وزارة التربية تمكنت من "رقمنة ما يزيد عن 60 وثيقة رسمية    الجالية "امتداد للجزائر وجزء لا يتجزأ من شعبها"    الفلاح ملزم بالإنخراط في مسعى تحقيق "الإكتفاء الذاتي"    تطرقنا إلى السيناريوهات العملية لإنتاج النظائر المشعة محليا    الرابطة الأولى موبيليس: م.الجزائر تضيع فرصة الابتعاد في الصدارة, وشبيبة القبائل ترتقي الى الوصافة    أمطار رعدية ورياح قوية في 15 ولاية    توقف صاحب الفيديو المتعلق ب "نفوق 3 أضاحٍ مستوردة"    وصول باخرة محملة ب 13 ألف رأس غنم    إطلاق جائزة أحسن بحث في القانون الانتخابي الجزائري    بدء عملية الحجز الالكتروني بفنادق مكة المكرمة    جيدو/ بطولة إفريقيا فردي 2025 (اليوم الثاني والاخير): الجزائر تحرز أربع ميداليات جديدة    الرئيس تونسي قيس سعيد يزور جناح الجزائر    عطاف ينوّه بالإرث الإنساني الذي تركه البابا فرنسيس    الجزائر أمام فرصة صناعة قصة نجاح طاقوية    دينو توبمولر يدافع عن شايبي    لا حديث للاعبي "السياسي" إلا الفوز    مولودية وهران تفوز ومأمورية اتحاد بسكرة تتعقد    التنسيق لمكافحة التقليد والممارسات غير الشرعية    إطلاق جائزة لأحسن بحث في القانون الانتخابي    تعزيز التعاون الجزائري التركي في القانون الدستوري    3 بواخر محملة بالخرفان المستوردة    ملتقى دولي حول مجازر8 ماي 1945    10 ملايير لتهيئة الطريق الرئيسي بديدوش مراد بولاية قسنطينة    سكان قطاع غزّة يواجهون مجاعة فعلية    ابنة الأسير عبد الله البرغوتي تكشف تفاصيل مروعة    "الشفافية لتحقيق الأمن الغذائي" في ملتقى جهوي بقسنطينة    انطلاق الحجز الإلكتروني لغرف فنادق مكة المكرمة    جاهزية تامة لتنظيم موسم حج 2025    عدسة توّثق جمال تراث جانت بشقيه المادي وغير المادي    بحث سبل استغلال مخزون لم يكتشفه العالم    ورقلة: التأكيد على أهمية ترقية ثقافة التكوين المتواصل في المؤسسات الإعلامية    تلمسان في الموعد    مُلتزمون بتحسين معيشة الجزائريين    توقيع مذكرة تفاهم في مجال البحث والتطوير    تعميم رقمنة الضرائب خلال سنتين    عطاف يوقع على سجل التعازي إثر وفاة البابا    مزيان يُحذّر من تحريض الجمهور    هذا موعد بداية بيع الأضاحي المستوردة    صالونات التجميل تحت المجهر    صيدال يوقع مذكرة تفاهم مع مجموعة شنقيط فارما    مشاركة جزائرية في الطبعة ال39 لمعرض تونس الدولي للكتاب    السيد مزيان يؤكد على أهمية التكوين المتخصص للصحفيين لمواكبة التحولات الرقمية    أفضل لاعب بعد «المنقذ»..    بسبب بارادو وعمورة..كشافو بلجيكا يغزون البطولة المحترفة    إعادة دفن رفات شهيدين بمناسبة إحياء الذكرى ال67 لمعركة سوق أهراس الكبرى    تربية: إطلاق 3 منصات إلكترونية جديدة تعزيزا للتحول الرقمي في القطاع    "زمالة الأمير عبد القادر"...موقع تاريخي يبرز حنكة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة    حج 2025 : إطلاق برنامج تكويني لفائدة أعضاء الأفواج التنظيمية للبعثة الجزائرية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51495 شهيدا و117524 جريحا    الجمباز الفني/كأس العالم: تأهل ثلاثة جزائريين للنهائي    أكسبو 2025: جناح الجزائر يحتضن أسبوع الابتكار المشترك للثقافات من أجل المستقبل    الأونروا: أطفال غزة يتضورون جوعا    المجلس الشعبي الوطني : تدشين معرض تكريما لصديق الجزائر اليوغسلافي زدرافكو بيكار    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساركوزي يشعل حربا صليبية بجثة محمد مراح

فرنسا تصدر الاذن بدفن محمد مراح في الجزائر
وبحسب زكري، فان العائلة اختارت شركة الاسراء والمعراج ومقرها في تولوز لنقل الجثة الى الجزائر.
