أعلن وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أن وزارة الدفاع الوطني قامت بتزويد فروع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بأجهزة التشويش لمحاربة الغش خلال الامتحانات الوطنية للسنة الدراسية الجارية. وأكد أن مواضيع امتحانات الباكالوريا لن تخرج عن البرنامج الدراسي المقرر، فيما حذّر مقابل ذلك المترشحين المقبلين على امتحانات البكالوريا والبيام، من أي محاولات غش تعرضهم للإقصاء لمدة تتراوح بين خمس وعشرة سنوات. وأوضح المسؤول الأول عن القطاع، في ندوة صحفية بمقر الوزارة، أن وزارة الدفاع الوطني قامت بتزويد وتجهيز فروع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بمشوشات ذات نوعية جيدة لمنع أية محاولات لتسريب الأسئلة إلكترونيا، معربا عن امتنانه لوزارة الدفاع الوطني على هذا الإجراء الهام جدا والذي يدخل في صميم تأمين الامتحانات المدرسية. وأوضح بلعابد أن فرعي الديوان الوطني للامتحانات بباتنة والجزائر العاصمة مكلفان بطباعة امتحانات شهادة البكالوريا، في حين أن الفروع السبعة لأخرى تختص في طباعة امتحانات شهادة التعليم المتوسط وشهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي. وفي معرض تذكيره بالإجراءات المتخذة من قبل قطاعه بالتنسيق مع قطاعات أخرى لقمع الغش في امتحانات شهادة البكالوريا، شدد الوزير على "أهمية وفعالية" هذه الإجراءات، مشيرا إلى أن "التفكير جار في الوقت الحالي من أجل إعادة صياغة أسئلة امتحان شهادة البكالوريا بالشكل الذي يسمح للمترشح بالابتعاد عن البحث عن أجوبة في أمكنة أخرى". وقال إن مثل هذه الإجراءات الردعية لسلوكات الغش "أثبتت نجاعتها وقدمت نتائج إيجابية في السنوات الأخيرة خاصة بعدما تم استحداث منذ سنتين الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها التابعة لوزارة العدل والتي تم تزويدها بالأدوات القانونية والتشريعية اللازمة". ودعا بالمناسبة الجميع إلى ضرورة تحسيس المترشحين بالابتعاد عن الغش الإلكتروني التي "لا تحمد عواقبها وتبعاتها" حيث ستعرض أصحابها للإقصاء لمدة 5 سنوات بالنسبة للنظاميين و10 سنوات بالنسبة للمترشحين الأحرار، معبرا عن أسفه ل«تواطؤ البعض في مراكز إجراء الامتحانات في عملية نشر وتوزيع المواضيع مباشرة بعد فتح الأظرفة"، لافتا إلى أنه يجب التمييز بين تسريب المواضيع الذي وصفه بالخيانة والعجز عن التسيير. ولم يفوت الوزير الفرصة ليؤكد أن ما حدث في السنوات الماضية من خلال نشر المواضيع "لم يضر أبدا بمصداقية البكالوريا في الجزائر لكنه أثر كثيرا على أبنائنا وشوش عليهم"، مذكرا بأن الجهات المعنية وثقت السنة الفارطة 1700 حالة غش في البكالوريا. وفيما يخص مواضيع الامتحانات طمأن المسؤول الأول عن القطاع المترشحين والأولياء بأن أسئلة امتحانات شهادة البكالوريا ستكون من ضمن البرنامج ولن تخرج عن المقرر الدراسي. وأضاف أن التلاميذ المعنيين بشهادة البكالوريا، لن يمتحنوا في أي موضوع لم يتلقوه طيلة السنة الدراسية. وفيما يخص مشروع إصلاح البكالوريا قال بلعابد إن الوزارة ستعيد النظر في تاريخ وكيفية إعداد شهادة البكالوريا ومدته مستقبلا، مضيفا أن أهم نقطة سيتم التركيز عليها هي احتساب التقويم المستمر ويتعلق الأمر بالسنوات الثلاث لأسباب كثيرة وهو ما يدفع بالمترشح إلى عدم مغادرة مقاعد الدراسة إلى غاية آخر يوم. وفي سياق ذي صلة أضاف الوزير أن هناك العديد من التلاميذ الممتازين الذين يرسبون في امتحان البكالوريا لأسباب عديدة، أحيانا ينتابهم الخوف والضغط، وأحيانا يدخلون في عطلة مرضية مجبرة وهؤلاء ستتم إعادة النظر في حالتهم فور تطبيق الإجراءات الجديدة. وعن التحضيرات الخاصة بالامتحانات المدرسية، قال الوزير إنه تم الانتهاء من كل التحضيرات لضمان السير الحسن لها وقال إنه تم توجيه تعليمات من قبل الوزير الاول والأسلاك الأمنية فيما يعنيه واختصاصه لكي يجتاز التلاميذ الامتحان في اطمئنان وسكينة. وبلغة الأرقام فقد بلغ عدد المترشحين لاجتياز مرحلة التعليم الإبتدائي 812 الفا و655 مترشحا منهم 417 ألفا و679 ذكورا بنسبة 51 بالمائة، و394 الفا و676 بنتا بنسبة 48.86 بالمائة بزيادة قدرت ب 14 الفا و843 مترشحا. أما عدد المترشحين في مرحلة التعليم المتوسط فبلغ 631 ألفا و395 منها مقارنة بالسنة الفارطة 31 الفا و530 مترشحا، في حين بلغ عدد المترشحين لشهادة البكالوريا 674 ألفا و831 مترشحا منهم النظاميون 411 ألفا و431 مترشحا. أما الأحرار فبلغ عدد المترشحين 263 الفا و400، مضيفا أن شعبة العلوم التجريبية هي أكثر الشعب فيها مترشحون. من جهة أخرى، قال بلعابد إن الوزير الأول قرر إعادة النظر في المنح المقدمة للإطارات التي تعد أسئلة البكالوريا وأضاف أن المجلس الوزاري المشترك المنعقد يوم 12 ماي الفارط قرر التكفل بالأساتذة والمفتشين والإطارات الذين يعملون على إعداد الأسئلة وإعادة الاعتبار للمنحة التي تعطى لهم خاصة أنه تم تسخير 130 إطارا يتم حجزهم يوم 16 ماي ولن يسمح لهم بالخروج مهما كانت الظروف القاهرة. وستعمم هذه العلاوات على الإطارات نفسها في الابتدائي والمتوسط الذين كانوا يقومون بهذا العمل دون مقابل.
