غاية الخامس جويلية من سنة 2021، وكما انتظره الجميع تم التأجيل الرسمي للألعاب المتوسطية بسنة كاملة حتى لا تتزامن مع أولمبياد طوكيو وتفقد ألعاب الباهية سمعتها، وذلك بعدما اتخذ قرار مشترك بين الحكومة الجزائرية بمعية اللجنة الدولية للألعاب بعد تشاور الطرفين، إثر القيام بعملية التقييم الشامل للظرف الدولي الراهن الذي يشهد انتشارا واسعا لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) عبر غالبية بلدان العالم. تأجيل الألعاب المتوسطية بوهران يكمن أساسا في الحرص المشترك للدولة الجزائرية واللجنة الدولية للألعاب على الارتقاء بنوعية هذه الألعاب والسهر على الحفاظ على صحة الرياضيين من جهة، وضمان التحضير الأمثل لهذا الموعد الرياضي الهام من جهة أخرى، خصوصا أن دول البحر الأبيض المتوسط تعاني جلها من جائحة كورونا التي أودت بحياة 24800 شخص في آخر الإحصائيات المقدمة يوم 31 مارس، وهو ما جعل غالبية الرياضيين يوقفون تحضيراتهم للاستحقاقات الرياضية التي كانت تنتظرهم سواء للامتثال لقواعد الحجر الصحي المفروض في غالبية بلدان العالم أو نظرا لإصابة بعضهم بالفيروس وتواجدهم في المستشفيات لتلقي العلاج المكثف. من جهة أخرى فإن قرار تأجيل الألعاب المتوسطية إلى غاية صائفة 2022، يهدف أيضا إلى تمكين الجزائر عامة ووهران خاصة من التحضير لتنظيم طبعة مميزة ومتألقة لألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2022 لفائدة مجمل الحركة الرياضية المتوسطية، وكذا للجزائر التي ستكون فرصة سانحة لها من أجل إظهار علو كعبها مرة أخرى في تنظيم كبرى التظاهرات الرياضية الدولية والتعريف بمدينة وهران الساحلية التي قد تخطف قلوب زوارها من الوفود الرياضية والجماهير من أجل العودة إليها بعد نهاية الألعاب، وهو ما قد يساهم بشكل كبير في تطوير السياحة بعاصمة الغرب الجزائري والجزائر ككل. من دون أدنى شك، فإن تأجيل الألعاب بسنة كاملة سيترك متسعا من الوقت أمام لجنة تنظيم الألعاب التي يرأسها البطل الجزائري السابق في السباحة سليم إلاس، من أجل تحضير أدق التفاصيل الخاصة بالألعاب لضمان ظروف مثلى خلال التظاهرة الرياضية ونجاح باهر لألعاب البحر الأبيض المتوسط قد تسمح للجزائر من لفت انتباه الهيئات الرياضية الكبرى في العالم من أجل احتضان تظاهرات أكبر في السنوات المقبلة.