تواصلت السهرات الرمضانية بوهران، المنظمة من قبل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، بحفل مميز أحيته المطربة نسيمة شعبان و الفنانة سلمى كويرات سهرة الأربعاء إلى الخميس بقاعة سينما المغرب، التي باتت قبلة للعائلات و حتى الشباب خلال هذا الشهر الكريم، نظرا للبرنامج الثري الذي سطرته هذه المؤسسة الثقافية بالمناسبة، حيث يتضمن مختلف الطبوع الموسيقية، و يلبي كل أذواق الجمهور على اختلافها، من خلال حفلات موسيقية تسهر على إحيائها عدة أسماء فنية. أطربت الفنانة نسيمة شعبان للسنة الثانية على التوالي، جمهور وهران بوصلات رائعة في المديح و في الموشحات الأندلسية كذلك، بحضورها الراقي و لباسها العاصمي الجميل، و عزفها المميز على آلة الموندول، استهلتها بأغنية "اللهم صلي و بارك على سيدنا محمد عليه السلام"، ثم "عزيز علي سيدي رسول الله" و آه يا مولانا يا الله"، التي تفاعل معها الجمهور و تعالت على أنغامها زغاريد النساء، وسط أجواء كانت طربية و عائلية بامتياز، كما غنت سفيرة الأغنية الأندلسية نسيمة شعبان أيضا "توحشت بلادي، الجزائر أرض أجدادي"، في حين اختارت من الطابع العاصمي "قولوا لشهلة لعياني"، التي رددها معظم الفنانين الذين مروا بهذه القاعة لحد الساعة. أما الفنانة سلمى كويرات، العائدة إلى الساحة الفنية منذ حوالي سنة، بعد قطيعة دامت أكثر من 15 سنة، فقد استعرضت مساحات صوتها القوي، الذي صدح لثاني مرة في وهران، بعد الحفل الذي رافقت فيه المايسترو محمد روان في "ليالي صيف وهران 2017" بمسرح الهواء الطلق، اختارت أن تقدم في هذه الليلة الرمضانية، باقة متنوعة من الأغاني الجزائرية و العربية و كذا الغربية، التي تألقت فيها تارة بالإسبانية و تارة أخرى بالفرنسية، حيث غنت "بين البارح و اليوم، ليلة يا محلاها"، و "اعتزلت الغرام" لماجدة الرومي، و "زوروني كل سنة مرة" للسيدة فيروز، كما غنت أيضا "لافي أون غوز" للفنانة الفرنسية إديث بياف، و "كون غوفياندراتو؟" أو "متى تعود ؟" لباربارا، كل هذا لأنها من أشد المتشبثين بالأغاني الكلاسيكية، التي تتقنها حق الإتقان. أعربت سلمى كويرات للجمهور خلال هذا الحفل، عن سعادتها الكبيرة بالغناء في وهران، فراحت تطربه بأغنية "وهران وهران" للفنان الكبير الراحل أحمد وهبي، و عن سبب ابتعاد عن الفن صرحت سلمى، التي تعكف على تحضير ألبوم جديد قائلة : " انقطاعي عن الفن، لم يكن بسبب ما، بل هو اختيار لا غير، عدت إلى الفن لأنني اشتقت إلى وطني و إلى المسارح الجزائرية، بعدما قضيت 15 سنة في المغرب".