اعتبر الخبير الأمريكي في الشؤون السياسية والطاقوية جيوف د. بورتر، المدير العام لشركة استشارات مخاطر شمال إفريقيا (NARCO)، اليوم الاثنين بوهران، أن الجزائر تعد من أكثر الدول استقراراً في المنطقة منذ عام 2019، مشيداً بدورها المحوري في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وضمان توازن أسواق الطاقة العالمية. وفي تصريحات أدلى بها على هامش فعاليات الطبعة ال13 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين "ناباك 2025″، أوضح بورتر أن انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية سنة 2024 رسخ بيئة سياسية مستقرة، وهو ما يمثل – حسبه – "عامل جذب رئيسي للمستثمرين الباحثين عن الأمان والوضوح في السياسات الاقتصادية". وفي تحليله للدور الإقليمي للجزائر، وصف بورتر البلاد بأنها "جزيرة استقرار على الساحل الجنوبي للمتوسط"، مؤكداً أنها ظلت بمنأى عن الاضطرابات التي مست عدداً من دول الجوار. وقال في هذا الصدد: "بينما تشهد بعض مناطق شمال إفريقيا والساحل اضطرابات سياسية وعنفاً متزايداً، تظل الجزائر مستقرة، هادئة، وجاذبة لممارسة الأعمال والاستثمار." كما أشاد الخبير الأمريكي بموقف الجزائر القائم على الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشيراً إلى أنها "تفضّل الحلول السلمية في إطار المنظمات الدولية، مثل الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي". وفي هذا السياق، أثنى بورتر على الدور الذي تلعبه الجزائر في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مبرزاً أنها "تتقدم صفوف الدول الداعية إلى الحلول السلمية للنزاعات والأزمات عبر العالم". وفيما يتعلق بقطاع الطاقة، أكد بورتر أن الجزائر تمتلك ميزة تنافسية بفضل بنيتها التحتية القوية التي تربط إنتاجها من الغاز الطبيعي بالأسواق الأوروبية، مضيفاً أنها "ظلت مورّداً موثوقاً للطاقة رغم الأزمات الدولية"، وأن رفع قدرات الإنتاج سيمكنها من تعزيز مكانتها كمصدر رئيسي للغاز نحو أوروبا. أما عن آفاق الاستثمار، فقد أشار الخبير الأمريكي إلى أن الجزائر توفر اليوم مناخاً اقتصادياً واعداً، بفضل الإصلاحات الجارية وتحديث الأطر القانونية، خاصة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مضيفاً أن الفرص المتاحة حالياً تجعل من السوق الجزائرية إحدى أهم الوجهات المستقبلية للمستثمرين في المنطقة.