الملفت للانتباه في اجتماع وهران اليوم هو المشاركة القوية والمتميزة لدولة روسيا التي ستكون ممثلة بوفد هام يرأسه نائب رئيس الحكومة، السيد إيغور سيبشين، وزير الطاقة السيد سرغي شماتكو وذلك تلبية للدعوة التي وجهها رئيس الأوبك السيد شكيب خليل لهذا البلد على اعتبار أنه يعد أكبر منتج للنفط خارج المنظمة، هذا الأخير أعرب عن أمله في انضمام روسيا إلى أوبك. وأبدت روسيا اهتماما بالغا بدعوة أوبك للتنسيق معها بشأن كمية النفط الفائض في السوق والبحث عن أفضل السبل لتقليص هذا الفائض وحمل الأسعار على الارتفاع مجددا إلى مستويات مقبولة. هذا الاهتمام، تعكسه الخرجة الملفتة للانتباه أيضا للزعيم الروسي دميتري مدفيديف الذي قال بعبارة صريحة انه لا يستبعد انضمام روسيا إلى منظمة أوبك، مؤكدا على ضرورة خفض إنتاج النفط لضبط الأسعار، وذهب الرئيس الروسي إلى أبعد من ذلك عندما أبدى إستعداد بلاده لأي تنسيق وذلك بهدف حماية المداخيل الأساسية التي تأتي من النفط والغاز وحماية المصالح الوطنية لروسيا وفق ما يراه مناسبا، على حدّ تصريحه، خاصة وأن منظمة الأوبك طلبت من روسيا التنسيق الدائم معها. هذا التصريح القوي للرئيس الروسي، يعكس إلى حد كبير، رغبة روسيا في التنسيق مع الجهات التي تراها مناسبة للمحافظة والدفاع أيضا على مصالحها وقد يكون انضمامها إلى أوبك من بين السبل التي تحقق لها حماية شبه دائمة لمواردها بالعملة الصعبة، ومواجهة ضغوطات الميزانية العمومية التي وضعت على أساس سعر برميل يعادل 100 دولار. وكان وزير الطاقة الروسي، قد أعلن عن نيّة بلده خفض إنتاجها في موعد لا يتجاوز 17 ديسمبر الذي يصادف عقد اللقاء الإستثنائي لأوبك، بينما صرح رئيس شركة لولوبل النفطية الروسية السيد وحيد إليكيروف، بأن روسيا قد تخفض إنتاجها من النفط بمقدار يتراوح مابين 200 إلى 300 ألف ب/ ي، تماشيا مع رغبة منظمة أوبك، مؤكدا أن هذه الأخيرة تنتظر من روسيا خفض الإنتاج بهذا المقدار. وتختلف تحاليل المراقبين بشأن التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي، ففي الوقت الذي استبعد بعضهم انضمام موسكو إلى أوبك لاعتبارات عديدة معللين تصريحات ميدفيدف على أنها تندرج في إطار السياسة الجديدةلروسيا تجاه الغرب عموما وأمريكا على وجه التحديد ضمن سياق الحرب الباردة غير المعلنة، بينما يفسّر البعض الآخر هذه التصريحات على أنها قد تكون بداية لتوجه جديد لروسيا نحو التموقع وبقوّة ضمن هيئات ومنظمات بغية حماية مداخيلها الخارجية الأساسية وقد تجد في دعوة أوبك الانضمام إليها، فرصة سانحة لتموقع أفضل، وقد لن ترفض هذه الدعوة، وإن صدقت بالفعل، فإنها ستكون مفاجأة اجتماع وهران. ------------------------------------------------------------------------