وكانت العائلة منقسمة الاثنين بشان مكان الدفن ذلك ان احد اشقاء محمد مراح كان يرغب في ان يتم دفنه في فرنسا. واخيرا، تم اختيار الجزائر احتراما خصوصا لرغبة الوالدة الحريصة على تفادي تعرض القبر للتدنيس. وقتل محمد مراح في 11 و15 و19 مارس سبعة اشخاص هم ثلاثة مظليين وثلاثة تلاميذ ومدرس تعليم الدين اليهودي في تولوز ومونتوبان.
تساؤلات حول دور الأمن الفرنسي بعد مقتل مراح ؟؟
كيف تمكن رجل يخضع لمراقبة الجهات الأمنية أن يجمع ترسانة كبيرة من الأسلحة وان يرتكب سبع جرائم في تسعة أيام؟ كان هذا هو التساؤل الدائر في فرنسا في أعقاب عودة سكان من شارع سيرجينت فين الهادئ إلى حياتهم الطبيعية بعد حصار شرطي دام 32 ساعة وانتهى بمقتل محمد مراح خلال إطلاق نار. وتلقى التحقيقات حول مقتل الشاب البالغ من العمر 23 عاما بظلالها على حملة الانتخابات الرئاسية التي تستأنف الآن جديا بعدما كان المرشحون قد وافقوا على تجميدها.ويسأل المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بشكل علني عما إذا كان هناك إهمال جسيم من جانب الجهات الاستخباراتية.
كان مراح قد أمضى وقتا من حياته في أفغانستان وباكستان حيث يتردد انه أمضى وقتا في معسكرات تدريب المتشددين. لكن شيئا في نمط حياته الذي كان يتضمن شرب الكحوليات لم يكن يشير على انه شخص زاهد أو راديكالي جهادي. وقال برنارد سكوارسيني رئيس الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية (دي سي ار اي): "لم يكن بإمكاننا التحرك بشكل أسرع." لكن وزير الدفاع جيرارد لونجيه اقر بأن المحققين الذين يقومون بالتحقيق في حادثة القتل الأولى والتي راح ضحيتها جندي فرنسي مسلم في تولوز يوم 11 مارس أضاعوا الوقت في البحث عن عضو سابق بالجيش.
يذكر أنه جرى التحقيق مع نحو 20 ألف مشتبها به. وقال لونجيه في تصريحات لمحطة "كانال بلس": "لقد أضعنا وقتا كبيرا بسبب أن البعض اعتقدوا انه يجب تركيز البحث في هذا الاتجاه وليس في الاتجاهات الأخرى." وانتقدت مرشحة الخضر ايفا جولي أسلوب التركيز الإعلامي الزائد الذي انتهجه وزير الداخلية كلود جيان إزاء الأحداث المأسوية التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين متهمة جيان بتقديم بث مباشر "كما لو كان صحفيا." وانتقدت جولي التي كانت تعمل قاضية تحقيق في السابق التدخل السياسي في عمل القضاء.
وقالت جولي في تصريحات لشبكة "فرانس انفو" إن "رؤية وزير داخلية في المشهد يقدم بثا حيا حول الأحداث ويكشف عما قاله محمد مراح - يعد أمرا غير معقول". وحاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يسعى جاهدا من أجل الفوز بولاية رئاسية ثانية إرجاع الفضل إلى النجاح السريع في الكشف عن جرائم القتل لدوره كرجل دولة في حماية الأمة. إلا أن إجراءاته السريعة ضد المروجين لخطاب الكراهية عبر الإنترنت والأشخاص الذين يقومون بزيارة مواقعهم على شبكة المعلومات الدولية بعد وقت قليل من مقتل مراح كانت مثار سخرية إذ وصفها النقاد اليوم الجمعة بأنها نشاط لا معنى له.
