ماذا بعد كأس العالم؟

قطرة من كأس العالم

هي دقائق معدودات، وتعلن صافرة المونديال عن نهاية نسخة كروية عالمية، يراها البعض استثنائية بمفاجآتها، ويراها البعض الآخر من دون مستوى فني كبير، صافرة ستعلن عن نهاية المونديال عند البعض، وبداية التحضير للمونديال القادم عند الغالبية، ولن تطول فترة التقييم، لأن التطور الذي عرفته الكرة العالمية قلّص من زمن هذه المرحلة وزاد من زمن العمل، حتى لا يبتعد قطار الكرة السريع الذي ركبته بلجيكا وروسيا وكرواتيا وكادت تسبق به دول الكرة الكبرى، وداست به بقية الدول التي مازالت تقول ولا تفعل.
سوق التحويلات الصيفية حمل هولندا وإيطاليا وهما دولتان غابتا عن كأس العالم في روسيا إلى القمة، فلأول مرة منذ عقدين من الزمن، تشهد الساحة الكروية الهولندية حركة تحويلات كبيرة شملت الفرق الصغيرة مثل الكبيرة، وقال رئيس الاتحاد الهولندي بأن بلاده التي لعبت ثلاث مرات نهائي كأس العالم، وحصلت على كل الكؤوس الأوروبية للأندية من طرف أجاكس وفينورد وإيندهوفن، وكأس أمم أوروبا لا يمكنها أن تبقى بعيدة عن أنظار عشاق الكرة، وعليها أن تجلب الاحترام للدوري الهولندي وبعث المنافسة والحماس فيه، ولأول مرة انتدب فريق هولندي لاعبا من الدوري الجزائري وهو اللاعب درفلو الذي سيلعب مع سادس الدوري الممتاز، كما تجاوز عدد اللاعبين الذي حطّوا رحالهم لأول مرة ومن جميع القارات بالدوري الهولندي الخمسين نجما، أما في إيطاليا فإن رئيس الاتحاد ذكّر الإيطاليين بما حدث بعد مونديال إسبانيا سنة 1982، عندما خطفت الأندية الإيطالية أكبر النجوم وعلى رأسهم مارادونا وسقراطيس وزيكو ورومينيغي وبلاتيني وبونياك وشيفو طاروا بالدوري الإيطالي إلى الأكثر متابعة والأغلى في العالم، ويبدو أن خطف رونالدو من أنياب ريال مدريد دليل على أن إيطاليا بدأت التحضير للمونديال القطري على طريقتها من الآن.
وعلى النقيض، مازال صوت الشخير يُسمع من غرف الإتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي فشل لحد الآن في إعطاء ملامح المدرب المرغوب فيه لأجل قيادة المنتخب الوطني، في عملية لا تختلف عن لعبة النرد، التي قد تصيب حينا، ولكنها للأسف تخيب أحيانا كثيرة.