الامير الوطني للجماعة السلفية الأمير "أبو زكريا": تفاجأت باستقبال حار غير متوقع وبالجبل كان لنا تصور مغاير يتوقع متتبعون للشأن الأمني، أن يقوم أتباع التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالدخول في هدنة جماعية على المستوى الوطني قبل تسليم أنفسهم بعد نقل أوساط قريبة من محيطهم "قناعتهم العلنية والسرية بالمصالحة الوطنية". * وأفادت مصادر محلية متطابقة، أنه تم تسجيل مبادرات في هذا الاتجاه في عدة مناطق بالوسط وشرق البلاد بشكل أكبر، خاصة على مستوى معاقل الإرهاب بولايتي سكيكدة وجيجل حسب معلومات متوفرة لدى مراسلنا. وتكون هذه الإجراءات استجابة للدعوة التي أطلقها عبد الرزاق "البارا" أمير المنطقة الخامسة سابقا (ولايات الشرق) وقائد ميداني، ومعروف عنه سلطته المعنوية على أتباعه وولائهم له ومدى تأثيره عليهم. الى ذلك، تشير ذات المصادر الى أن انخراط "سمير سعيود" المعروف ب"مصعب عبد الله"، منسق التنظيم الإرهابي في مبادرة حسان حطاب كما سبق أن أشارت إليه "الشروق" استنادا الى قيادة أركان "الجماعة السلفية" سابقا، ستكون له انعكاسات داخلية على التنظيم على خلفية أن هذا القيادي تم توقيفه في كمين سنة 2007 وأصيب أثناء الاشتباك، ويوجد اليوم رهن الحبس، ويكون "سمير سعيود" قد نقل لزوجته ومقربيه "صدمته" من التكفل الذي استفاد منه أثناء فترة العلاج وأيضا بعد تحويله للسجن من حسن معاملة المحققين الأمنيين، و سبق أن أشار "البارا" في رسالته الى أن سنوات السجن جعلته يراجع حساباته ونفسه، ويكتشف الواقع غير التصور الذي كان لديه، خاصة عن تعامل مصالح الأمن مع المسلحين، وهو ما ذهب إليه كل من "عبد البر" أمير اللجنة الإعلامية سابقا ومصعب أبو داود أمير المنطقة التاسعة سابقا، و"أبو زكرياء" أمير اللجنة الطبية سابقا عندما أكدوا "تغير النظام الأمني والسياسة الأمنية في الجزائر". وكشف "أبو زكريا" مسؤول اللجنة الطبية سابقا في تنظيم "الجماعة السلفية" وعضو مؤسس وعضة اللجنة الشرعية، أنه "لم تكن لديه النية في النزول من الجبل"، وقال في تصريح ل"الشروق اليومي"، إننا كنا نسعى للدخول في حوار مع النظام بعد اقتناعنا بالمصالحة الوطنية "لكنه اضطر الى النزول بعد ما تعرض للضرب من طرف من كنت أعالجهم لمجرد شكوك ودون أدنى دليل"، مؤكدا أنه بصفته مختص في التخدير، قام بإجراء حوالي 80 عملية جراحية في الجبل وعالج رفقاءه من عدة أمراض منها الإصابات أثناء الاشتباكات والغدة الدرقية والقرحة المعدية "أؤكد لك أني لم أكن لأنزل، لكن الله أراد لي الخير من خلال هذه الحادثة"، وأوضح قائلا "أردت إبراز هذا الأمر ليعلم هؤلاء الإخوة في الجبال أنه هناك من لا يتعامل مع من يحسن إليهم بخير، بل كلما راودتهم شكوك أعدموا الناس بحق أو بباطل". وقال أبو زكرياء "لقد اكتشفت استقبالا غير متوقع من طرف رجال الأمن الذين رحبوا بنا كثيرا وأحسنوا معاملتنا لدرجة كبيرة، لكن المتواجدين في الجبال وأنا كنت منهم لايدركون هذا الواقع وهم بعيدون عنه ومنعزلون، كانت لدينا هواجس وكنا متحفظين من جهة الأمن قبل أن نسلم أنفسنا ونكتشف الواقع". وحاولت قيادة "درودكال" في العديد من المرات ترهيب أتباعها الراغبين في تسليم أنفسهم بالإدعاء أنه ستتم تصفيتهم ويتعرضون للتعذيب لقطع الطريق أمامهم، وسبق لمصالح الأمن أن وجهت تعليمات لجميع أفرادها للتعامل بليونة مع كل من يسلمون أنفسهم وتوفير كل التسهيلات لتحقيق ذلك.