وقالت فيرجينيا دوفال من أحد اتحادات القضاة إن التشريع ذي الصلة موجود بالفعل في الكتب مؤكدة أن "المشكلة هي التطبيق." ويقول المتخصصون في الإنترنت نفس الأمر بالضبط حيث يشيرون إلى صعوبات فنية في إثبات المزاعم. وحتى الظروف المحيطة بالعملية التي نفذتها الشرطة كانت أيضا موضع شكوك. وسأل كريستيان بروتيو، أحد القادة السابقين لقوات التدخل الخاصة التابعة للدرك الوطني (جي اي جي ان)، لماذا لم يستخدم الغاز المسيل للدموع لإجبار مراح على الاستسلام.
وكرر بروتيو في مقابلة سؤالا كان الكثيرون يسألونه في فرنسا وهو: "كيف يحدث أن تكون أكبر وحدة شرطية غير قادرة على اعتقال شخص واحد؟" ركن أساسي آخر من أركان التحقيقات يدور حول السؤال:هل كان مراح يعمل من تلقاء نفسه بعد تشبعه بالفكر الاسلامي المتطرف أم انه ينتمي الي شبكة.
يركز التحقيق حاليا على الدائرة المقربة من مراح بينما تهتم الشرطة أيضا بشكل كبير بالترسانة التي جمعها حيث كان مراح قد جمع عددا من الأسلحة العسكرية الأوتوماتيكية بينها طرازات قديمة إضافة إلى سلاح طراز ايه كيه 47. وستبحث التحقيقات في الكيفية التي تمكن من خلالها مراح من جمع تلك الأسلحة.
انتقادات للمخابرات الفرنسية لفشلها في منع جرائم مراح
اضطر رئيس وزراء فرنسا للرد على اتهامات بأن أخطاء المخابرات سمحت لشاب مسلم له سجل جنائي وتم رصده مرتين في افغانستان بأن يصبح أول قاتل يستلهم نهج القاعدة ينفذ هجوما في فرنسا. وكثيرا ما اعتبرت اجهزة الأمن الفرنسية التي عززها صراعها مع المتشددين الإسلاميين من مستعمرتها السابقة من أشد أجهزة المخابرات كفاءة في اوروبا حيث تمكنت من منع وقوع هجمات لمتشددين على الأراضي الفرنسية خلال الخمسة عشر عاما الماضية.
وأشار سياسيون معارضون بينهم مرشحة الرئاسة عن اليمين المتطرف مارين لوبان إلى أن إهمالا أو اخطاء سمحت لمحمد مراح بشن ثلاثة هجمات دموية في غضون عشرة ايام قبل أن يتم تحديد هويته وموقعه ثم قتله. غير أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون قال إن أجهزة الشرطة والمخابرات قامت بمهمة مثالية.وقال لاذاعة ار.تي.ال "أعتقد أن حل قضية جنائية بهذه الأهمية في عشرة ايام أمر لم يسبق له مثيل عمليا في تاريخ بلدنا." وبدا أن وزير الخارجية الان جوبيه اقر بأن هناك مبررات للتساؤل بشأن اخطاء امنية محتملة بقوله "ينبغي أن نقدم بعض الايضاحات بشأن هذا الأمر."
وقال فرانسوا ريبسامين المتحدث باسم الشؤون الامنية في الحزب الاشتراكي "بما أن جهاز المخابرات الداخلية كان يتابع محمد مراح لمدة عام فكيف يستغرق منهم الأمر كل هذا الوقت لتحديد موقعه؟." وتساءلت صحيفة ليبراسيون اليسارية في افتتاحية لها عما إذا كانت اجهزة المخابرات لم تسقط في "فشل ذريع". كيف يمكن أن يهونوا من شأن الخطر المحتمل لشخص يعرفونه بالفعل؟"
وفي واشنطن قال مسؤولان أمريكيان إن مراح كان على قائمة الحكومة الأمريكية للأشخاص الممنوعين من السفر جوا إلى الولايات المتحدة وظل مدرجا عليها لبعض الوقت. وقال مسؤول إنه وضع على القائمة لأن المسؤولين الأمريكيين اعتبروه تهديدا محتملا للطيران. وقال ريبسامين إنه عقب قتل جنديين فرنسيين في مونتوبان قرب تولوز في 15 مارس كان اسم مراح على قائمة من 20 شخصا للمخابرات الداخلية يتعين مراقبتهم عن قرب في منطقة بجنوب غرب فرنسا. لكن يبدو ان الجهاز فقد اثره.
