مرة أخرى، تغيب الجزائر عن الفعاليات الأدبية الدولية وتضيف في سجل غيابها أو -ربما- تغييبها خيبة آمال ثقافية جديدة، يتوارى مبدعوها وراء "المأدبات" ويتنافسون على المناصب السامية في الدولة ولكن لا يحركون ساكنا للتعريف بطاقات الجزائر الإبداعية على اختلاف المشارب، وكأن البلد عقيم.. يحضر المغرب وتونس وفلسطين والعراق ومصر وتغيب الجزائر في بلجيكا. * يختتم الصالون الأدبي العربي ببروكسل اليوم بإحياء الذكرى الستين للنكبة وبندوة حول "النساء والأدب في فلسطين"، وهو لقاء باللغة العربية مع الكاتبات الفلسطينيات بيسان أبو خالد، رشا حلوة، وأسماء عزايزة، يديره مراد السوداني رئيس بيت الشعر في رام الله، بعد أن افتتحته رسميا يوم الخميس المنصرم كل من وزيرة الثقافة البلجيكية فضيلة العنان وكلود جافو رئيس المركز الثقافي العربي والمشاركين. * واستمتع الحضور بڤيثارات موريسكية. أما برنامج أمس الأول فكان موعدا مع الغرب بسرد عربي وقراءات لقصص وفصول سردية باللغة العربية، شارك فيها كل من مها حسن والمعطي قبال ومحمد الزلماطي ورشا حلوة وكمال العيادي. ثم "الغرب وأنا" وهو عبارة عن لقاء مفتوح باللغة العربية مع الشاعر العراقي المقيم في لندن صلاح نيازي، حول علاقته الشخصية بالغرب. * عودة العاصمة البلجيكية بروكسل بصالونها الأدبي العربي في دورته الثالثة، واحتفاء الدورة بمغرب الثقافة العربية في سعي مقصود إلى الاحتفاء بخاصية التعدد التي تسم هذه الثقافة وتعبيراتها، يرجع إلى أن كونية هذه الثقافة تكمن في تحررها من كل إطلاقية واستيعابها الإيجابي لكل المكونات الثقافية الأصيلة في البلاد العربية، وأيضا انفتاحها على عناصر الثقافة الإنسانية. ولئن كان الصالون لا يني يفكر في تقييم ديناميته وتطوير أساليب اشتغاله، فلكي يخلص إلى الفرادة التي ينبغي أن تميزه، والتي من شأنها أن تحوّله من مجرد تجمع موسمي وعابر للمبدعين والمثقفين العرب إلى منبر ثقافي وإبداعي سنوي موصول بالسؤال النقدي والقيمة المعرفية الإبداعية والتجدد الخصب. * تجدر الإشارة إلى أن الصالون من تنظيم المركز الثقافي العربي في بروكسل، بالشراكة مع البيت الدولي للآداب "باسابورطا" والبيت العالمي للشعر "آرثر هولو" والمركز المتنقل للفنون "موسم" ويديره الشاعر المغربي المقيم في بروكسل طه عدنان.
