عبرت اللوحة الكبيرة التي توسطت قاعة إقامة الميثاق عن مضمون الحدث وأعطته دلالته وأبعاده. وكشفت اللوحة التي بها صورة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مبتسما في نظرته إلى كأس العالم وفي الجهة المقابلة صورة الزعيم جنوب أفريقي نيلسون مانديلا والكتابة الملفتة للانتباه وتزيد المشهد قيمة إضافية وتعبيرا: تأهل الجزائر إلى المونديال مفخرة كل شعب. وأظهرت اللوحة التي توسطت الأعلام الوطنية، وتفنن في رسمها مبدعها كم هو مهم الحدث الذي احتضنته إقامة الميثاق أمس ؟ وكم هو مجدي الوقوف عنده وتحليل محتواه ورمزيته دون تركه يمر مرور الكرام. فقد كان حفل تكريم الإعلاميين الذين رافقوا ڤالخضراڤ في معركة التتويج والتأهل إلى المونديال من قبل وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس محطة توقف عند ملحمة فريق كرة القدم الذي أعاد الجزائر من بعيد بعد سنوات الإخفاق والتأخر عن المواعيد الكبرى. وأرجع البسمة إلى الجزائريين الذين كانوا في أشد الحاجة إلى الأفراح ، والتطلع لجزائر تنتصر إذا حددت أهدافها بدقة وسخرت الوسائل الممكنة بروح الواقعية والتأني بعيدا عن العجالة والتسرع والاندفاعية. أكد هذا الطرح المتدخلون في حفل التكريم الذي حضره كل من ساهموا في ملحمة ڤالخضراڤ ورافقوها أيام العسر واليسر، ولم يتخلوا عنها لحظة من رجال الإعلام ، وطاقم شركة الخطوط الجوية الجزائرية، والفنانين، بالإضافة إلى ممثلي الوزارات والهيئات والاتحادية الجزائرية لكرة القدم وطاقم الفريق الوطني. شدد على هذا وزير التضامن جمال ولد عباس في الحفل الذي كرم فيه الصحافيين وسلمت ميداليات للفنانين الذين بدورهم منحوا رئيس الجمهورية هدية رمزية عرفانا لجهوده في إيصال الفريق الوطني إلى الهدف المسطر ممثلا في التأهل للمونديال ومنافسة كأس الأمم الإفريقية. وقال أن تأهل الفريق الوطني المزدوج تاريخي بأتم معنى الكلمة. وتقرر بالأداء المتميز والتألق والعمل المتواصل والجهود المضنية التي لعب فيها الجميع دورا رائدا وفق تقاسم وظيفي وتحديد المسؤوليات دون تركها تقع على عاتق واحد. وتحدث الوزير في وقفته على انجازات الخضرا التاريخية التي شغلت الوراء عن حفل التكريم وماهيته ومعناه وأسبابه. وذكر أن الالتفاتة كانت ضرورية ومهمة للتنويه بالإعلاميين من مختلف الألوان والمشارب ودورهم الاحترافي الذي أعطى دروسا حية للأشقاء قبل الأصدقاء في اللباقة واللياقة والرزانة دون السقوط في حملات التهجين والإساءة للأخر. وظلوا على هذا النهج في مناصرة الفريق ومؤازرته ولم تحدوهم المتاعب والمصاعد متحدين الظروف غير العادية والاعتداءات التي تلقوها غداة المقابلة التاهيلية يوم 14 نوفمبر الماضي. وصغرت أمامهم هذه الأشياء واضعين نصب الأعين انتصار الجزائر وعودتها إلى عصبة الأمم مرفوعة الهامة والشأن. وهو انتصار صنع في أم درمان ساهم فيه أيضا 1300 مناصر نقلوا على عجالة عبر جسر جوي في ظرف 36 ساعة بفعل مبادرة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. واثنى رابح سعدان على كل الفاعلين الذين ساهموا في صنع مجد الجزائر. وقدم تشكرات خاصة للرئيس بوتفليقة وكل أطياف المجتمع الجزائري الذين هبوا لنصرة الفريق الوطني وقت الحاجة ورافقوه بلا كلل في معركة انتزاع تأشيرة التأهل إلى المونديال بعد العرس الكروي القاري الذين شاركوا فيه وتألقوا وبينوا أنهم من صنف الكبار. ونوهت نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة بأداء الفريق الوطني الذي صنع أفراح الشعب وفجر الإبداعات الصحفية وحرك مشاعر الفنانين الذين رددت الجماهير عذوبة أنغامهم وأغانيهم الحماسية التي رافق الخضر في كل مكان. ومن جهته حيا عزالدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال بتكاتف الجهود في صنع ملحمة الجزائر. وقال أن الشكر يوجه بصفة خاصة لرجال الإعلام الذين كانوا القوة الكامنة للخضرا ومفجري أداء لاعبيها ومهارتهم التي يعترف بها الجميع ويقدرونها أيما تقدير. ولم ينس الوزير ميهوبي التنويه بالقوى الحية التي ظلت ساهرة وترسل عبر الانترنيت كلمات متوهجة دفاعا عن الجزائر ورموزها غير قابلة بالمرة أن تمس الشخصية الوطنية ومقوماتها من أي كان. وأعلن ميهوبي عن مسابقة تمنح فيها جوائز لأحسن صورة ومقال صحفي حول الفريق الوطني وهذا يوم الثالث ماي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وسار في هذا الاتجاه وحيد بوعبدالله المدير العام للجوية الجزائرية ومعوش ممثل فريق جبهة التحرير الوطني والفنانين، مبدين العزيمة في مواصلة دعم الخضرا ومؤازرتها في السراء والضراء. وتصادفت نشوة الفوز مع ميلاد جمعية تضامن مع الفريق الوطني التي تعمل جاهدة عن كيفية تنظيم رحلات للأنصار إلى جنوب أفريقيا ومد الخضرا بكل القوة المعنوية التي تحتاجها في مقارعة عمالقة الكرة المستديرة بالأداء الجيد الذي ألفناه في رحلة آلاف ميل إلى المونديال.