يبدو أن مشاكل ما بات يسمى بالعصابة سوف لن تنتهي أو تتوقف، حتى وأفراد هذه العصابة موجودون خلف قضبان سجن الحراش، فقد تحول العمال الذين يشتغلون في الشركات التي يملكها هؤلاء المسجونون إلى بؤرة للتوتر في وقت توجد فيه البلاد بحاجة ماسة إلى الاستقرار. عمال مجمع أو ي آر آش بي، الذي يملكه رجل الأعمال، علي حداد، يقفون أمام مقر المجمع بالدار البيضاء بالعاصمة، احتجاجا على عدم تلقيهم أجورهم، منذ أن تم حبس مسؤول المجمع قبل أشهر، بسبب تتعلق بالفساد، فيما يوجد عيد الأضحى على الأبواب. المشاكل التي خلفها حداد وراءه امتدت أيضا إلى المجمع الإعلامي “وقت الجزائر” و”دزاير تيفي”، اللذين يحصيان المئات من الصحافيين والتقنيين، وهم بدورهم ينتظرون أجورهم، بسبب تجميد حساب مالك المجمع من قبل العدالة. وحتى الرياضة كان لها نصيبها من المشاكل التي خلفتها العصابة وراءها، وأول فريق عانى من هذه المشاكل، فريق اتحاد العاصمة لكرة القدم، الذي هدد بمقاطعة المشاركة في كأس رابطة الأبطال الإفريقية، التي تنطلق هذا الأسبوع، في حال لم يحصل على إعانات مالية من طرف الدولة لتنظيم رحلته إلى دولة التشاد. ثاني المجمعات المحسوبة على رجال نظام الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، هو ذلك الذي يملكه رضا كونيناف وأشقائه، والمتمثل في شركة “كوغرال” المختصة في إنتاج زيت المائدة، والتي احتج العشرات من عمالها أمام مقر المصنع المحاذي لميناء الجزائر. السبب الذي يقف خلف الاحتجاج هو ذاته، وهو عدم تلقي العمال لأجورهم منذ نحو ثلاثة أشهر، جراء تجميد حسابات الشركة. ولا يستبعد أن يأتي الدور على مؤسسات أخرى يملكها رجال المال والأعمال الموجودين خلف القضبان، على غرار الشركة التي يملكها رجل الأعمال الآخر، محيي الدين طحكوت وأخويه، والذين يعدون بالآلاف. الموجودون رهن الحبس من رجال الأعمال كثر، وهو ما يرجح أن تتكرر الظاهرة مع شركات أخرى، مثل مجمع معزوز، ومجمع بايري، ومجمع سوفاك وآخرين. ويرى مراقبون أن مجمع سيفيتال قد يكون الاستثناء في أزمة الجور، لأنه يعتبر الأفضل من حيث الهيكلة وتوزيع المسؤوليات، فيسعد ربراب فوّض تسيير المجمع إلى نجله الأصغر بعدما تأكد بأن أزمته مع العدالة ستطول.