يبدو أن قصص الحب الرومانسية لم تتأثر بالتقنيات الحديثة كما يشاع ويذاع منذ مدة، بل إن ما راج من أمثال شعبية وحكايات العشق مازال سائدا، على الأقل في مدينة وهران، التي اكتشفت مصالح الأمن فيها مؤخرا، قصصا من نوع جديد أبطالها "عشاق " بلغوا درجات مرتفعة من الهوى الزائد فقاموا بارتكاب جرائم ضد أنفسهم، أو ضد الطرف الآخر دون أن يدركوا أن الحب فطرة ورغبة مشتركة وأنه لم يكن في يوم من الأيام نزوة أو طلبا يؤخذ غلابا..!. قادة بن عمار ومن ضمن الأخبار التي تداولتها الألسن والتقارير الأمنية مؤخرا بعاصمة غبر البلاد، قصة الشاب الذي لم يقتنع بقرار خطيبته التخلي عنه فقام ببعث (مرسول الحب) إليها يتودد فيه طالبا الصفح و(المغفرة)، لكن موقف الخطيبة الرافض لأي صلح، دفعه لكتابة (مرسول حرب) هذه المرة يتضمن كلمات تهديد ووعيد، ردت عليها الحبيبة بإيداع شكوى لدى مصالح الأمن لينتهي الأمر بالعشيقين إلى المحاكم، وأودع الشاب الحبس المؤقت في قصة غريبة وعجيبة. بيد أن نهايات الأمور ليست دوما مسالمة وعفوية إلى هذا الحد، فقد شهدت وهران حادثة مشابهة سببها قطع أواصر العشق وانقلاب الحب نفورا، هذه المرة بين شاب يبلغ من العمر 20 سنة وجزائرية مغتربة اختارت عنه العودة إلى بلدها، أن تقطع علاقتها مع شاب وهراني من عين الترك، فرد هذا الأخير بمحاولة الانتحار وتناول علبتين كاملتين من دواء "البراسيتامول " ليجد نفسه بدلا أن يكون عريسا في هذا الصيف، مريضا ملقى في المستشفى، مؤكدا في التحقيق أن صدمته كانت كبيرة عندما أخبرته خطيبته بقرارها، فلم يعد يفكر في شيء آخر عدا الموت بدلا من "الفراق ولوعته ". ولعل هذه القصص تكشف لنا الآمال الكبيرة التي بات يعقدها الشباب على "المغتربات " من أجل الزواج بهن والتخلص من نمط حياتهم البائسة في أرض الوطن. ومهما يكن من أمر، فإن توالي إحباطات الجزائريين في حياتهم العاطفية أصبح بنظر المحللين الاجتماعيين سببا أساسيا لاتخاذ خطوات حاسمة مثل القتل أو الانتحار، أو حتى ارتكاب تصرفات مجنونة يصفها البعض "بالحمقاء "، في حين يعتبرها "العشاق " طبيعية جدا وعادية في مثل "حالاتهم العاطفية المفرطة "، أليس هنالك مثل رائج يقول: "ومن الحب ما قتل "؟.
