جبهة المستقبل جاهزة للانتخابات الرئاسية المقبلة    السيد عطاف يترأس في داكار جلسة عمل ثنائية مناصفة مع نظيرته السنغالية    المنتدى العالمي ال10 للماء: مشاركة فعالة للشباب الجزائري    تمويل أزيد من 140 مشروعا من طرف شركات رأس المال الاستثماري    تعزيز الحظيرة الفندقية سيؤدي الى انخفاض الأسعار    إستحداث مؤسسة عمومية لتطوير الزراعات الفلاحية الإستراتجية    الإحصاء العام للفلاحة: تجاوب الفلاحين مع العملية وتفاؤل حول النتائج المتوقعة    صيد بحري: بداني يشرف بتيبازة على انطلاق حملة صيد التونة الحمراء    السيد عطاف يستقبل من طرف الرئيس السنغالي    منشآت طرقية: إيلاء أهمية كبيرة للجنوب الكبير.. والأولوية للصيانة ومد طرق جديدة    قطاع الصناعة التقليدية ساهم ب 360 مليار دج في الناتج الوطني الخام سنة 2023    جمعية "نجمة" من البليدة تمتع جمهور قصر الثقافة مفدي زكريا بوصلات غنائية أندلسية راقية    وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: قوجيل يوقع على سجل التعازي    تأسيس تحالف سياسي بين أربعة أحزاب لتحقيق إجماع وطني    فلاديمير بوتين.. ومستقبل العالم الجديد    أيُّ منظومة قِيَمِيّة في العلاقات الدولية اليوم؟    سوريا وروسيا تنشطان حفل اختتام المهرجان الثقافي الدولي ال13 للموسيقى السيمفونية    "زوايا", منصة إلكترونية جديدة تعنى بتوثيق الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الجزائري والترويج له    الاحتلال الصهيوني يستند على أكاذيب لتبرير جرائمه بحق الفلسطينيين    وزارة السياحة تطلق جائزة أحسن عمل في الإعلام السياحي    النقيب محمد علو: كل الظروف مهيأة للتكفل التام بالحجاج الجزائريين    الجيش الصحراوي يستهدف مقرا لفيلق جنود الإحتلال المغربي بقطاع المحبس    السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي ليلي بالناحية العسكرية الثانية    شرفي تبرز مدى إهتمام الدولة بالطفولة    ندوة فكرية دينية حول آداب زيارة المدينة المنورة للحجاج الجزائريين    محروقات: العديد من المشاريع الاستثمارية تجسد التزامات الجزائر الدولية بالحد من الانبعاثات الملوثة    وهران: افتتاح الطبعة ال 25 للصالون الدولي للصناعة التقليدية    الإخلاص لله والصدق مع الله    سعيدي يتوّج بالقميص الأصفر    انتصار جديد للقضية الفلسطينية    حجّاج جزائريون في مزارات المدينة المنورة    تعزيز علاقات التعاون الثنائية في الكهرباء والطاقات المتجدّدة    الصالون الوطني للفنون التشكيلية بتبسة: انطلاق مسابقة أحسن رسم بورتريه لشخصيات وأعلام الولاية    الجوية الجزائرية تفتح باب التوظيف    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    نواب المجلس الشعبي الوطني يؤدون واجب العزاء    خطوة جديدة نحو تحقّق حلم الفلسطينيين المنشود    الجزائر تطلق بيان التزامات "الأونروا" لتمويل الوكالة    سعدان يدعم بيتكوفيتش ويعبر عن فخره بالعودة لخدمة الكرة الجزائرية    الجزائر تقدم حلولا أمثل لاستغلال الثروات الإفريقية    إدارة مانشستر يونايتد رصدت مبلغا كبيرا لضم ايت نوري    الترجي يحتفظ بكامل حظوظه للصعود إلى الرابطة الأولى    بقة وبوشرف يتوَّجان بالبرونز    مجموعة استثنائية من المعادن والصخور والحفريات    دورة "بهية راشدي" تحتفي بفلسطين    صدور كتابين للأستاذين بوحالة وبكاي    نسيم سعيدي يهدي الجزائر القميص الأصفر    درك أولاد سلام يحقق في جريمة قتل    قطار يدهس رجلا ببقعة البساكرة    الإطاحة بعصابة مهلوسات وحجز 8 آلاف قرص    الجزائر تمتلك أهم نسيج في الصناعات الصيدلية في إفريقيا    ميدالية ذهبية للعدّاء الجزائري عثماني جميل    عون يشرف على تنصيب التركيبة الجديدة    البطولة الإفريقية للرافل : افتتاح الطبعة الخامسة بتوقرت بمشاركة تسع دول    رعاية اليتامى وكفالتهم.. الكنز الكبير    نفحات سورة البقرة    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"داعش" استنساخ للقاعدة ...والرابح الأول إسرائيل
أكادميون وخبراء أمنيون ودعاة في ندوة "الشروق" حول التطرف:
نشر في الشروق اليومي يوم 27 - 09 - 2014

شكلت التطورات الأخيرة على الساحة الوطنية والعربية والمتمثلة في ظهور تنظيم مسلح بالجزائر يدين بالولاء لتنظيم داعش في العراق وسوريا موضوع ندوة "الشروق"، التي استضافت عددا من الأكاديميين والخبراء في المجالين الأمني والعسكري والدعاة العاملين في الميدان.
