لا يختلف اثنان في أن الحراك الشعبي قد وحد الجزائريين عبر كل ولايات الوطن من حيث المطالب الموحدة ، و الإصرار على القضاء على الفساد و رحيل كل من ساهموا فيه. و قد كانت الجزائر حاضرة من خلال الأعلام و الرايات العملاقة ،و ما حمله الجزائريون في مسيرات الحراك من شعارات و أناشيد ترددت في كل المناطق دون استثناء ،كما الشعب الجزائري عندما خرج يوم 22 فبراير كان همه الأول و الأخير هو الجزائر و مستقبل أبنائها جميعا بدون استثناء ،حتى تستعيد عافيتها و تقف من جديد قوية في مصاف البلدان المتقدمة ، وعلى هذا المنوال يتواصل الحراك الذي سيدخل غدا جمعته التاسعة عشر -19-بعد مرور أربعة أشهر وثلاثة أسابيع على بدايته ،على إيقاع تأكيد وحدة المطالب ، و نبذ كل محاولات تشتيت صفوفه ، واختراقه من قبل دعاة التفرقة و زرع بذور الفتنة و الاختلاف من أجل إضعافه و زعزعة يقين و قناعات الشعب الجزائري الواحد الذين كانوا يراهنون على النفس القصير للحراك ،و يشككون في قدرة الجزائريين على الاستمرار في التظاهر السلمي ،لكن الجزائريين رفعوا التحدي وصمدوا و خرجوا في مسيراتهم بنفس الحماس و الحرص على تحقيق مطالبهم . لقد برهن الحراك الشعبي على وحدة صف الجزائريين في مواجهة الفساد والمظالم والحقرة و رحيل رؤوس الفساد ،كما تجاوز الجزائريون بكثير الاعتبارات الجهوية والقبلية و العرقية التي راهن أعداء الشعب الجزائري على إبرازها و إذكاء نار الفتنة ،فالشعب الجزائري أمة واحدة تجمعهم عوامل كثيرة وعلى رأسها الانتماء إلى وطنهم الجزائر، والحب الكبير الذي يكنونه لها ،فضلا عن حرصهم على وحدة هذا الجزائر، حيث أن زمن إشعال نار الفتنة بين هذه المنطقة وتلك، وهذه الفئة و تلك قد ولى، والشعب بقي موحد الصفوف يرفع راية الجزائر في كل الربوع تأكيدا منه على وحدة صفوفه، و لا فرق هناك بين شمال و جنوب و شرق و غرب ، و مناطق الصحراء و مناطق التل ،لأنها كلها الجزائر وشعبها واحد له نفس المطالب ،و عاش المعاناة نفسها في العشريتين السابقتين و الهم واحد والوطن واحد، والأمل في مستقبل أفضل للجزائر و الجزائريين هو الآخر واحد و لا يمكن إذن لأعداء الجزائر وشعبها أن يفشلوا الحراك و يزرعوا بذور الشك و الريبة بين الجزائريين مادامت قافلة المطالبة بالتغيير قد انطلقت، ووحدة الجزائريين صامدة ،لا يمكن أن تشقها عصا الفرقة و الفتنة و المؤامرات .
