بالرغم من أنها تؤدي وظيفتها كباقي البشر و تؤمن لقمة عيشها من مهنة اختارتها أو رمتها إليها الأقدار من دون أن تدرك أنها ستصنف في الخانة الحمراء ،كون هذه المهنة في مجتمعاتنا العربية تكتسي طابعا آخر بعيدا عن المهنية و الاحترافية ،إنها السكرتيرة التي ينظر إليها كعاشقة للمدير ،صحيح ذلك أم لا و لكنها في نظر المجتمع عاهرة من نوع خاص . المهنية تتغلب على نظرة المجتمع القاسية رفضت بعض النساء ممّن يشتغلن هذه المهنة أن يوصفن ب"عاهرات من نوع خاص "، متحديات بذلك بعض المعقدين من عمل المرأة و اقتحامها عالم الشغل عن جدارة منافسة الرجل في مهن كانت في السابق حكرا عليه و من صلاحيته ، و لكن تغير الحياة و تعقدها و كذا غلاء القدرة الشرائية عوامل دفعت بالمرأة إلى الولوج إلى عالم الشغل من بابه الواسع ، تقول "صبرينة" التي تشغل منصب سكريتيرة في شركة خاصة أنها ترفض أن ينظر إليها المجتمع و كأنها عاشقة المدير ، متناسين بذلك أنها بشر لها أحاسيس و مشاعر يمكن جرحها ،كما أنها مهنة نبيلة كغيرها من المهن ،فقد دفعت المال و الصحة و كذا الجهد من أجل دراسة السكريتاريا و الحصول على وظيفة ، و تضيف قائلة ، أنا أحب عملي و لن تنقص هذه النظرة التافهة من عزيمتي ،و تقاسمها جميلة الرأي إذ تقول أن المجتمع ينظر للمرأة كجسد و فقط حتى و إن اشتغلت وظائف أخرى فهو يرى أن وصول المرأة لأعلى المناصب ليس نتيجة الاحترافية و الجهد ، و إنما باستعمال طرق ملتوية يتقنها جسد المرأة فقط ، لكن هذه النظرة لم يخلقها المجتمع بمفرده ، و لكن أوجدتها بعض النساء ممّن خرجن عن الطريق و لم يحترمن أنفسهن و لا مكان عملهن ، و لهذا ينظر للسكرتيرة و كأنها عاهرة من نوع خاص . مواصفات السكرتيرة ..تثير الشكوك حولها من أجل أن نعطي للموضوع أكثر مصداقية و شفافية طرحناه على فئة الرجال ، و الذين أرجعوا الأمر إلى القصص التي تسمع يوميا عن العشق الذي يجمع السكرتيرات بمدرائهن ،كما أن طريقة التوظيف نفسها تثير الشكوك فيقول "حكيم" عون إداري بمؤسسة وطنية أن شروط توظيف السكرتيرة تفتح المجال للقيل و القال ، كتوفرها على قدر من الجمال و تحديد سن معين يكون في العشرينات و في ريعان الشباب ، و اشتراط أن يكون لها خبرة و تتقن اللغات و غيرها من المواصفات التي تجذب إليها أي رجل ، و ما بالك المدير الذي تقابله طيلة اليوم ،وليست السكرتيرة معصومة عن الخطأ، فهي بشر قبل كل شيء، إلا أنها في موقع لا تحسد عليه كونها على اتصال مباشر مع مسؤولها وهو غالبا ما يكون رجلا و كل الاحتمالات موجودة في كذا حالات . لكن "مراد" لم يوافقه الرأي في ذلك ، معتبرا السكرتيرة هي الوجه الخارجي للشركة فهي التي تستقبل كل من يدخل الشركة ،و من غير المعقول أن لا تتوفر فيها صفات الجمال فالله جميل و يحب الجمال و ما بالك العبد الضعيف ،مضيفا بالقول أنه لا يرى أي حرج في توفرها على مثل هذه المواصفات ، و إن كان الحال كذلك فلماذا لا نجد الرجال يشغلون هذه الوظيفة و صارت حكرا على النساء إلا القلة القليلة التي تعد على الأصابع. "دخيلات "على المهنة سبب النظرة الدونية أكدت الكثير من النساء اللواتي يشغلن منصب سكرتيرة في تصريح لهن للجزائر الجديدة ، أن السبب الرئيسي الذي جعل المجتمع يحكم عليهن بشكل سلبي ، يرجع إلى الدخيلات على هذه المهنة خاصة و أن غالبيتهن ليس لديهن أدنى علاقة مع "لسكريتاريا" كعلم و لم يدرسنها في حياتهن ، و حصولهن على هذه الوظيفة جاء بشكل اعتباطي أو بطريقة ملتوية ، و تجدها بذلك لا تتقن أي شيء سوى فن الماكياج و الموديلات و الموضة و غيرها من الأمور التي كرستها لاصطياد المدير غالبا أو أي شخص يقع مبهورا أمام الجمال . سكرتيرات يزاحمن الزوجات للتربع على عرش قلب الرجل كثيرا ما نسمع عن العشق الممنوع بين المدير و السكرتيرة ، و هو ما فتح المجال للزوجة لعدم الوثوق بهذه المرأة التي تعد منافستها على قلب زوجها ،و لذلك في فإن الزوجة لا يطمئن قلبها و لا يهدأ بالها ما دام زوجها يقضي النهار كله أمام امرأة من نفس جنسها قد تكون أكثر جمالا و أناقة منها و هو ما يشكل تهديدا لها ،و تقول السيدة "فتيحة" أن بعض الانتهازيات اللواتي يطاوعهن قلبهن فيستغلن الوظيفة لخدمة أغراض خاصة ضاربات بذلك كل المبادئ و القيم ، و لو كان ذلك على حساب تفكيك أسرة و تشريد الأبناء ،و لكن ليست كلهن سواسية بل هناك فتيات يضعن الأمور في نصابها فمكان العمل للعمل و ليس للعلاقات الغرامية ، و الرجل بطبيعته ضعيف أمام المرأة و ما بلك الجميلة و لذلك فإن الفتاة هي التي تقرر القبول أو الرفض لإغراءات الرجل المدير فالقضية مسألة مبادئ لا أكثر و لا أقل .