وقد أجمع الجميع على خطورة ظاهرة التطرف الديني التي نتج عنها وحش كاسر هو تنظيم داعش، إلا أنهم اختلفوا في تحليل أسباب الظاهرة ومن يقف وراءها وطرق التصدي لها، ففيما اعتبر المحلل السياسي أرزقي فراد أن سبب ظاهرة التطرف في العالم العربي هو الاستبداد، تبنى كل من الخبيرين محمد خلفاوي ورمضان حملات نظرية المؤامرة مؤكدين أن القوى الغربية استهدفت كل الدول التي شاركت في الحرب ضد إسرائيل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولم تخرج حادثة مقتل الرهينة الفرنسي غوردال عن نطاق المؤامرة، حيث أجمع المشاركون في الندوة على أن الظرف الذي زار فيه الجزائر والطريقة التي تنقل بها إلى منطقة القبائل كلها معطيات تثير الشكوك عن الجهات التي تقف وراء هذا العمل الرامي إلى جر الجزائر إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي نفس السياق صبت تدخلات كل من الشيخ جلول حجيمي نقيب الأئمة والدكتور عروس الزبير والدكتور سليم قلالة، هذا الأخير أعطى صورة أكثر وضوحا عن الدور الذي يقوم به الإرهاب في استدعلاء التدخل الأجنبي في المنطقة العربية وهو دور يقول سليم قلالة سيستمر إلى سنة 2030.

العقيد خلفاوي يتبنى نظرية المؤامرة ويشكك في حادثة مقتل غوردال
داعش استنساخ لتنظيم القاعدة... والرابح الوحيد هو إسرائيل
يجزم الضابط السامي المتقاعد بمديرية الأمن والاستعلامات، محمد خلفاوي، أن داعش ما هو سوى استنساخ لتنظيم القاعدة، بعد تأدية التنظيم الأول المأمورية التي أنشئ من أجلها، على أن يواصل التنظيم الجديد مهمات أخرى. ويؤكد خلفاوي أن المستفيد الأول والوحيد من كل هذا هو إسرائيل نتيجة لضرب دول عربية معينة كانت تهدد المصالح الإسرائيلية.
قدم صاحب كتاب "الاستعلامات.. رهان حرب صامتة"، في مداخلته خلال ندوة نقاش بجريدة "الشروق" حول "التطرف الديني، وارتدادات مقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال"، جملة من التساؤلات حول الحادث المبهم، ويقول: "لقد تم إيصال الضحية إلى جرجرة بإخفاء الأمر عن مصالح الأمن، كما أن الحجز في النزل الخاص به تم باسم آخر"، ولو حدث هذا، كان لمصالح الأمن أن تضع إجراءات احترازية حمائية للرعية الفرنسي. ويعتقد المعني أن شكوكا كبيرة تحوم حول القضية، ونبه أن كلامه لا يعني "تبرئة" لمصالح الأمن.
وإسقاطا على تسارع الأحداث بإعلان فصيل إرهابي الولاء لداعش، يقدم محمد خلفاوي القراءة التالية: "ما نشهده شبيه بما حدث مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال، فهذه الأخيرة أنهكت بضربات الأمن التي كانت قوية وقوية للغاية، وبعدها أعلنت انضمامها إلى تنظيم القاعدة، وفي الفترة الأخيرة نشاهد عمليات لمصالح الأمن ضد الجماعات الإرهابية، ومع هذا الوضع تم الإعلان عن انتساب فصيل منشق عن القاعدة إلى داعش، وبعد 48 ساعة جيء لهم بالضحية وتم قتله في عملية إشهارية لهدف الخروج من العزلة".