وتمكن المحققون من تعقبه في اليوم التالي لقتله ثلاثة اطفال وحاخاما بالرصاص عند مدرسة يهودية في تولوز. وقال وزير الداخلية كلود جيان إنه تم تحديد هوية مراح عندما حلقت طائرة هليكوبتر فوق منزله وخرج لينظر من النافذة. وقال جيان في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو إنه لا يمكن استجواب أناس لاعتناقهم افكارا اجرامية. واضاف "لم تظهر عليه أو على اي ممن تردد عليهم قط أي علامة على كونهم يشكلون خطورة." وقال إن كثيرا من الأشخاص مدرجون على القوائم الامريكية بالممنوعين من ركوب الطائرات لمجرد أنهم زاروا دولا مثل باكستان. وأضاف "أذكركم بأن هذا الرجل كان فرنسيا وبالتالي كان من المستحيل منعه من التحرك في فرنسا."
وقتل مراح بالرصاص على يد قناص بعد معركة بالأسلحة مع الشرطة انهت حصارا لشقته في تولوز دام 30 ساعة. وقال مصدر قضائي إن تشريح الجثة اظهر انها أصيبت بعدد كبير من الرصاصات بينها اثنان قاتلتان في الرأس والبطن. وابلغ مراح مفاوضيه من الشرطة عند حصار منزله يوم الأربعاء أنه تدرب في معسكر للقاعدة في منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية.
ورغم أنه لم يكن من الممكن اعتقاله دون دليل على نيته الاجرامية يقول منتقدون إنه كان بوسع السلطات اتخاذ خطوات أخرى. وتسمح قوانين مكافحة الارهاب الفرنسية بالتنصت على هواتف المشتبه بهم دون اذن قضائي بناء على تفويض من رئيس الوزراء ولجنة استشارية. ولمحت لوبان إلى أن جهاز المخابرات الداخلية ربما فقد أثر المسلح لأسباب بينها أن انتباهه انصرف بتحريات ساركوزي عن الصحفيين ومعارضيه السياسيين. ويواجه رئيس الجهاز برنار سكوارسيني تحقيقا لاصداره اوامر بمراقبة هواتف مراسلي صحيفة لوموند بشكل غير قانوني.
العائلة تدفع ثمن تهور الابن
نقل شقيق مسلح يستلهم نهج تنظيم القاعدة وقتل سبعة اشخاص الى باريس لمزيد من الاستجواب بشأن المذبحة التي اثارت تساؤلات بشأن الامن الداخلي قبل اربعة اسابيع من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال مصدر قضائي ان عبد القادر مراح وهو الشقيق الاكبر لمحمد مراح الذي قتل في اطلاق للنيران بينما قفز من نافذة شقته في تولوز نقل بواسطة سيارة من ثكنة للشرطة في المدينة بجنوب غرب فرنسا الى العاصمة مع صديقته. واعتقل شقيق المسلح وصديقته بينما كان يطلب المفاوضون مساعدتهما لاقناع مراح بتسليم نفسه. وذكر نفس المصدر ان من المرجح ان يفرج عن والدة مراح التي اعتقلت في نفس اليوم في وقت لاحق.
وقال مصدر ان عبد القادر وصديقته التي لم يجر الكشف عن اسمها نقلا الى مركز للاعتقال بوكالة المخابرات الداخلية في باريس وسيمثلان امام قاض لتحديد ما اذا كان هناك اساس لفتح تحقيق قانوني بشأن الصلات المحتملة بهجمات مراح. ويقول الادعاء ان الشرطة عثرت على متفجرات في سيارة يمتلكها عبد القادر. وهو معروف بالفعل لدى الاجهزة الامنية لمساعدته في تهريب جهاديين الى العراق في 2007 .
وقال برنار سكوارسيني رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية لصحيفة لو موند انه لا يوجد دليل على ان مراح ينتمي لاي شبكة اسلامية متشددة وانه تحول الى التعصب من تلقاء نفسه فيما يبدو. غير ان المحققين لا يزالون يحاولون اثبات ما اذا كان الشاب الفرنسي من اصول جزائرية حصل على اي دعم لوجيستي او ايدولوجي او كان حقا يعمل من تلقاء نفسه. ومن المعروف ان شقيق مراح واخته درسا القرآن في مصر في 2010 وسبق ان وجدت الشرطة الفرنسية صلات بينهما وبين جماعة اسلامية متشددة تعمل انطلاقا من جنوب فرنسا ويقودها رجل فرنسي سوري المولد تصفه وسائل الاعلام الفرنسية "بالامير الابيض" بسبب لون شعره ولحيته.
