وسط مناشدات دولية وعربية لوقف الهجوم الصهيوني على مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، لاسيما بعد قصف مناطق نزوح صنفت آمنة، واصلت قوات الكيان الغاصب غاراتها على المدينة الحدودية وعلى مناطق أخرى من القطاع مخلّفة المزيد من الشهداء والمصابين والدّمار. استشهد العديد من الفلسطينيين بينهم أطفال، أمس، وأصيب مواطنون آخرون في قصف لطيران الاحتلال على مدينة خان يونس. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن شهداء بينهم أطفال، ارتقوا في قصف نفذه طيران الاحتلال على منزل لعائلة أبو جزر في منطقة معن جنوب خان يونس، حيث نقلوا للمستشفى الأوروبي في المدينة. جاء ذلك في وقت قالت فيه مصادر محلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة إن دبابات الاحتلال المتمركزة وسط مخيم يبنا بجوار مسجد الهدى في المدينة، وقرب مفرق كير وبجوار مسجد علي ابن أبي طالب، وفي مناطق العودة والنجمة والشرقي وفي ملعب برقة وسط مخيم الشابورة، تقصف بين الحين والآخر منازل لمواطنين بالقذائف. وفي السياق، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن الطبيب عصام روحي محمد عقل، أحد طواقم مستشفى القدس استشهد بعد استهداف منزله في مخيم البريج وسط قطاع غزة. وأوضحت أنه باستشهاد عقل يرتفع عدد شهداء طواقم الجمعية إلى 30 شهيداً، منهم 17 استشهدوا أثناء أداء واجبهم الإنساني منذ بدء العدوان الصهيوني. خسائر في صفوف العدو يأتي ذلك بينما أقر جيش الاحتلال أمس بمقتل 3 عسكريين وإصابة عشرة في معارك بقطاع غزة، وقالت هيئة البث الصهيونية إن العسكريين الثلاثة قتلوا في انفجار عبوة ناسفة بمبنى في رفح. وكانت الدبابات الصهيونية تقدمت نحو وسط رفح، وبات الجيش الصهيوني على بعد كيلومتر واحد من قلب المدينة. مشروع قرار لمجلس الأمن في الأثناء، وزعت بعثة الجزائر الدائمة لدى الأممالمتحدة بنيويورك، الثلاثاء، مباشرة عقب اجتماع مجلس الأمن الطارئ الذي دعت إليه الجزائر بخصوص الهجمات الصهيونية الأخيرة على مخيمات اللاجئين برفح، مشروع قرار يلزم السلطة القائمة بالاحتلال على وقف هجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح بشكل فوري. ومن المنتظر أن يعرض مشروع القرار في الأيام القادمة على تصويت أعضاء المجلس فور استكمال مرحلة المفاوضات التي ينبغي أن تكون قصيرة نظرا لخطورة الوضع في الميدان. القتال سيستمر لشهور طويلة هذا، وزعم مستشار الأمن القومي الصهيوني أمس الأربعاء إن جيش الاحتلال يسيطر على 75 بالمائة من محور فيلادلفيا، وهو منطقة عازلة بين غزة ومصر. وأضاف "داخل غزة، يسيطر جيش الدفاع الصهيوني الآن على 75 بالمائة من محور فيلادلفيا وأعتقد أنه سيسيطر عليه كله بمرور الوقت". وتابع أنه يتوقع استمرار القتال في غزة طوال عام 2024 على الأقل. نزوح وسط القصف إنسانيا، وعلى وقع أصوات القصف العنيف، وامتداد التوغل البري لجيش الاحتلال إلى أماكن أخرى وسط مدينة رفح، خرجت عشرات الأسر من المدينة، لا تحمل إلا القليل من الأمتعة، متجهة إلى مناطق نزوح جديدة، خوفا من تعرضها لمجازر دموية، تشابه تلك التي طالت خيام النازحين خلال اليومين الماضيين. ووسط شوارع خالية تماما من الحركة، خرجت الأسر التي كانت تقيم على مقربة من وسط مدينة رفح، سيرا على الأقدام، وهي تحمل القليل من الملابس والطعام، وتتجه إلى مناطق غرب المدينة، ومن هناك إلى مناطق النزوح في غرب مدينة خان يونس ووسط قطاع غزة. وتكلف عملية النزوح السكان مالا كثيرا، كما تتطلب بذل جهد كبير في عملية فك ونصب الخيام. وفي مناطق النزوح الجديدة كما السابقة، لا تتوفر الخدمات الأساسية للسكان، وأولها المياه سواء المخصصة للشرب أو للاستخدمات الأخرى، كما تشح كميات الطعام بسبب إغلاق الاحتلال لمعابر غزة، وسماحها فقط بدخول كميات مقلصة من الأطعمة.