وتحمل الأفكار التي طرحها العقيد السابق محمد خلفاوي، نظرية "المؤامرة" إزاء العمليات التي نفذتها القاعدة وبعدها الكيان المستنسخ منها داعش، وأشار إلى أن التنظيمين الإرهابيين أديا إلى زرع الشك بين الأمة الإسلامية، وضرب دول إسلامية وتقسيم دول أخرى كما هو الحال مع السودان، واحتلال العراق، وبالمحصلة استهداف الدول العربية التي من شأن قوتها أن تهدد المصالح الإسرائيلية.
وفي رده على سؤال يتعلق بتفسير تنفيذ تنظيم جند الخلافة المرتبط بداعش أول عملية في الشمال، رغم التحذير الصادر عن اجتماع مجلس الأمن- انعقد الأسبوع الماضي وترأسه بوتفليقة- بمخاطر الوضع على الحدود الجزائرية الجنوبية والشرقية، يقول محمد خلفاوي: "التحذير يشمل كافة التراب الوطني، لكن النقطة التي تثير التخوف هي الوضع بليبيا وهو ما عبر عنه المجلس الأعلى للأمن... الحفاظ على ليبيا هو الحفاظ على الجزائر، لأن الجزائر من دون ليبيا ستكون يتيمة"، وسجل المعني أن تنفيذ الجماعات الإرهابية على اختلاف مسمياتها عمليات ضد الجزائر لا يختلف في شيء لأنها في الأخير تنظيمات إرهابية، لكنه أشار إلى جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا والتي نفذت غالبية عملياتها ضد الجزائر- اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في غاو واستهداف مقرين للدرك في ورڤلة وتمنراست- ويؤكد أن كل المؤشرات تفيد أنها مسيرة من طرف المملكة المغربية.

أرزقي فراد يحمل السلطة المسؤولية ويحذر
يجب تفادي تضخيم جريمة الاغتيال
حذر الباحث أرزقي فراد من مغبة "التضخيم" الإعلامي والسياسي لما حدث للرعية الفرنسي المغتال، بيار هيرفي غوردال، وعبّر عن توجّسه من اختيار منطقة القبائل لارتكاب هذه الحادثة الشنيعة، ومن احتمالات توظيفها ضد الجزائر.
وقال فراد في منتدى "الشروق" حول "التطرف الديني وتداعيات مقتل الرعية الفرنسي": "علينا جميعا أن نتحلى باليقظة والحذر، وذلك بعدم ترويج مصطلحات هؤلاء المجرمين، الذين يدعون وصلا بالإسلام وهو منهم براء ومما يعملون، كمصطلحي الدولة الإسلامية وجند الخلافة، وعلينا أن نحرص على تسميتهم باسمهم الحقيقي، وهو الإرهاب الأعمى المعبر تعبيرا وافيا عن طبيعة هؤلاء الذين قرروا التنازل عن بشريتهم".
واعتبر النائب السابق اغتيال الرعية الفرنسي في منطقة القبائل "بمثابة دق إسفين في الجدار الوطني"، وأوضح: "هناك جزء هام من الرأي العام في منطقة القبائل يتهم الدولة بالتخلي عن حماية المواطنين، ليس من الإرهاب فقط، وإنما من اللصوصية، التي كشرت عن أنيابها في هذه المنطقة دون غيرها من مناطق القطر، أدت إلى هروب جماعي لرجال الأعمال"، في إشارة إلى عمليات الاختطاف الكثيرة، التي طالت العديد من أثرياء المنطقة بحثا عن الفدية.
وحمل عضو هيئة المتابعة والتشاور من أجل الانتقال الديمقراطي، الدولة مسؤولية توفير الأمن والاستقرار لمواطنيها، وهو "عين وجودها" كما قال فراد، الذي رفض التخفي وراء ما سماه "شماعة الإرهاب الدولي".