وحول اطلاق النار بؤرة النقاش السياسي بعيدا عن المصاعب الاقتصادية الفرنسية ولعب لصالح الرئيس نيكولا ساركوزي بينما يخوض معركة صعبة للفوز بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة. وتظهر استطلاعات الرأي ان نحو ثلثي الناخبين يوافقون على تعامله مع الازمة التي حولت منافسيه وابرزهم المرشح الاشتراكي الاوفر حظا فرانسوا هولاند الى مجرد متفرجين.
الحكومة الفرنسية: " الانتقادات الموجهة للشرطة بعد مقتل مراح وراءها دوافع سياسية"
وصفت الحكومة الفرنسية الانتقادات الموجهة لقوات الشرطة الخاصة لفشلها في القبض على محمد مراح منفذ حادثة المدرسة اليهودية بمدينة تولوز حيا بأنها "ظالمة وذات دوافع سياسية". وفي مقابلة له مع صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية قال كلود جيان وزير الداخلية الفرنسي الذي أشرف على العملية التي قامت بها الوحدة الخاصة في الشرطة الفرنسية والتي انتهت أول أمس الخميس بمقتل مراح إن هذه الانتقادات مدفوعة بشكل واضح باعتبارات سياسية كما أنها غير مناسبة مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي تجد فيها فرنسا نفسها في مواجهة مع شخص ينفذ عملية ارهابية بمفرده.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل شنه للهجوم على المدرسة اليهودية كان مراح نفذ هجومين سابقين بمدينة تولوز ومونتوبان المجاورة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود فرنسيين.ومع استئناف مرشحي الرئاسة حملتهم الانتخابية في فرنسا وجه بعض المرشحين سؤالا حول سبب فشل الشرطة في تحديد هوية مراح كمشتبه به في الهجومين اللذين اسفرا عن مقتل الجنود الثلاثة قبل شنه للهجوم الأخير على المدرسة اليهودية يوم الاثنين الماضي.
من جانبه تساءل فرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي والمرشح الأوفر حظا في هذه الانتخابات وفقا لاستطلاعات الرأي ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات ارتكبت خطأ فادحا وذلك بالنظر إلى أنها لم تضع مراح تحت المراقبة المستمرة منذ أن أجرت معه استجوابا في 2011 حول سفرياته إلى أفغانستان وباكستان. كما تساءل خبراء أمنيون عن السبب وراء عدم استخدام الشرطة الفرنسية للغاز في بداية عملية المداهمة للتغلب على مراح بدلا من الحصار الذي استمر لمدة 32 ساعة وانتهى بقتله في تبادل لإطلاق النار. غير أن جيان قال إن استخدام مثل هذا النوع من الغاز للإيقاع بالمتهم في قبضة رجال الشرطة أمر غير مشروع طبقا للاتفاقات الدولية. كما وصف فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي الانتقادات الموجهة إلى الشرطة بأنها "غير لائقة".
من جانبه قال رئيس وحدة الشرط الخاصة التي نفذت عملية المداهمة لصحيفة "لو فيجارو" إن مراح قال لهم إنه "يريد لقاء الله و72 من الحور العين" الأمر الذي "لم يكن معه أي حل آخر في النهاية سوى قتله". وعن الفصل الأخير في عملية مداهمة المنزل الذي كان يتحصن به مراح قال اموري دو هوتيكلوك رئيس وحدة الشرطة الخاصة إن مراح "برز كشيطان خرج من قمقمه" حيث خرج من الحمام وهو يطلق النار صوب أفراد الشرطة فجرح اثنين واضاف أن الشرطة قتلته بإطلاق رصاصة على رأسه عندما وصل إلى الشرفة.
وكان مراح قال للشرطة إنه تصرف بمفرده في تنفيذ سلسلة الهجمات التي نفذها بين الحادي عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري و أدت إلى مقتل ثلاثة جنود ومدرس دين يهودي (حاخام) وثلاثة أطفال. وكان عبد القادر مراح الشقيق الأكبر لمحمد مراح ألقي القبض عليه الأربعاء الماضي بتهمة تقديم الدعم لشقيقه ، وتم ترحيله وزوجته إلى باريس.
