فرضت أمس مصالح الدرك، طوقا امنيا مشددا على عمال مركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، ومنعتهم من تنظيم المسيرة العمالية السلمية التي كانت مبرمجة انطلاقا من المركب، والخروج إلى الشوارع، وصولا إلى مقر الولاية، تنديدا بعدم تلبية ودراسة أرضية المطالب التي رفعها أكثر من 5 ألاف عامل بالمركب. وتمكن العمال من نقل مسيرتهم السلمية من داخل المركب إلى شوارع عنابة وسط طوق امني مشدد، وصل في بعض الأحيان إلى صراعات مع مصالح الأمن، وتم تسجيل خلال المسرة إغماءات وجروح خفيفة في صفوف العمال، نتيجة التدافع الحاصل، وتأتي المسيرة السلمية في وقت يشن 5 آلاف عامل مركب الحجار، إضرابا مفتوحا تنديدا بما وصوفوه ب"تعنت" إدارة أرسلور ميتال، في الاستجابة لمطالب العمال المرفوعة. وقررت نقابة مركب الحجار للحديد والصلب بعنابة، الدخول في إضراب مفتوح عن العمل، بعد أن انتهت المهلة التي منحوها لإدارة المركب في دراسة أرضية المطالب التي رفعوها في وقت سابق، وجاء قرار الدخول في الإضراب بعد رفض إدارة المركب، فتح باب التفاوض معهم، وتنديدا بعدم اخذ مطالبهم بعين الاعتبار، وبعد انقضاء المهلة التي منحتها نقابة أرسلور ميتال بعنابة للإدارة. ويطالب العمال المضربون بالزيادة في أجور العمال بنسبة 60 بالمائة، رافضين نسبة الزيادة التي أقرتها إدارة المركب والتي لا تتعدى 3 بالمائة، ناهيك عن مطلب دراسة وضعية العمال المفصولين وعددهم 12عامل من ورشات الإنتاج بعد أن تم إقصائهم بعد اتهامهم بالتورط في التحريض على الاحتجاجات والفوضى وتوقيف الإنتاج، ومن جهة أخرى يطالب عمال مركب الحديد والصلب بالحجار، بترميم المفحمة المتوقفة على الساخن منذ 4 سنوات بعد فصل 300 عامل منها وإحالتهم على البطالة. جدير بالذكر فقد كان قد صرح في قوت سابق الناطق الرسمي باسم العمال كشيشي داود، أن النقابة والعمال لن يتراجعوا للخلف ولن يكترثوا بأي مسؤول في المؤسسة أو أي أطراف خارجية وأكد لهم أنهم سيعملون على تجسيد كلمة العمال، وأضاف أن الإضراب عن العمل سيتواصل إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، وأكد أن هذه الفترة تعتبر مصيرية لمركب الحجار.