وتابع القيادي السابق في حزب جبهة القوى الاشتراكية متسائلا: "لماذا اختفى الإرهاب في معظم مناطق الوطن، وبقي فاعلا ناشطا في منطقة القبائل؟ لماذا تركت السلطات المحلية تتخبط في مستنقع مشاكل الإرهاب واضطراب حبل الأمن بمفردها؟ لماذا لم تحرك السلطة المركزية ساكنا أمام ظاهرة اغتيال المواطنين ورجال الأعمال والجنود في منطقة القبائل؟ في حين تنقّل كبار ضباط الجيش بسرعة إلى جبال جرجرة بمجرد اغتيال رعية فرنسي"؟
وتحدث ضيف المنتدى عما وصفه ب "سياسة التراخي التي تنتهجها السلطة المركزية إزاء الإرهاب واللصوصية في منطقة القبائل، توحي بأنها تكتفي بتسيير الإرهاب ولا تريد القضاء عليه"، وهو معطى لا يصب، كما قال فراد، إلا في مصلحة "التيار السياسي الانفصالي الضعيف حاليا"، الذي سيعمل برأي المتحدث، من أجل توظيف اغتيال الرعية الفرنسي لصالح خطابه الراديكالي لحماية ما يسميه دعاة الانفصال "الشعب القبائلي".
وتوقع أن تكون هناك أبعاد لهذا الاغتيال على سمعة البلاد: "من دون شك، ستكون هناك تداعيات وخيمة على مصداقية الدولة وعلى سياحتها واقتصادها بصفة عامة"، مستدلا على قراءته هذه، بالتحذيرات التي وجهتها دول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، إلى رعاياها بعدم التوجه إلى الجزائر، التي باتت فجأة ضمن المناطق التي اهتز فيها الأمن والاستقرار، يقول فراد.

الزبير عروس يدعو لقراءة متأنية للظاهرة ويؤكد
التنظيمات العنيفة طوّرت من ممارساتها الإجرامية
قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الزبير عروس، إن "التنظيمات العنيفة طورت من أساليب عملها، وهو ما يتطلب إعادة قراءتها من جديد، بما يراعي التطور النوعي الذي يطبع استراتيجية عملها".
وأوضح مدير "مخبر الدين والسياسة" في المنتدى أن الجماعات المتطرفة أصبحت "تتبنى خطا إيديولوجيا مختلفا تماما، وفق خطة مدروسة، وهو ما يتطلب إعادة بناء تحاليلنا بشأنها انطلاقا من الخلفية الدينية لهذه الجماعات"، التي يربطها قاسم مشترك واحد هو "قمة التوحش".
وتحدث أستاذ علم الاجتماع عن إمكانية عودة الإرهاب للجزائر إذا لم تتم محاضرة الظاهرة من كافة جوانبها، وأشار بهذا الخصوص إلى أولئك الذين يقاتلون إلى جانب "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة اختصارا ب "داعش"، بحيث لم يستبعد عودتهم إذا ضيّق عليهم الخناق حيث يقاتلون، مستشهدا بنشاط الأفغان العرب بعد عودتهم في الثمانينيات إلى بلدانهم.
وبرأي الزبير عروس، فإن العنصر الذي أضيف لعمل الجماعات المتطرفة، هو أنها باتت وسيلة لتفتيت الأوطان، وضرب لإمكانيات في الشعوب في النهوض، وقال: "بعض الأنظمة أصبحت تستنفر لضرب أوطانها، وسوريا تحطم تحت عنوان محاربة داعش. نحن أمام وضع جديد وخطير يتعين التعاطي معه بجدية".

جلول حجيمي يعتبر الجريمة سياسية ويؤكد
إعدام الرهينة مسرحية مفبركة والإخراج أمريكي فرنسي
قال جلول حجيمي نقيب الأئمة "الدفاع عن الإسلام ليس الهدف منه تبرئته ولكن الهدف منه نفض الغبار عن بعض النقاط الغامضة وتنوير الناس بنصوص الشريعة والسنة ".
واعتبر ما يحدث "مسرحية مفبركة والإخراج أمريكي فرنسي.. السيناريو غريب فعلا ولا علاقة له بالسيناريوهات المتعارف عليها، فالرعية خطف وقتل بسرعة وتعودنا على أن العملية تدوم لأشهر وبالتالي فانا ارجح ان الأمر سياسي وليس امنيا".
وأضاف "فرنسا الآن في مأزق حقيقي لأنها دعمتهم بالسلاح واليوم تحارب هذه الجماعات.. الوضع خطير وداعش وغيرها صناعات أمريكية لضرب وتشتيت الأمة الإسلامية علينا أن نتعاون ضد الفكر التكفيري وألا نبقى مسرحا لما يحدث في العالم.علينا التكتل والتكاتف حتى لا تعود الجزائر إلى الأزمة الدموية التي عشناها بمرارتها وبشاعتها".

