قام الناشط الصحراوي والكاتب سعيد البيلال بتوثيق تجربته الشخصية التي عاشها بين جدران ثلاثة مخافر وأسوار سجنين وحيطان محكمتين خلال مدة اعتقاله الممتدة من ديسمبر 2007 إلى غاية افريل 2008 في رحلة اختطاف من مدينة السمارةالمحتلة باتجاه السجن المحلي بسلا المغربية، كتجربة حافلة بالمعاناة والألم، مع السجن والسجان عبر كتاب "إشعار بالحياة" الذي يعد شهادة حية، وتجربة كلها ألام ومعاناة. "إشعار بالحياة" الصادر عن مطبوعات وزارة الثقافة الصحراوية، إصدار جديد يحمل بين ثنايا طياته سيرة ذاتية لشاب مؤمن بقضيته وبشعبه أمام غطرسة الظلام وشراسة القمع، حاول صاحبه عبر270صفحة إظهار الطرق التي يبطش و يحاكم و يسجن بها المواطن الصحراوي و مدى صمود هذا الشعب، حيث جاء في مقدمة الكتاب أن هذا المؤلف يعد تنويه عن صفحة مجيدة من نضالات الشعب الصحراوي المقاوم و صلابة مواقفهم رغم ما تعرضوا له من تنكيل و بطش في أقبية الظلم المخزنية المغربية، حيث يكتشف القارئ بين ثنايا النص بعض مميزات هذا الشعب كالصبر على الشدائد و المحن و إيثار الوطن على كل شيئ. المؤلف الذي يقع في 270 صفحة من الحجم المتوسط، و الموزع على تقديم وعشرة فصول : المخفر، رفقة الأصفاد، بعد أربعة أيام من العزلة، لباجدية، غمزة وصل، بصحبة لخليفة، حين بدوت وحيدا ، الاضطراب حين يكون مفتوحا ، في رحاب الزاكي، الطريق إلى برشي، يعد مرجعية في مجال تدوين التجارب الإنسانية بالصحراء الغربية في رحلة مقاومة من أجل التحرر والاستقلال الوطني. وقد جاء على ظهر الكتاب أن " ...الكتابة في السجن ليست فقط أداة أخرى لقتل الوقت اللعين، هي فرصتك الوحيدة لمنح الحرية للقلم عل ذلك يعوض القليل مما سلب منك. ... الكتابة في السجن هي بساطك نحو عوالم أخرى ...يوصلك إليها القلم ..بعد تكبيل القدم، صوتك الطيعة القادرة على أن تمخر عباب بحر اللامتاح... اللاموجود ...و اللامسموح، فقلمك لسانك ...قلمك عصاك ...قلمك رصاصتك...قلمك مشنقتك... و قلمك هو أنت حين تعبيه بدمك بدل مدادك، حين تنفخ فيه بعض روحك و تمنحه حاسة اللمس و عاطفة الحب و شعور الحقد و سلطة الجلد، و صلاحية المدح و تزرع في أحشائه أجنة من كلمات على شاكلة زخات ...تتهاطل حسب الطلب...". مليكة.ب