نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، الأربعاء، تقريراً مثيراً عن تورط شركة إسمنت فرنسية كبيرة في العمل مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). الشركة المعنية بحسب الصحيفة الفرنسية، هي شركة "لافارج" التي تعد الأولى عالمياً في مجال عملها. وقالت لوموند، أن "لافارج" دشنت في شمال شرق سوريا مصنعاً للإسمنت في العام 2010 قبل بداية الحرب في سوريا. لكن وبعد دخول سوريا أزمتها الراهنة وبسط تنظيم "داعش" سيطرته على المنطقة عام 2013، أصبحت شركة "لافارج" الفرنسية تدفع له أموالاً باهظة كمقابل عن رسوم الجمارك أو ضرائب على النفط والمواد الأولية، وفقاً للوموند. وأضافت لوموند، أن التنظيم طالب بنسبة 15 في المائة من مداخيل الشركة، بعد استيلائه على موقعها، لكن "لافارج" رفضت، والموقع اليوم تحول إلى قاعدة لقوات عسكرية غربية بعد أن استعاده المقاتلون الأكراد في فيفري من العام الماضي. وتشهد سوريا منذ مارس 2011 صراعاً دامياً متعدد الأطراف، بدأ باحتجاجات سلمية في سياق ما عرف باسم "الربيع العربي"، قبل أن يتحول إلى حرب أهلية طاحنة بعد القمع العنيف الذي استخدمه نظام الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين المعارضين لحكم عائلته الممتد من أكثر من 45 عاماً، وأسفر بحسب إحصاءات الأممالمتحدة عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وإصابة أكثر من مليون بالإضافة إلى نزوح حوالي نصف السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة.