نجوم الرياضة العالمية يرثون مانديلا

اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا تعلنان الحداد وتنكيس أعلامهما

شاء القدر أن يرحل الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا، قبيل سويعات فقط عن إجراء حفل سحب قرعة ثاني أكبر حدث تاريخي للرياضة في المعمورة على الإطلاق بعد الألعاب الاولمبية، ويتعلق الأمر بدورة كاس العالم لكرة القدم المزمع إقامتها الصائفة المقبلة بالبرازيل، وهو ما ألقى بضلاله على الأجواء والاستعدادات لهذا الحدث الكبير حيث شكل صدمة قوية لنجوم الرياضة العالمية الذين لم يتخلفوا في نعي الزعيم الافريقي.
فقد سارع أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه للإشادة بخصال مانديلا بقوله:"لقد كان قدوتي، وصديقي، وشريكي في الدعوة للتسامح وترسيخ قيم الإنسانية". كما نعى مواطنه روماريو الزعيم مانديلا قائلا: "لقد ترك بصمته في هذا العالم، وقدّم درساً تاريخياً للإنسانية". ولم يتخلف الظاهرة البرازيلي رونالدو عن تقديم نعيه وامتنانه لما قدّمه مانديلا للإنسانية بالقول:"لقد غيّرت العالم نحو الأفضل، أرقد بسلام". وأضاف رونالدو:"شكراً على النضالات التي قدّمتها من أجلنا، ستبقى معنا دائماً".
وبدوره قدم النجم البرتغالي ولاعب ريال مدريد كريستيانو رونالدو نعيه لمانديلا بقوله: "شكراً مانديلا على هذا الإرث العظيم الذي تركته للعالم، ستبقى دائماً معنا". أما نجم الكرة الانجليزية المعتزل نهاية الموسم المنقضي ديفيد بيكام والذي سبق له وأن التقى بمانديلا خلال مباراة ودية في جنوب أفريقيا في سنة 2003 فقد أشاد بالزعيم الافريقي الراحل بقوله:"لقد فقدنا رجلا مهذبا بكل معنى الكلمة وإنسانا شجاعا."
من جهته، أكد أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي، "أنه شعر بحزن عميق لرحيل مانديلا الذي كان نبراسا للكثيرين وساعدهم في تحقيق المستحيل". وأضاف مشيدا بخصال مانديلا يقول:"لقد علمنا السماح على المدى الواسع، إنه روح ولدت حرة لتحلق في الآفاق، والآن باتت روحه تحلق في السماء وأصبح هو حرا طليقا للأبد".
وبعدما أشاد بدور مانديلا في استخدام الرياضية لدعم قضايا كبرى في بلاده جنوب إفريقيا والعالم أجمع، نعى توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وصفه بأنه "رجل دولة بحق". وأضاف باخ:"العالم الأوليمبي يبكي على خسارة صديق كبير وبطل للإنسانية. موقفه تجاه الرياضة يمنحنا الفخر لتفهمه إمكانيات الرياضة في تعزيز الاندماج". مشيرا إلى أنه عرف مانديلا شخصيا وأن لقاءه به كان مصدر إلهام بالنسبة له. وأضاف:"عندما تعرفت عليه أتذكر أنني سألته عما إذا كان يكره أعداءه وهو أجاب بلا. وعندما لاحظ عدم اقتناعي بإجابته، أضاف أنه لو كرههم، لكان توقف عن أن يكون رجلا حرا". وقد أعلنت اللجنة الأوليمبية الدولية الحداد ثلاثة أيام، مبرزة الطريقة التي قيم بها الرئيس السابق الرياضة كعامل توحيد.
من جانبه، نعى جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم مانديلا الفائز بجائزة نوبل للسلام، في بيان نشره في مكان تواجده بالبرازيل لحضور حفل قرعة المونديال، ومما جاء في بيان بلاتير قوله:"أشعر بحزن عميق لرثاء شخص غير عادي وربما كان أحد العظماء على مر العصور وصديق مقرب بالنسبة لي، نيلسون روهيلالا مانديلا." وتابع:"حين كرمه الجمهور وحياه في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرغ في 11 جويلية في افتتاح مونديال 2010 .. كان رجلا من الناس.. رجلا يأسر قلوبهم وكانت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا في حياتي". كما قامت الفيفا بتنكيس الأعلام وأمرت بالوقوف دقيقة صمت حدادا على رحيل مانديلا قبل الجولة المقبلة من المباريات الدولية.
يشار إلى أن آخر ظهور لمانديلا في مناسبة كبرى على المسرح العالمي، كان خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 حين حضر المباراة النهائية في سويتو وسط تحيات منقطع النظير من قبل 90 ألف مشجع وقفوا يصفقون ويهتفون باسمه.