العمل البدني لتفادي الإصابات ضرورة عودة المنافسات الرياضية على كل المستويات ومختلف الرياضات، قرار أثلج صدور الرياضيين بعد توقف طويل من 15 مارس 2020 نظرا للوضع الصحي الذي تمر به البلاد، بسبب انتشار لفيروس كورونا. الجميع كان يتساءل عن المصير الذي ينتظرهم وموعد العودة للميادين والقاعات بعد تضييع موسمين كاملين، لتأتي الإجابة من طرف وزارة الشباب والرياضة التي أعطت إشارة الضوء الأخضر من أجل العودة الرسمية بتاريخ 6 سبتمبر الجاري بشرط الإلتزام بإحضار الدفتر الصحي، الذي يؤكد تلقي الرياضيين والمدربين والمعنيين اللقاح ضد الفيروس العالمي. الإبتعاد عن الميادين كان له أثر سلبي على الرياضيين في جميع الإختصاصات الفردية والجماعية من كل الجوانب لأن الرياضي لما يتوقف لفترة طويلة عن المنافسة يتراجع بدنيا ما ينعكس على مستواه بشكل عام، وبالتالي استعادة لياقته الحقيقية تتطلّب وقتا وعملا كبيرا للتدارك خاصة فيما يتعلق بالإسترجاع لأنه عامل مهم لتفادي الإصابات، الشّبح الذي يهدّد الرياضيين، وهم مطالبين بضرورة التعامل مع هذه المرحلة بكل ذكاء وفقا للنصائح والتعليمات التي يقدمها الطاقمين الفني والطبي خاصة في الأسابيع الأولى من الإستئناف، وسيكون للمحضر البدني الدور البارز والأساسي من أجل تأهيل الرياضيين وفق برمجة تعتمد على التمارين الأولية إلى غاية تعوّد الجسم على النسق العالي، والبداية من التحضير البدني العام ثم التحضير الخاص بما أن كل رياضة لها خصوصياتها، وبعدها التطرّق للجانب التقني حتى يكون تأهيل شامل بالنسبة للرياضي قبل الإندماج في العمل الجماعي والتكتيكي كآخر خطوة. الجميع يعرف مدى صعوبة المأمورية بعد التوقف الطويل الذي دام 18 شهرا كاملا بالنسبة لأغلب الرياضات الجماعية والفردية على حد سواء، أي منذ 15 مارس 2020 إلى غاية سبتمبر 2021، باستثناء رياضيي النخبة الذين سُمح لهم بالدخول في معسكرات تحضيرية وفق إجراءات صحية صارمة، سبقت المشاركة في بعض التظاهرات الرياضية المؤهلة للمواعيد الدولية والدورات المؤهلة للألعاب الأولمبية التي جرت مؤخرا بطوكيو 2021، وكذا الألعاب شبه الأولمبية التي تلتها مباشرة والتي تألّقت خلالها العناصر الوطنية لذوي الهمم، الذين أهدوا الجزائر 12 ميدالية مختلفة الألوان، لكن بالنسبة للأسوياء المأمورية كانت صعبة بسبب تراجع مستوى الرياضيين نظرا للابتعاد عن المنافسة التي تعد معيارا أساسيا في ضمان أفضل جاهزية على غرار كل من المنتخب الوطني لكرة اليد الذي فاز بلقاء واحد ضمن بطولة العالم التي جرت بمصر جانفي 2021، إضافة إلى عدم قدرة عناصر الكاراتي من التأهل لأولمبياد بسبب نقص التحضير والإكتفاء بتواجد لمياء معطوب التي شاركت بدعوة والأمثلة عديدة في باقي الإختصاصات. بالتالي فإنّ الرّياضيين الجزائريين في كل الأصناف العمرية ضيعوا موسمين لأن البطولات الوطنية بقيت متوقفة، بسبب غلق القاعات، ومن جهة أخرى ونظرا لمتطلبات إجراءات البروتوكول الصحي الذي فرضته وزارة الشباب والرياضة لحماية الرياضيين، وبالنظر لعدم قدرة الإتحاديات والأندية على تحمل المصاريف نظرا للضائقة المالية التي طالت الأغلبية تأخرت العودة للمنافسات بالنسبة للفئات الصغرى، في حين تم إكمال دورة اللقب بالنسبة لكرة اليد، والتي عرفت غياب المجمّع البترولي بسبب المشاكل المادية الناتجة عن الصراع بين المسيّرين والشركة المالكة، كما جرت فعاليات دورة اللقب بالنسبة لكرة السلة، وفي الرياضات الفردية نجحت الإتحادية الجزائرية للسباحة في تنظيم البطولة الوطنية الصيفية التي كانت شهر جويلية الماضي. من جهة أخرى، فإن التوقف تسبّب في معاناة كبيرة للرياضيين من