صلاة الفجر أو صلاة الصبح لفظان يطلقان على الصلاة التي يجب أداؤها مع طلوع الفجر الصادق من اليوم، وقد جاء الأمر بأدائها والمحافظة عليها في القرآن الكريم، فقد دخل في عموم الصلوات الخمس المأمور بإقامتها طرفي النهار وزلفا من الليل، ويقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، وذلك أن صلاة الفجر تؤدى في أحد طرفي النهار. ..ما الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح؟ في الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح فيقول الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى :صلاة الفجر الفجر في اللغة العربية يُطْلَق على النور الذي يشُق ظلام الليل فيبدأ به النهار، والفترة التي بين ظهور هذا النور وطلوع الشمس تُسَمى فترةَ الصَّباح. والمطلوب منا في هذه الفترة ركعتان : فريضة، والركعتان المفروضتان أطْلِقَ عليهما في القرآن والسُنَّة اسم " صلاة الفجر كما أطلق عليهما في السنة اسم " صلاة الصبح ". قال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] أي أدِّ الصلاة عندما تميل الشمس عن خط الزوال جهة المغرب إلى ظلام الليل، ويُمْكن أن تُؤَدى في هذه الفترة صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا قلنا إن الغاية " إلى غَسَقِ اللَّيل " داخلة فيها، وأدِّ صلاة الفجر . وبهذا تتم الصلوات الخَمْس المفروضة، وعبَّر عن صلاة الصبح بقرآن الفجر؛ لأن قراءة القرآن هي أكثر ما في الركعتين؛ لأنها صلاة جهرية يُسْمَع فيها القرآن جيدًا، لسكون الجو حيث يكون أكثر الناس نائمين والحركة قليلة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُطِيل القراءة في صلاة الفجر بالقَدْر الذي لا يتضرر به المأمومون وكانت صلاة الفجر مشهودة؛ لأن ملائكة الليل وملائكة النهار الذين يتعاقبون حِفْظَ الإنسان ومُرَاقَبَة سلوكه يَتم التعاقب بينهم في فترة الصباح حيث يُتلى القرآن في صلاة الفجر كما يتعاقبون في فترة العصر وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فتشهدها الملائكة . رواه البخاري، ورواه الترمذي أيضًا وقال : حسن صحيح . فنرى من الآية أن صلاة الصبح المفروضة أُطْلِقَ عليها اسم الفجر، وجاءت السنة الصحيحة أيضًا بهذا الإطلاق، فقد روى البخاري ومسلم " لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرُب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلُع الشمس ". والمراد بالفجر هنا الصبح للتصريح بذلك في رواية أخرى لمسلم " صلِّ صلاة الصبح ثم أقْصِر عن الصلاة، حتى تَطْلُع الشمس وترتفع .. " . وجاء في السنة أيضًا قول عائشة رضى الله عنها : كنَّ نساءَ المؤمنات يشهدن مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن. رواه البخاري ومسلم . وقال صلى الله عليه وسلم " أسْفِروا بالفجر فإنه أعظم للأجر " رواه الخمسة. وقال الترمذي : حديث حسن صحيح، ومعناه: صلوا الفجر عندما يَكثُر النور ويتحقق طلوع النهار[1]" . ..ما هو الوقت الذي لا يجوز فيه صلاة الفجر؟ اتفق الفقهاء على أن أول وقت الصبح هو طلوع الفجر الصادق، ويسمى الفجر الثاني، وسمي صادقًا؛ لأنه بين وجه الصبح وَوَضَحِه، وعلامته بياض ينتشر في الأفق عرضًا.أما آخر وقتها فهو بطلوع الشمس، فمتى طلعت الشمس فقد انتهى وقت صلاة الصبح. دليل ذلك ما رواه الترمذيُّ في السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصلاة أولًا وآخرًا، وإن أول وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس وآخر وقتها حين يدخل وقت العصر، وإن أول وقت صلاة العصر حين يدخل وقتها وإن آخر وقتها حين تصفر الشمس، وإن أول وقت المغرب حين تغرب الشمس وإن آخر وقتها حين يغيب الأفق، وإن أول وقت العشاء الآخرة حين يغيب الأفق وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل، وإن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس" [الحديث صحيح].