أفاد وزير الخارجية رمضان لعمامرة، أن الحكومة اتخذت تدابير لحماية دبلوماسييها بالخارج، وذلك في أعقاب الاعتداء الذي استهدف الأسبوع الماضي فندقا في باماكو، وتم إنقاذ البعثة الدبلوماسية الجزائرية التي كانت تقيم به. وشدد لعمامرة أن "الجزائر تعلَمت الكثير من الدروس"، معددا الإعتداءات التي طالت بعثات دبلوماسية جزائرية في الخارج، و الهجمات التي استهدفت أمن وسلامة أفراد شبكتها الدبلوماسية في الخارج، وكان أخطرها اختطاف وقتل دبلوماسيين في شمال مالي (2012) وفي العراق (2005). وقال أن "كل التدابير تم وضعها لحماية هذه الشبكة". ورد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة على سؤال صحفي خلال ندوة صحفية عقدها أمس بمقر وزارة الخارجية رفقة نظيره الفلسطيني رياض المالكي، بخصوص حماية وأمن الدبلوماسيين في الخارج، بعد حادثة احتجاز وقتل رهائن بباماكو، بينما اعتبر مسؤول الدبلوماسية الجزائرية أن "قدمت شهداء وتمكنت من تحرير مختطفين، وتعلمت الدروس من هذه التجارب". وتطرق وزير الشؤون الخارجية إلى قضية الصحراء الغربية، مفيدا:"نحن قلعة في القضايا المتعلقة بتقرير المصير، فقد عملت الجزائر من أجل حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وتلقى أبو جهاد تكوينا عسكريا في بلادنا وتلقى زعماء آخرون تكوينا سياسيا وعسكريا مثل نيلسون مانديلا، إلى جانب قيادات في البوليزاريو". وقال لعمامرة أيضا أن :"حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، أكدت عليه المجموعة الدولية"، كما قال أن الاتحاد الافريقي ضم جمهورية الصحراء الغربية، كعضو بداخله. مشيرا إلى أن الأممالمتحدة "تقوم بعمل جبار من أجل استفتاء تقرير المصير. واللاجئون الصحراويون المتواجدون فوق أرضنا، يتفاضون حول شروط الاستفتاء". ووقع المسؤول الفلسطيني، في حرج عندما تلقى سؤال حول تصريحاته بشأن "الوحدة الترابية للمغرب"، التي أطلقها خلال زيارته الرباط الاثنين الماضي، وعما نقل عنه بأنه يرفض تشبيه نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته، مع نضال الصحراويين من أجل تقرير المصير، بينما أجاب قائلا :"فلسطين تنأى بنفسها عن كل القضايا العربية الداخلية، إذ لا نريد إقحام أنفسنا في الخلافات العربية ولا نريد أن نقحم فيها. نحن نحترم وحدة تراب أية دولة، ولفلسطين خصوصية وهي محل إجماع عربي، لذلك لا ينبغي مقارنتها بأية قضية أخرى، مع احترامي لكل القضايا. فلسطين مسألة مختلفة، فهي تتعرض لاستعمار صهيوني حاقد، وأية مقاربة أو مقارنة مع مسألة أخرى، هي مرفوضة بما في ذلك قضية الصحراء التي لديها خصوصيتها". وتدخل لعمامرة ليؤكد أن القضية الصحراوية لا تقل أهمية عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تصفية إستعمار، فأوضح :"الجزائر لا ترغب أبدا في إقحام القيادة الفلسطينية في الخلافات العربية، وشجعت العرب والأفارقة ودول عدم الانحياز على حشد الدعم لفلسطين، التي هي قضية العرب وسعت دائما لوضعها في أجندة العمل العربي". كما تابع لعمامرة:"ليس من أخلاق الجزائر أن تطلب من صاحب قضية أن يقحم نفسه في معالجة قضية أخرى".