في زمن غير بعيد كان المستهلك الجزائري يتفادى شراء السّلع المصنوعة محليا كونها حسب الاعتقاد السائد لا ترقى إلى مستوى المنتجات و الماركات المستوردة التي أغرقت الأسواق و أفرغت الخزينة العمومية ،فسواء بإرادته أو بدونها اكتسب هذا المستهلك ثقافة "كل ما هو مستورد هو جيّد و كل ما هو محلّي رديء" لكن خلال السنتين الأخيرتين أصبح الاهتمام بالصّناعة المحلية ظاهرا و معلنا للمستهلك الجزائري و كأننا نحاول من خلال حملات الإشها إعادة الثقة بينه و بين المنتجين الجزائريين الذين عانوا لسنوات طويلة من غلبة السّلع المستوردة. و نجحت حملات الترويج لبصمة "صنع في الجزائر" نسبيا بفضل روعة و دقّة و جودة السّلع التي تنتجها كوندور و إيني و إيريس و غيرها لكن ما زال المنتجون الجزائريون حائرون بين ضرورة وضع هذا الوسم على منتوجاتهم أو إخفائها عن الأسواق .و من خلال عدد اليوم من الملف الاقتصادي سنحاول تسليط الضوء على آراء بعض المنتجين ممّن يتعمّدون إخفاء بصمة "صنع في الجزائر" لتحقيق مبيعات و آخرين يفخرون بها و يضعونها على منتج و يسعون لترويجها بالأسواق الخارجية لجودتها و دقّتها . و المستهلك بين هذا و ذاك يمدح منتوجا و يدمّ آخر و يعيب على المصنّع الجزائري عدم تحكمه في عملية التصنيع و التسويق و الأسعار