سليم قلالة يؤكد ان "داعش" صناعة المخابر الغربية ويصرح
الجزائر واعية دولة وشعبا ولن يجرنا احد إلى اللعبة الدولية "الغامضة"
حذر الأستاذ بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليم قلالة من أن تتورط الجزائر دولة وشعبا في ما اعتبره "لعبة دولية غامضة" وأكد في ندوة الشروق أن ما يعيشه العالم اليوم هو مرحلة جديدة خطط لها الغرب وان "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية هي صناعة "المخابر الغربية". واعتبر الجريمة الأخيرة محاولة لدفع الجزائر إلى "الحرب العالمية"الدائرة.
يقول قلالة "نحن في مرحلة "صناعة الإرهاب" واستخدامه كأداة لمواجهة الآخر. الغرب انتقل من مرحلة استعمال القوة عن طريق الاستعمار إلى مرحلة صناعة الإرهاب كوسيلة للصراع. وهذا ليس كلامي وإنما وجدته في دراسات استشرافية غربية تهتم بأدوات الصراع في هذا القرن".
وأكد قلالة في نفس السياق انه ومن خلال بحوثه العلمية وبالضبط خلال مرحلة إعداده لرسالة الدكتوراه سنة 1992 عن موقف المنظور الإسلامي من أدبيات الحركات الإسلامية وقف على حقيقة مهمة وهي أن الأدبيات التي تصنع فكر التكفير لا إمضاء لها "أدبيات داعش مثلا تتضمن منهجا تحليليا وجدليا لا علاقة له بالعقل العربي وبالتالي فإن مخابر أجنبية هي من تتبنى هذه المهمة منذ سنوات واشتغلت عليها. وأضيف هنا ما عايشته خلال دراسة ميدانية قادتني إلى دير "دوميناكان" بالقاهرة، وهناك وجدت باحثين أجانب يشتغلون على تراث المسلمين".
وشدد قلالة على أهمية وضع الجريمة الأخيرة التي نفذت في الرعية الفرنسي هيرفي دورغال ضمن السياق الدولي "وقعت الجريمة الشنعاء خلال مرحلة الإعداد للتدخل لضرب داعش من خلال تحالف دولي .والجميع يعرف الضغط الذي يمارسه هذه التحالف على كل الدول للقيام بدور فيه. وتجربة العراق أظهرت أن الدول الكبرى هي القائد الفعلي للتحالف وإقحام الدول الأخرى هو مجرد تغطية دولية".
ويضيف موضحا للمعطيات الدولية والإقليمية المحيطة بالجزائر "للجزائر وزن وثقل في محاربة الإرهاب على الصعيدين الدولي والإقليمي وهناك محاولات جادة لدفع الجزائر خارج الإقليم للتأثير عليها دولة وشعبا. أي دفع الموقف الرسمي المعروف بعدم تدخل الجزائر في شؤون الدول وإقناع الرأي العام بأهمية التغيير في هذه المواقف والثوابت".
كما عبر عن ارتياحه بعد متابعته لردود الأفعال في الجزائر "لاحظت وعيا كبيرا لدى الجزائريين بالممارسات التي تتم تحت غطاء الإرهاب. الرأي العام الجزائري واع واستخلص الدروس من الأزمة وهي الإجابة الشافية والكافية لمن أراد استعمال هذه العملية في دفع وجر الجزائر إلى لعبة دولية - كما قلت - غامضة.ولا يجب إهمال الحرب الإعلامية الدائرة منذ فترة لتحضير الشعوب نفسيا لهذه اللعبة والحمد لله من محاسن السياسة الإعلامية في الجزائر أننا محصنون".

عبد الرحمن سعيدي يعتبرها "فرقعة إعلامية"
"داعش" نسخة من "الجيا" والخوف من العائدين من سوريا
أشار رئيس منتدى "الوسطية والاعتدال" عبد الرحمن سعيدي إلى التوظيف الوطني والدولي لاغتيال الرهينة الفرنسي في إطار تصفية حسابات سياسية أو في إطار إثارة المخاوف "ما حدث عقب الجريمة الأخيرة ضد الرهينة الفرنسي شبيه بما حدث أو بما روج من أقاويل في فترة العشرية من قبيل من يقتل من؟ ولماذا يستهدف الإرهاب الأحياء الشعبية ولا يضرب الحياء الراقية وغيرها من الأمور التي كانت تهدف لتفكيك الجدار الوطني".
