يستمر الناخبون المصريون، الثلاثاء، في الإدلاء بأصواتهم في ثاني أيام الاقتراع الرئاسي داخل البلاد، وسط دعوات واسعة بالمشاركة وتأمين شرطي وعسكري مكثف. ومساء الاثنين، أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها، في اليوم الأول من الرئاسيات المقرر إجراؤها على مدى ثلاثة أيام، في ظل حديث رسمي عن إقبال كثيف من الناخبين في عدة محافظات، مقابل "تشكيك" من معارضين. ووفق الجدول الزمني للهيئة الوطنية للانتخابات (مستقلة، مقرها القاهرة) تجرى عملية الاقتراع على مدى 12 ساعة يومياً من التاسعة صباحاً (07:00 ت.غ) حتى التاسعة مساء (19:00 ت.غ) تحت إشراف قضائي كامل. ويتنافس على منصب الرئيس مرشحان، الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، الذي يسعى إلى فترة ثانية من أربع سنوات، ورئيس حزب الغد (ليبرالي)، موسى مصطفى موسى، الذي أعلن سابقاً تأييده للأول. بينما يغيب عن المنافسة سياسيون بارزون لأسباب متعلقة بالمشهد السياسي والقانوني في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة في بيان، الثلاثاء، وفاة ناخبة (45 عاماً) داخل أحد مراكز الاقتراع، جنوبي القاهرة، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، فيما بلغ عدد الحالات المرضية 104 أشخاص. وأوضح البيان، أن "الحالات المرضية تتراوح إصابتها بين ارتفاع ضغط الدم، وهبوط الدورة الدموية، ونزلات معوية، وأزمات صدرية وغيرها، وجميعهم بحالة صحية مستقرة". فيما أكد المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات (مستقلة، مقرها القاهرة) أن اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية يشهد انتظام العمل بمعظم لجان الاقتراع على مستوى البلاد. وقال إبراهيم في بيان، إن الهيئة تلقت ما يفيد أن "كافة صناديق الاقتراع التي تم استخدامها في اليوم الأول، وكذلك أوراق العملية الانتخابية، لم تتعرض لأي نوع من العبث، وأن الأقفال وأختام الشمع الأحمر الممهورة بالخاتم الرسمي لكل لجنة اقتراع بحالة سليمة بالكامل". وتأمل السلطات أن تشهد الرئاسيات مشاركة واسعة من الناخبين، ويعول مراقبون على الاستجابة الشعبية باعتبارها رهاناً للسلطات حيال مشهد انتخابي محسوم النتائج لصالح ولاية ثانية للسيسي. ودشن معارضون وسماً (هاشتاغ) عبر موقع تويتر، تحت عنوان "#ماتنزلش (لا تنزل)"، مقابل هاشتاغ "#انزل_شارك" لمؤيدين. وقال المتحدث باسم "هيئة الانتخابات" محمود الشريف، خلال مؤتمر صحفي، مساء الاثنين، إن الشواهد تقول إن الشعب "لم يستجب لدعوات المقاطعة"، غير أنه تحفظ على ذكر نسبة المشاركة في اليوم الأول. ووفق مقاطع متلفزة بثتها فضائيات محلية، الاثنين، شهدت عدة مناطق احتفالات خارج مراكز الاقتراع من مواطنين بالطبول والأغاني والرقص، لاقت "سخرية" على منصات التواصل الاجتماعي من معارضين في مصر. ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 13 ألفاً و687، تحت إشراف 18 ألفاً و678 قاضياً، بمعاونة 103 آلاف موظف، وفق تصريحات صحفية سابقة لرئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، لاشين إبراهيم. وغداً (الأربعاء)، تجرى عملية فرز الأصوات، في اليوم الثالث والأخير للرئاسيات، التي يحق فيها لنحو 59 مليون مواطن داخل البلاد التصويت في جميع المحافظات، وفق المصدر السابق. يشار إلى أن تصويت الناخبين في الخارج جرى في الفترة ما بين 16 و18 مارس الجاري، وسط حديث رسمي عن "إقبال جيد" دون إعلان نسبة المشاركة، على أن تعلن بعد عمليات الفرز بالداخل. ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للرئاسيات النتيجة النهائية للانتخابات في 2 أفريل المقبل. وفي حال وجود جولة إعادة، لعدم حصول أحد المرشحين في الجولة الأولى على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، وهو أمر غير متوقع لترجيح كافة المؤشرات كفة السيسي، فإن النتائج ستعلن في 1 ماي المقبل. المصدر: الأناضول