ابتكرت الفنانة التشكيلية الجزائرية حدة زغبي المقيمة بالبحرين فكرة جديدة في الفن التجريدي ، ترجمته في مقالها العلمي الفنى عن طريق تحويل النوتات الموسيقية إلى ألوان الامر الذي جعلها تعمل على تحويل مقطوعة موسيقية إلى لوحة بطريقة علمية للسامع والأصم . و تقول حدة زغبي في تصريح لجريدة الجمهورية ، أن ما قامت به طريقة فنية مبنية على أساس علمي و هي تختلف عن ما جاء به الفنان الروسي فاسيلي كاندنسكي مؤسس مدرسة الفن التجريدي ، وهو أول من أدخل الموسيقى في لوحاته الفنية لكن بطريقة حسية وحول آلات موسيقية إلى ألوان لكن بإحساسه يعنى أنه كلما سمع آلة معينة من الموسيقى يربطها بلون (علما أن الآلة الموسيقية الواحدة فيها مجموعة من النوتات ) وهذا النوع من الفن الذي جاء به يسمونه علماء علم النفس بالإحساس المتزامن . و تضيف الفنانة حدة بالقول « أن ما قام به الفنان الروسي فاسيلي عكس ما جئت به أنا فقد حسبت النوتات والألوان والزمن الرابط بينهم بطريقة حسابية علمية لكي يكون لكل نوتة لونها المعين والخاص بها وأنشأت سلمي الخاص و هو سلم موسيقي لوني و ذلك بمساعدة زوجي دكتور في الفيزياء الجزائري كريم بن مسعي . تضيف أيضا «والجديد في ابتكاري أني حولت النوتات الموسيقية للسامع والأصم ، يعنى لمن يسمع الموسيقى كيف يراها لونيا وللأصم الذي لم يسمع الموسيقى في حياته او منذ زمن جعلته يرى التكافؤ اللوني لكل نوتة موسيقية، حولت مقطع من سيمفونية بيتهوفن سوناتا رقم 14 للسامع والأصم، واخترت بيتهوفن لأنه فقد السمع في السنوات الاخيرة من حياته وهو لا يسمع وعزف اشهر وأفضل سيمفونياته على الإطلاق وهذا الذي كان له أثر في نفسيتي وجعلني أبحث في هذا المجال وأجد هذه الفكرة إذ أنني تأثرت بقصة حياته جدا ، فكيف لشخص لا يسمع أن يعزف أفضل سيمفونياته على الإطلاق هذا التأثر هو من جعلني أجد حل لهذا وبطريقة علمية» تؤكد الفنانة حدة أن هدفها من هذا الابتكار أن تفتح مجال لفئة الصم للتواصل مع العالم الخارجي وكسر جدار العزلة عنهم وجعلهم يستمتعون برؤية الموسيقى التى لم يسمعوها منذ ولادتهم او منذ زمن ، و هي بصدد التجهيز لإنجاز معرض فني خاص بهذه الفئة و ستعمل على تحويل مقطوعات موسيقية عربية وعالمية الى لوحات مرئية فنية كما أكدت بأنها ستجعل النشيد الوطني لكل بلد يرى في لوحات فنية تهم فئة الصم التى لم يسمعوا موسيقى نشيدهم الوطنى بإذن الله ، و تقول حده «هذه أبسط هدية أقدمها لهذه الفئة لأننا مقصرين في حقهم كثيرا للأسف، كما أني رسمتها بطريقة تسهل على الموسيقار عزف المقطوعة من خلال النظر للوحة مباشرة لكن على الموسيقار أن يكون على دراية ودراسة لسلمى الموسيقي . وبهذا نستطيع تحويل مقطوعة موسيقية الى لوحة والعكس ، بإمكاننا أيضا تحويل لوحة مرسومة الى مقطوعة موسيقية وهذا لمساعدة فئة المكفوفين على سماع مقطوعة موسيقية للوحة مرسومة لم يراها ، وتختم محدتثنا قولها ب «هذا كله من فضل الله عزوجل علينا» .