بالنسبة للكثير من المؤسسات العمومية و الإدارات ليست المستحقات المتراكمة السبب الوحيد للخسائر المسجلة و نقص المردودية بل هناك عدّة مظاهر أخرى تكبّد المؤسسات العمومية خسائر بالملايير و منها الاستغلال غير الشرعي للموارد و منها المائية مثلا التي تضيع عن طريق الربط العشوائي للمساكن بقنوات التوزيع الرئيسية . و قد استفحلت هذه الظاهرة بالمدن الكبرى في السنوات الأخيرة مع تنامي الأحياء الفوضوية التي تحاصر هذه المدن و حسب آخر إحصاء فإن ثلث المياه الموزّعة عبر الشبكات تهدر بسبب التسربات و الربط العشوائي بالشبكات. ففي ولاية وهران أكّدت مصادر مسؤولة من سيور أن نسبة ضياع المياه بلغت 35 بالمائة عبر تراب الولاية و قد أحصت المصالح المختصة عدّة نقاط سوداء بالولاية التي ينتشر فيها الربط العشوائي مثل حي النجمة و سيدي الشحمي و عين البيضاء و السانيا و غيرها . و حتى مدينة وهران لم تسلم من هذه الظاهرة التي تنتشر بعدّة أحياء مثل حي البركي و حي بن عربة و كوشة الجير و بلانتير و حسب نفس المصادر فإن نسبة ضياع المياه بمدينة وهران وصلت 26 بالمائة و رغم كل جهور شركة سيور التي قامت بتجديد مئات الكيلومترات من القنوات و خصصت فرقا متنقلة مزودة بآخر تقنيات الكشف عن التسربات تحت الأرض إلاّ أن نسبة ضياع المياه تبقى مرتفعة و قد فضحت عمليات تجديد الشبكات في السنوات الأخيرة قراصنة المياه و هذه الظاهرة مست وسط مدينة وهران