الناحية الإجتماعية لأنّ أغلبهم لا يملكون مصادر دخل أخرى لتسديد حاجياتهم وفي نفس الوقت عندما لا تكون منافسة لا يتحصلون على منح، لأن قانون الرياضة هاو ويمنع دفع أجور ما اضطر الجميع إلى ممارسة حرف أخرى لكسب الأموال، ولما طالت الأمور بسبب إستمرار الغلق لقرابة سنتين هناك من تركوا الرياضة بصفة كلية، كل هذه الأمور أثّرت على التدريبات الفردية للرياضيين لأنّ الظّروف أجبرتهم على عدم الإلتزام حتى بالتمارين العادية للحفاظ على اللياقة البدنية لتفادي زيادة الوزن بالدرجة الأولى، لأنّ أغلبهم لهم مسؤولية على عائلاتهم وأبنائهم، ما يعني أن الأمور يجب أن تكون مدروسة من طرف الفنيين في المرحلة الحالية قبل الدخول في جو المنافسة الرسمية من خلال وضع خطة عمل متوازنة لإعادة تأهيل الرياضيين في كل الإختصاصات الفردية والجماعية، في حين سجّلنا مغادرة أسماء أخرى نجو الخليج وأوروبا لإنقاذ مشوارهم في صورة الهجرة الكبيرة للاعبين كرة اليد نظرا للظروف السائدة والوضع الغامض بالنسبة للرياضة الأكثر تتويجا في الجزائر على الصعيد القاري. حارس المنتخب الوطني لكرة اليد: «المنافسة هي الأساس» تطرّق حارس المنتخب الوطني لكرة اليد ومستشار في الرياضة، عبد الله بن مني، في تصريح خاص ل «الشعب ويكاند»، إلى الإنعكاسات التي ستنتج عن التوقف الطويل على ممارسة الرياضة، خاصة بالنسبة للفئات الصغرى لأنهم الخلف في قوله «بكل صراحة الوضع الحالي والتوقف الطويل عن المنافسة جعلنا قلقين، خاصة لدى الفئات الصغرى لأنها أساس النجاح، وبما أن هذه الشريحة ضيعت موسمين من التكوين سيجعلها تضيع فترة جد هامة من مشوارها، ولن تستطيع التدارك لأن الرياضيين سيتقدمون في السن ولم يلعبوا كل المراحل، ومن دون شك سيكون له إنعكاس سلبي مستقبلا، لأنهم في الفترة الماضية سمحوا فقط لعناصر النخبة بالعودة للعمل دون غيرهم». واصل بن مني قائلا في ذات السياق «لكن عودة النخبة للتحضيرات كان منقوصا أيضا لأن المنافسة هي الأساس، وبما أنها كانت متوقفة كان لها تأثير على نسق اللقاءات ومستوى الرياضيين في مختلف المواعيد التي أُجريت في السابق، ولهذا فإنه وبعد إعطاء إشارة العودة للتدريبات وتحديد أغلب مواعيد البطولات الوطنية يجب أن يكون العمل وفق مراحل وبطريقة تدريجية بداية من التحضير العام حتى يتعود الجسم على التمارين مجدّدا لأن أغلب الرياضيين لم يمارسوا الرياضة منذ مارس 2020، وبعدها مرحلة التحضير الخاص التي تكون بنسق أعلى ثم التطرق للجانب التقني لأنّنا نعرف أن أغلب الأندية لا تملك محضرا بدنيا، الذي يعتبر دوره جد مهم في مثل هذه الظروف، ومن جهة أخرى يجب أن يعرف الجميع أن التدريبات الحالية غير كافية لإستعادة المستوى الحقيقي وهي فقط لتفادي الإصابات، والعودة للمستوى العالي يتطلب وقتا طويلا، وهذا أمر منطقي خاصة بالنسبة للأصناف الصغرى التي حرقت مراحل التكوين في فترة جد مهمة من نمو الجسم». رئيس اتحادية السّباحة: «سنعطي الوقت الكافي للأندية» كشف رئيس الإتحادية الجزائرية للسباحة في تصريح خاص ل «الشعب ويكاند»، أنّ قرار إعادة بعث المنافسة على الصعيد الوطني خلال الأسابع القليلة القادمة، وقال في هذا الصدد «قرّرنا إعادة المنافسة الوطنية خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث سيتحدّد التاريخ خلال الإجتماع التقني الذي يعقد في الأسبوع الاول من شهر أكتوبر، يأتي ذلك بعدما تمّ إعطاء إشارة العودة للنشاط مجددا وفتحت المسابح بقرار من وزارة الشباب والرياضة، ولهذا سنحدّد كل التواريخ المتعلقة برزنامة الموسم الرياضي الجديد ومواعيد إجراء البطولة لدى كل الفئات العمرية بعد التوقف الطويل بسبب الوضع