تستعد ولاية بني عباس لاحتضان الاحتفالات الوطنية برأس السنة الأمازيغية يناير 2976، من خلال برنامج ثقافي ثري ومتنوّع يمتد من 10 إلى 12 جانفي المقبل، ويعكس عمق الهوية الوطنية ووحدة مكوّناتها الحضارية واللغوية. ويأتي هذا الحدث البارز تحت إشراف المحافظة السامية للأمازيغية، حيث يتزامن مع تنظيم الطبعة السادسة لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية. وفي هذا السياق، أوضح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، السيد سي الهاشمي عصاد، خلال ندوة صحفية نشّطها بمقر التلفزيون الجزائري، أن شعار هذه السنة: "من بني عباس، يناير يبرق للجزائر المنتصرة"، يجسّد الاعتزاز بالانتماء إلى الجزائر الواحدة الموحّدة، ويعكس رمزية يناير كعيد للتجذّر التاريخي والوحدة الوطنية. وأكد المتحدث أن الاحتفالات ستنطلق رسميا يوم 9 جانفي من خلال قافلة وطنية تنطلق من محطة القطار بمطار هواري بومدين باتجاه عبادلة بولاية بشار، لتواصل رحلتها برا نحو بني عباس. وتهدف هذه القافلة إلى إبراز الثراء الثقافي والتنوع اللساني الذي تزخر به الجزائر، لاسيما اللغة الأمازيغية بمختلف متغيراتها. وسيتضمن برنامج الاحتفالات تنظيم العديد من النشاطات الثقافية والفنية، من أبرزها تدشين جدارية فنية بعنوان "العربية والأمازيغية"، أُنجزت تحت إشراف المتحف الوطني للخط الإسلامي بتلمسان، في خطوة ترمز إلى التلاحم بين مكونات الهوية الوطنية. كما سيتم تخصيص فضاء ل"سوق يناير" يضم أجنحة للكتاب، تتيح للمؤلفين والمبدعين تسويق أعمالهم، إلى جانب أجنحة للمؤسسات الناشئة تشجيعا للمبادرات الشبابية. ويتضمن البرنامج كذلك ندوة علمية حول "البعد التاريخي والحضاري لعيد يناير وعلاقته بالتقويم الفلاحي"، إلى جانب عروض فنية ومعارض للحرف اليدوية والمهن التقليدية التي تعكس ثراء التراث الأمازيغي الوطني. كما ستُنظم ورشة لترجمة بعض الكتب من العربية إلى الأمازيغية، ومنتدى تشاركي للأطفال تحت شعار "يناير رمز للتنوع والوحدة". وفيما يخص جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، كشف السيد عصاد أن عدد المشاركين في طبعتها السادسة بلغ 103 مشاركين، أفرادا ومؤسسات بحثية وجمعيات، موزعين على أربعة محاور رئيسية هي: الأدب والترجمة، التراث اللامادي، اللسانيات، والأبحاث التكنولوجية والرقمنة، ما يعكس الاهتمام المتزايد بتطوير اللغة الأمازيغية وتعزيز حضورها العلمي والثقافي. واختتم الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية حديثه بالتطرق إلى برنامج عمل المحافظة لسنة 2026، والذي يتضمن مرافقة مشاريع بحثية، وتنظيم ورشات لفائدة الصحفيين، إلى جانب مواصلة تطوير الأرضيات الرقمية، مع الإعلان عن إطلاق منصة رقمية جديدة موجهة لفائدة مفتشي اللغة الأمازيغية. وبذلك، تؤكد احتفالات يناير 2976 ببني عباس مرة أخرى أن هذا العيد ليس مجرد مناسبة تقليدية، بل محطة وطنية لترسيخ قيم التنوع الثقافي والوحدة والاعتزاز بالهوية الجزائرية الجامعة.