كما أشار في معرض حديثه عن "التطرف" إلى سياسة الغرب المعتمدة في الجزائر منذ سنوات "الغرب عودنا على الضغط والابتزاز بنصائح لرعاياه أو بالتقارير حول الوضع الديني والثقافي وغيرها من الطرق المكشوفة".
ويربط بين هذه الضغوطات الدولية على الجزائر وبين المستغلين للظرف لتحقيق "أجندة وطنية" قائلا "الراديكالي على اختلاف توجهاته هو شخصية ضعيفة وضيقة الأفق ولا تحمل قضية .. القاعدة هي جماعة ضحية عملها المسلح ، هي خليط من أفكار تؤمن كلها بالجهاد العلمي، "أنصار الشريعة" هم جيل ما بعد القاعدة غيرت منهجها وجاءت بفكرة تأسيس دولة".
واكد أن ممارسة داعش بالنسبة للضمير الجمعي الجزائري هي نفس ممارسات الجيا وبالتالي فالصورة واضحة والباقي فرقعة إعلامية.. كما حذر من عودة الجزائريين المنخرطين في صفوف داعش وكذلك عودة التونسيين والمغاربة والليبيين.

حملات يدعو الرئاسة الى تعديل خطابها السياسي والإقرار بوجود فلول الإرهاب
"مع وجود تنظيم ب 70 ألف عنصر فالخطر واصل الجزائر"
ساق العقيد المتقاعد رمضان حملات خطابا "تخويفا" عن حديثه على"تغول" و"تمدد" تنظيم داعش، ويقول أن الجزائر ليست بعيدة عن الخطر الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي الجديد.
وقال العسكري السابق رمضان حملات في ندوة نقاش "التطرف الديني، وارتدادات مقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال"، إن ظاهرة داعش الحديثة لا يجب الاستخفاف بها، ويرتكز في موقفه بناءا على معطيات يقول أنها واقعية وملموسة، ومن ذلك قدرة التنظيم على احتلال مساحات شاسعة في سوريا والعراق، وقدر أن احتلال تلك المساحات يتطلب تسخير بين 50 و70 ألف عنصر بالتنظيم، وهو اكبر خطر تشكله، زيادة على تمتعها بترسانة عسكرية مماثلة لما للجيوش النظامية.
ولا ينفي حملات وجود "خطر كبير" من هذا التنظيم على الجزائر، أوله أن الجزائر ليست بعيدة جغرافيا عن العراق وسوريا وهي المناطق التقليدية للتنظيم، زيادة على عدد المغاربة في التنظيم، ويشدد على ضرورة تقوية العمل لاستخباراتي لمواجهة الجزائريين في التنظيم، مثلما حدث نهاية الثمانينيات بعودة"الأفغان العرب" بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفياتية، ونبه ضيف الشروق الى ضرورة تعديل الخطاب السياسي الجزائري خاصة في أعلى هرم السلطة - أشار إلى رئاسة الجمهورية- والذي غاب فيه كلمة إرهاب، ويؤكد حملات على ضرورة اعتراف السلطات الرسمية بوجود فلول إرهاب خاصة في الشمال، ثم التعبئة الشعبية مثلما حدث في فترة الرئيس السابق اليامين زروال.
وبالعودة إلى حادثة مقتل الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، يقدم عدة معطيات لإسراع جند الخلافة تنفيذ جريمتا، و هي" عربون لتنظيم داعش الأم، والتخوف من تعبئة شعبية في المنقطة كما جرى في حالات اختطاف سابقة، وقدرة الجيش على تعقب الجناة دون فقدان الأمل في ذلك".

المفكر صالح عوض:
التطرف صناعة غربية لضرب الدول المعادية لإسرائيل
أكد المفكر صالح عوض، أن ظاهرة التطرف هي صناعة غربية، الهدف منها تفكيك الدول العربية، خصوصا تلك التي كانت محسوبة على محور الممانعة، وضرب لذلك مثلا بما حدث في العراق وسوريا والسودان وليبيا، وقال إن الجزائر مستهدفة باعتبارها البلد الوحيد الذي لا زال قويا ومتماسكا من بين الدول التي شاركت في الحروب ضد إسرائيل، وعليه نبّه إلى ضرورة اليقظة في التعامل مع هذه الظاهرة الغريبة على الإسلام، وعبّر عن تفاؤله بخصوص الوعي العام في الجزائر بمثل هذه المخاطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.