والدة محمد مراح .. شعور بالحزن وآخر بالغضب
زليخة عزيري امرأة غاضبة من ابنها محمد مراح لانه قتل بدم بارد سبعة اشخاص في جنوب غرب فرنسا، وغاضبة من نفسها لانها لم تنجح في منعه من ارتكاب "هذه الجرائم الجنونية". وقال جان ايف غونيو محامي زليخة انه لم يكن لموكلته "ادنى فكرة عما سيحصل". واضاف "الاربعاء انقلبت حياتها رأسا على عقب وانهار كل شيء من حولها".
نهار الاربعاء تبلغت زليخة ان ابنها محمد البالغ ال23 من العمر هو القاتل الذي اعدم بدم بارد ثلاثة اطفال واستاذا في مدرسة يهودية وثلاثة مظليين بين 11 و19 مارس في تولوز ومونتوبان. وحوصر محمد مراح في شقته في تولوز بعد عملية مطاردة. وقرابة الساعة 3,00 صباحا شنت وحدة نخبة في الشرطة الفرنسية الهجوم الاول فرد الشاب باطلاق النار واصاب عددا من الشرطيين بجروح. وتبدأ مفاوضات تدوم لساعات طويلة ويطلب الشرطيون من والدته اقناعه بالاستسلام لكنها رفضت. واضاف المحامي امام مقر الشرطة في تولوز حيث تم الاستماع مطولا الى اقوال والدة مراح "كانت تعلم منذ البداية ان ابنها لن يصغي اليها وانها فقدت قنوات التواصل معه منذ زمن وان ذلك لن يفضي الى نتيجة".
وخضعت عزيري وابنها عبد القادر وصديقته للاستجواب في اطار هذا التحقيق. وافرج عن والدة مراح مساء الجمعة في حين نقل شقيقه وصديقته الى قسم مكافحة الارهاب قرب باريس. وقال المحامي ان "توقيفها لثلاثة ايام على ذمة التحقيق كان امرا صعبا لكنها تعاونت". واوضح انها امرأة "غاضبة تتساءل لماذا فعل ابنها ذلك بها" لكنها ايضا والدة في حداد "لانها فقدت ابنها" الذي قتل في الهجوم الاخير الخميس على الشقة بعد مفاوضات دامت 32 ساعة. وتتساءل والدة مراح التي تشعر بالذنب وبتأنيب الضمير "هل كان يمكنني توقع ذلك؟ هل كان في امكاني منع حصول ما حصل؟".
ففي سن ال16 ترك محمد مراح المدرسة وبدأ يرتكب جنحا كالسرقة واعمال العنف. وفي جوان 2010 قدمت عائلة شكوى بعدما ارغم فتى على مشاهدة اشرطة فيديو عن اعمال تعذيب وضرب شقيقة هذا الفتى لدى اعتراضها على الامر. ويصف الان بينان الطبيب النفسي الذي عالج في 2009 والدة محمد مراح، بانها ربة اسرة "عاجزة عن تربية اولادها ولم تنجح في منح ابنها الحنان الذي كان بحاجة اليه والذي تنقل بين المدارس الداخلية والاسر التي تستقبل القصر الجانحين ومراكز الاحداث".
وقد هجرها زوجها وعاد نهائيا الى الجزائر عندما كان محمد في الخامسة من العمر، فتزوجت زليخة من رجل "يؤمن بالفكر الاسلامي المتشدد" وبدأ محمد يصلي ويصوم ويقرأ القرآن. ويعتبر محامي محمد مراح كريستيان اتلان ان الخيبة من عدم انضمامه الى صفوف الفرقة الاجنبية دفع بمحمد مراح الى التشدد الاسلامي الذي بدأ يشعر ب"النقمة". ورفض المحامي الكشف عما اذا كانت والدة مراح على علم بسفر ابنها الى افغانستان وباكستان، وعن مضمون اقوال موكلته.
وقال غونيو "لا يمكن تحميلها مسؤولية افعال ابنها. يجب الا نلومها". واضاف "هذه المرأة البالغة ال55 من العمر اظهرت تعاطفا واسفا لسقوط ضحايا. كونها اما تضع نفسها مكان اقارب الضحايا". واوضح ان زليخة عزيري "تشعر بالقلق"، فهي "تخشى اعمالا انتقامية ولهذا السبب لن تعود الى منزلها في الوقت الراهن".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.