كانت ولا زالت القضية الفلسطينية الشغل الشاغل لكافة أطياف المجتمع الجزائري ومن بينها الأسرة الرياضية بمختلف أنواعها، والتي تواصل دعمها للشعب الفلسطيني عقب الأحداث الأخيرة بداية بحي الشيخ جراح والقصف المتواصل على المواطنين العزل بغزة والذي جعل بوادر انتفاضة فلسطينية جديدة تطفو على السطح. كما أن دعم أبطال الرياضة الجزائرية لم يتوقف إلى غاية اليوم منذ انطلاق شرارة الاعتداءات الصهيونية في مدينة القدس ، أمام غياب للمجتمع الدولي. فالانطلاقة كانت مع نجم البطولة الإنجليزية ومانشستر سيتي رياض محرز من خلال تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي المساندة للفلسطينيين ، إلى جانب دينامو المنتخب الوطني لاعب الميلان الإيطالي اسماعيل بن ناصر ، إضافة إلى باقي نجوم الخضر وفرق مولودية وهران ووفاق سطيف وغيرهم محليا. و مساهمة الرياضة الجزائرية في نشر رسالة القضية الفلسطينية ليس وليد اليوم فقط ، بل منذ أمد بعيد برفض التطبيع مع كل ما هو صهيوني في المحافل الدولية. و الجدير بالذكر أن الرياضة الجزائرية كان لها الكثير من الخرجات البطولية من خلال رفض رياضييها التطبيع مع رياضيين صهاينة رفضا منهم الاعتراف بالكيان الصهيوني ، والبداية كانت من الجيدو في البطولة العالمية في 1991 حينما رفض مزيان دحماني مواجهة مصارع صهيوني و أعاد الكرة في أولمبياد برشلونة 1992 ، ناهيك عن المصارعة مريم موسى التي رفضت مواجهة مصارعة من نفس الكيان في كأس العالم للجيدو بإيطاليا عام 2011 ، إلى جانب نائب بطل العالم للجيدو في 2005 عبد الرحمن بن عمادي وصاحب برونزية الالعاب المتوسطية الأخيرة بتراغونا في اسبانيا إلياس بويعقوب، وذلك برفضهما دخول غمار منافسة دورة باريس المفتوحة الموسم المنصرم لوقوعهما في نفس مجموعة مصارعين من الكيان الصهيوني، معبرين عن رفضهما للتطبيع. أما أهم موقف للجيدو الجزائري في هذا الإطار فكان من بطولة العالم ما قبل الماضية ، حينما انسحب ابن الباهية وهران من الدور الثاني رافضا التطبيع ، حيث أعلن ابن حي الصنوبر مرارا و تكرارا أن القضية الفلسطينية هي قضية مبدئية لا جدال فيها تسقط فيها كل الطموحات الرياضية، لتلتحق به زميلته أمينة بلقاضي خريجة مدرسة الرمشي والتي تخلفت عن مواجهة المصارعة الصهيونية في صنف أقل من 63 كلغ في الجائزة الكبرى التي احتضنتها المغرب سنة 2018 . ومن الجيدو إلى التايكوندو فكانت في السابق للمصارع زكريا شنوف خرجات مشرفة دون أن ننسى انسحاب حارس عرين المنتخب الوطني والاتفاق السعودي الرايس وهاب مبولحي من لعب لقاء ودي مع فريقه السابق سلافيا صوفيا البلغاري ضد هابويل كغار الصهيوني، بالإضافة إلى رفضه عرض للعب في صفوف هابويل تل أبيب ب 2 مليون أورو آنذاك ، شأنه شأن الدولي السابق كريم مطمور الذي رفض التنقل مع بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني إلى تل ابيب من خلال دعوة اتحادية الكيان للفريق الألماني بمناسبة الذكرى ال60 لتأسيسها. كما سبق للمنتخب الوطني لكرة اليد لأقل من 20 سنة أن أحدث هلعا في بطولة العالم في 2011 التي أقيمت بالسويد بسبب مشاركة دولة الكيان وتهديده بمقاطعة الدورة في حال وقوعهما في مجموعة واحدة، ما حتم على المنظمين تجنيب وقوع منتخبنا وفريقهم في مجموعة واحدة. وكان الموعد أمس مع صبرينة لطرش التي انسحبت من مقابلة منافستها الصهيونية في البطولة العالمية للشطرنج.