بلغت تغريدات رجال ونساء الجبهة الوطنية في فرنسا، الثلاثاء، أقصى درجات العنصرية والحقد، بالرغم من أن بعضها جاء على لسان من يصنعون السياسة في فرنسا، في صورة السيدة ماريون لوبان البرلمانية، ابنة المتطرف ماري لوبان، حيث غردت ضمن تيار الجبهة الوطنية بالقول: "إنهم يقتلون أبناءنا ويهاجمون رجال الشرطة ويذبحون رجال الدين عندنا، يا فرنسيين انهضوا". وغرّد على إيقاعها بقية رجالات الجبهة الوطنية، التي يبدو أن ما حدث في الأشهر الأخيرة، منذ أحداث صحيفة "شارلي إيبدو"، مرورا بباريس ونيس، وصولا إلى جريمة أمس في نواحي روان، قد صار مطية نحو قصر الإليزي، بل هو الفرصة الأهم في تاريخ هذه الجبهة العنصرية المتطرفة، التي كانت تغرد لوحدها في جو من العنصرية من دون أيّ أدلة، وصار الإرهاب الذي طال فرنسا ووقّعه عدد من الذين أصولهم من المغرب العربي، وتأذى منه رياضيون وفنانون وصحافيون وحتى رجال دين من المسيحيين، هو فرصة العمر بالنسبة إلى الجبهة الوطنية لأجل تحقيق مبتغاها وحلم عمرها في بلوغ قصر الإليزي، وساهم التطور التكنولوجي في تمكين هذه الجبهة ونسائها ورجالاتها من وزن تغريداتهم حيث يتجاوب بطريقة مثيرة معهم الكثير من الفرنسيين عبر الفايس بوك وتويتر، خاصة عندما تأتي التغريدات بعد أحداث دامية تطال فرنسا، كما حدث في الساعات الأخيرة، حيث التفت الفرنسيون الذين ودعوا الكنائس منذ عقود إلى رجال الدين وصاروا يقارنون بين دين إسلامي يرونه "إرهابيا" ودين مسيحي يرونه "مسالما". كما أن ظهور أعداء الإسلام في ألمانيا من نازيين جدد، وأيضا الخرجات العنصرية للمترشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ترامب، أثلج صدر الجبهة الوطنية الفرنسية، التي صارت ترى نفسها في ائتلاف غير معلن مع ألمانيا وأمريكا وهي البلدان الثلاثة، التي تشهد أحداثا دامية في الفترة الأخيرة، وتقود هذا الائتلاف فرنسا بصفتها الضحية الأولى للضربات الموجعة، حسب الجبهة الوطنية التي تحركت بشكل كبير منذ أحداث "شارلي إيبدو" وصارت كلما تُضرب فرنسا إلا وتحدثت عن تحذيراتها من المغتربين، منذ عهد معتزل السياسة زعيم التطرف في فرنسا جون ماري لوبان. وإذا كان ترامب يجد من يكبح جماحه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بقيادة هيلاري كلينتون، فإنه في فرنسا لا أحد ينتقد هذه التهجمات العنصرية، بل إنها تجد الترحاب والدعم من الكثير من الفرنسيين الذي صاروا يُمهِّدون لزلزال سياسي في فرنسا خلال الاستحقاقات القادمة، ولم يحدث في تاريخ فرنسا أن اقتربت الجبهة الوطنية من قصر الإليزي بباريس، كما اقتربت الآن، وكل عملية إرهابية تحدث في فرنسا وتُسقِط قتلى، إلا واختصرت على الجبهة الوطنية الطريق لأجل قيادة فرنسا وتحقيق مشروعها في فرنسا من دون مغتربين مغاربيين.