"الخضر" أفضل منتخب عربي يصمد في ثمن نهائي المونديال

مباراتهم أمام ألمانيا في البرازيل أبقت على بريقهم رغم الغياب

لم يمنع غياب المنتخب الوطني عن مونديال روسيا من تسجيل وجوده من حيث قوة ولغة الأرقام، حيث أكد المتتبعون على احتفاظ "الخضر" بصفة أفضل منتخب عربي من حيث الصمود إلى الدور ثمن النهائي، حدث ذلك في مونديال البرازيل 2014، حين أرغم بطل العالم ألمانيا على اللجوء إلى الشوطين الإضافيين لحسم تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي.
إذا كانت الجماهير العربية قد صدمت بعد الخروج الجماعي لمصر والسعودية وتونس والمغرب من الدور الأول ودون أي مقاومة، بدليل أنها رفعت الراية البيضاء قبل الجولة الثالثة من دور المجموعات، إلا أن بصمة "الخضر" كانت حاضرة رغم الغياب، بل شكلت عزاء للجماهير الكروية التي استعادت إنجاز زملاء براهيمي في مونديال البرازيل 2014، حين تأهلوا للدور ثمن النهائي، بعد فوز وتعادل وهزيمة واحدة، فضلا عن فعالية الهجوم الذي سجل 7 أهداف في المجموع، بدليل أن أبناء خاليلوزيتش زاروا مرمى جميع منافسيهم، بما في ذلك المنتخب الألماني في الدور ثمن النهائي، وإذا كان الكرة العربية قد عرفت تأهل 3 منتخبات في المجموع للدور ثمن النهائي في تاريخ كأس العالم، وذلك باحتساب المغرب والسعودية والجزائر، إلا أن إنجاز المنتخب الوطني هو الأفضل، بحكم أن زملاء جابو أرغموا الألمان على اللجوء إلى الشوطين الإضافيين، ولم يتسن لهم مباغتة الحارس مبولحي إلا بعد جهود ومتاعب بالجملة اثر انتهاء ال90 دقيقة بالتعادل.
وقد أجمع الكثير من المتتبعين على سقوط العرب في اللحظات الأخيرة من كل مباراة، بشكل يعكس غياب التركيز لدى اللاعبين وافتقادهم النفس الطويل حتى صافرة النهاية، إلى جانب تلقي أهداف مبكرة كثيرا ما أخلطت الحسابات، وحرمتهم من تعبيد المسيرة، على غرار منتخب المغرب الذي قدم أداء نال به الإعجاب في مونديال روسيا، على الرغم من أن النتائج لم تكن في مصلحته؛ بدليل بروزه أمام إيران وصموده في أغلب فترات مباراة البرتغال، ولو أنه في النهاية سار على خطى بقية المنتخبات العربية التي غادرت من بوابة الدور الأول، ويتعلق الأمر بكل من السعودية ومصر وحتى تونس، ما خلف موجة من الانتقادات إزاء المشاركة الهزيلة رغم الحضور المكثف للمنتخبات العربية.
وأظهرت حصيلة العرب في الدور الأول لمونديال روسيا تحقيق انتصارين شكليين وتعادل وحيد مقابل 9 هزائم. وقد تصدرت تونس قائمة المنتخبات العربية المشاركة، وذلك برصيد 3 نقاط وتسجيل 5 أهداف مقابل تلقي 8 أهداف، لتحل في المرتبة الثالثة ضمن المجموعة السابعة. وبهذه النتائج، أنهت تونس سلسلة 15 مباراة في كأس العالم (فوزان و4 تعادلات و9 هزائم)، إذ يعد فوزها على منتخب بنما 2-1 الثاني لها منذ تغلبها على المكسيك 3-1 في مونديال 1978. فيما حقق المنتخب الوطني في مشاركاته الأربع السابقة 3 انتصارات و3 تعادلات و7 هزائم، لكن بمسار أفضل توج بالمرور إلى الدور الثاني في مونديال 2014.