الوبائي الذي عاشته البلاد في الأشهر الماضية». واصل بوغادو قائلا «قرار العودة جاء في الوقت المناسب من أجل إعادة السباحين لأجواء المنافسة ولهذا سنمنح الأندية فترة معتبرة من الوقت من أجل التحضير قبل الدخول في جو المنافسة الرسمية حتى يكون المستوى عاليا ونشهد أرقاما وطنية جديدة، ومن جهة أخرى سنسهر على ضمان كل الترتيبات الخاصة بتنظيم المنافسات بما يتماشى مع إجراءات البروتوكول الصحي، ومن الضروري إحضار دفتر التلقيح بالنسبة للسباحين والسباحات لتفادي الإصابة بفيروس كورونا، وفي نفس الوقت لضمان سلامة الجميع». رئيس اتحادية رفع الأثقال: «البطولة الوطنية في ديسمبر» أكّد رئيس الإتحادية الجزائرية لرفع الأثقال إسماعيل بولحية في تصريح خاص، أنّ البطولة الوطنية ستعود مجددا في ديسمبر القادم في قوله «سنعيد بعث المنافسة مجددا بعد التوقف الطويل لمدة سنتين بسبب الجائحة الصحية التي أدت إلى غلق كل المنشآت الرياضية، ما جعلنا نمر بفترة صعبة جدا، وذلك ما انعكس على الفرق الوطنية بصفة مباشرة، حيث حدّدنا تاريخ عودة البطولة الوطنية، والذي سيكون خلال عطلة الشتاء أي من 20 إلى 31 ديسبمر القادم بقاعة مستغانم لأن مدير الشباب والرياضة وعدنا بتقديم المساعدة». وكشف بولحية أنّهم يعلمون بمدى صعوبة المأمورية بالنسبة للأندية بعد التوقف الطويل، ومن جهة أخرى المشاكل المالية التي يعانون منها في قوله «سنمنح فرصة للأندية بالعودة للتدريبات وتحضير أنفسهم بصفة جيدة من أجل تقديم مستوى مقبول خلال المنافسة، لأنّنا نعوّل على هذه المحطة كثيرا بهدف إحصاء عدد الرياضيين على الصعيد الوطني لأنّنا لا نعرف بالتحديد بعد التوقف الطويل، والتي ستكون وفق الشروط الصحية المفروضة، ولهذا شرع المدربون والرياضيون في القيام بعملية التلقيح ضد كورونا لأنّ إحضار الدفتر الصحي واجب». رئيس اتحادية الملاكمة: «ستعود المنافسة في أكتوبر» كشف رئيس الإتحادية الجزائرية للملاكمة، عن إجراء البطولة الوطنية للأصاغر في أكتوبر القادم بهدف الإستعداد للبطولة العربية التي ستكون في ذات الشهر، وقال في هذا الشأن «ستجري فعاليات البطولة الوطنية للأصاغر بقاعة برج الكيفان بالعاصمة من 24 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2021، والتي ستكون بمثابة محطة تحضيرية للبطولة العربية لهذا الصنف بتاريخ 27 نوفمبر بالكويت، فيما ستكون بطولة الأكابر في شهر نوفمبر القادم بعدما تكون الأندية جاهزية بعد التوقف الطويل، لأنّنا سننتقي من خلالها أفضل العناصر التي ستمثل الفرق الوطنية في قادم المواعيد الدولية في مقدمتها الألعاب المتوسطية بوهران 2022، وأولمبياد باريس 2024». رئيس اتحادية كرة السلة: «انطلاق المنافسة في 29 أكتوبر القادم» من جهته، رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة السلة، رابح بوعريفي، كشف أنهم حددوا تاريخ 29 أكتوبر من أجل العودة الرسمية لأجواء المنافسة بعدما كانت مقررة يوم 4 أكتوبر، وقال في هذا الصدد «تأخّرنا كثيرا في العودة لجو المنافسة، الأمر الذي سيكون له إنعكاس سلبي على رياضة كرة السلة، ولهذا حدّدنا في البداية تاريخ 4 أكتوبر من أجل إعادة بعث المنافسة لكن نظرا للظروف الصحية التي أجبرت الأندية على الإلتزام بشروط البروتوكول لحماية الجميع من فيروس كورونا قررنا تأجيل الموعد إلى 29 من الشهر الداخل، حتى تكون الفرق جاهزة للعودة، بالرغم من أنّنا لم نتلق كامل الإعتمادات إلى حد الآن، ولهذا سننتظر إلى غاية الأيام لأنّنا نعرف أن الوضع المادي صعب والجميع يعاني من مشاكل مالية، لكن لا نملك خيار آخرا ويجب أن نعود حتى لا نضيع وقتا أكبر لأنّنا عمليا ضيّعنا موسمين».
