أعابت جمعية المعالي للعلوم والتربية، التهجم الذي تتعرض له من الأستاذ الجزائري في جامعة الجوف بالمملكة العربية السعودية فؤاد عطا لله، المدعو "أبو عبد الرحمن الأحمد"، والذي وظف ضدها وضد 55 من علماء الجزائر عبارات غير لائقة وشتائم، مستعملا في ذلك صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت الجمعية السلطات السعودية وممثليها في الجزائر ألا تسمح بمثل هذا التصرف المنافي لسائر الأدبيات ولأدنى مقتضيات الأخلاق. الحملة التي يقودها "أبو عبد الرحمان"، جاءت بعد إطلاق جمعية المعالي للعلوم والتربية في مارس الفارط بيانا سمته "ميثاق الحفاظ على السنة ووحدة الوطن" والذي وقعّه 55 عَلما من أعلام الجزائر بين دكتور وباحث وأستاذ جامعي وإمام خطيب ومرشدة دينية وعامل في الحقل الدعوي والتربوي والثقافي. الميثاق الذي جمع عددا من علماء ومشايخ الجزائر، كان غرضه تجميع أفراد الشعب الجزائري حول مرجعيته الدينية "أشعرية العقيدة ومالكية الفقه وورشية القراءة" مع الاحتفاظ للإخوة الاباضيين، بسحب الوثيقة ك"مكوِّن أساسي للجزائر بمذهبهم العقدي والفقهي. هذه المرجعية تعارف عليها الجزائريون علماء وعوام منذ قرون من الزمن، وتوارثوها جيلا عن جيل". ومعلوم أن الميثاق قد وجد صدى إيجابيا في حينه عند سائر الأوساط والشرائح الاجتماعية الجزائرية، وجاء ردًّا على تصريح منشور إلكتروني للشيخ محمد علي فركوس أخرج فيه الأشاعرة وهم غالبية الشعب الجزائري من زمرة أهل السنة والجماعة؛ الأمر الذي يزعزع مرجعية الوطن، ويعرّض بنيانه للفرقة، لا سيما وأن الدكتور فركوس له أتباعه ومريدوه. وبعد صدور الميثاق، بدأ المدعو "أبو عبد الرحمن الأحمد" وهو "د. فؤاد عطا لله" يعمل في جامعة الجوف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لينشر على صفحته الفايسبوكية منشورا، قالت جمعية المعالي بشأنه إنه "لا يمت لأخلاق المسلمين بصلة، فضلا عن كونه يصدر عن أكاديمي متخصص في الشريعة الإسلامية "الفقه وأصوله"، ويمارس مهنة التربية والتعليم في أعلى مراحلهما، ويأتي ليصف السادة الموقّعين على الميثاق بأبشع النعوت، حتى وصلت به الحال أن اعتبرهم – قمامة ينبغي أن تُرمى في المزبلة! وأرفق كلماته السيئة، وصياغاته البذيئة بصورة لشاحنة جمع القمامات، وتحمل 55 صندوقا بعدد المشايخ الموقِّعين". وسجلت الجمعية، أن الدكتور المذكور تهكَّم بالميثاق كليا، وعرَّض بشخصيَّتيْن موقِّعتيْن، وذلك عندما سمى المشروع ب"ميثاق لاوي ولولو لوحدة الوطن"، وبحسبها فإن أبا عبد الرحمان قد أشار ب"لاوي" للبروفيسور يوسف عبد اللاوي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة سابقا، ورئيس المجلس العلمي لمعهد العلوم الإسلامية بجامعة الوادي، وب"لولو" الأستاذة الفاضلة المتقاعدة "صورية لولو" أستاذة العلوم الإسلامية بالتعليم الثانوي من ولاية الشلف. ونبهت الجمعية إلى أن هذا التجاسر على "علماء الجزائر وأعمدة المنافحين عن مرجعيتها، يعتبر سابقة خطيرة في المس بالعلاقات المثالية بين البلدين الشقيقين: الجزائر والسعودية، وتهيب بالسلطات السعودية وممثليها في الجزائر ألا تسمح بمثل هذا التصرف المنافي لسائر الأدبيات ولأدنى مقتضيات الأخلاق، وألا تجعل من أرضها المقدسة، وجامعاتها المحترمة مكانا تضم فيه أمثال هؤلاء المتحاملين الطعّانين والبذيئين الذين لا يشرّفونها، بل يشوّهون سمعتها، ويضربونها في الصميم".