المتعوّدون عليها لم يتحملوا فما بالك بمحترفينا حرارة لا تطاق بلغت 37 درجة والغامبيون أجبروا أمس على التدرب على التاسعة صباحا

اشتدّت الحرارة أكثر فأكثر مع اقتراب موعد المباراة، وازدادت الظروف المناخية قساوة بعد أن بلغت درجة الحرارة أمس في حدود الساعة الحادية عشر صباحا ما لا يقل عن 37 درجة مئوية..
وهي نفس الظروف التي نتنبأ أن تلعب فيها المباراة، بعدما أكدت محطة الأرصاد الجوية هنا في "بانجول" أن يوم غد الأربعاء سيعرف موجة حر شديدة، لا تقل درجتها عن 37 درجة. ودفعت هذه الظروف المنتخب الغامبي المتعود على مثل هذه الأجواء المناخية الصعبة، إلى إجراء تدريباته في الصباح بداية من الساعة التاسعة بملعب الاستقلال، الذي سيكون مسرحا للمباراة مساء هذا الأربعاء.
تنقلنا للفندق فوجدناهم عائدين من التدريبات
ولم يكن لنا أن نكتشف الأمر لولا أننا لم نتنقل صبيحة أمس إلى فندق "سيفيو" أين يقيم المنتخب الغامبي، وكان غرضنا من وراء هذه الزيارة حضور الندوة الصحفية التي كان سيعقدها الناخب "بيتر جونسون" وبعض اللاعبين، والتي كانت مبرمجة بداية من الساعة العاشرة بقاعة المحاضرات والندوات بالفندق. غير أننا تفاجأنا ونحن نصل بعدم تواجد لاعبي المنتخب الغامبي، وحينها اعتقدنا أنهم في غرفهم قبل أن تنجلي الحقيقة عندما وصلت حافلة الفريق التي عاد على متنها اللاعبون من ملعب الاستقلال، بعدما خاضوا حصتهم التدريبية في الصباح بداية من الساعة التاسعة حتى لا تؤثر الحرارة عليهم، بما أن الأجواء كانت قبيل الساعة الحادية عشر معتدلة (درجة الحرارة كانت قبيل ذلك 25 درجة).
أحد المسؤولين: "تدربنا صباحا لأن الحرارة لا تطاق"
وفي حديث جمعنا بأحد مسؤولي المنتخب الغامبي، أكد لنا بعدما استفسرناه عن سبب برمجة الحصة التدريبية في الصباح الباكر عوض الحادية عشر مثلا، أنّ الحرارة لا تطاق ومن شأن التدرب تحت أشعة الشمس في ظل موجة الحر الشديدة التي اجتاحت غامبيا أمس وفي الأيام الأخيرة، أن ينعكس سلبا على تحضيرات وصحة اللاعبين. حيث ارتأى المدرب "بيتر جونسون" حسب محدثنا أن يبرمج الحصة في الصباح الباكر، لأن الأجواء كانت معتدلة ودرجة الحرارة منخفضة بعض الشيء.
خاضوا حصة أخرى مسائية واليوم آخر حصة
وكان المنتخب الغامبي قد خاض حصة أخرى في المساء، وبالضبط في التوقيت الذي ستلعب فيه المباراة على الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي في غامبيا (الساعة الخامسة ونصف بتوقيت الجزائر)، على أن يخوض اليوم آخر حصصه. وهي الحصة التي ستجرى مباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية لمنتخبنا الوطني، الذي سيتدرب بداية من الساعة الرابعة ونصف على ملعب الاستقلال.
"الخضر" سيواجهون أجواء مناخية صعبة للغاية
وإذا كان وصول اللاعبين مساء أمس إلى غامبيا في حدود الساعة السادسة ونصف، لم يسمح لهم بالوقوف على أجواء الطقس هنا في بانجول، بما أنهم وصلوا في توقيت تنخفض فيه درجة الحرارة، فإنهم سيكتشفون ابتداء من صبيحة اليوم الأجواء الحقيقية في وضح النهار، والتي لن تقل درجة الحرارة فيها عن 37 درجة، حسب ما تؤكده الأرصاد الجوية هنا عبر وسائل الإعلام والنشرات الإخبارية. وهو ما يجعلنا نؤكد أن منتخبنا الذي يضم لاعبين محترفين تعودوا على الأجواء الباردة في أوروبا، سيواجهون متاعب جمة أمام منتخب أُجبر لاعبوه المتعودون على مثل هذا المناخ على التدرب في الصباح الباكر.
القلب والإرادة لتحدي الظروف المناخية
ولن يكون أمام منتخبنا من خيار آخر في ظل هذه الظروف الصعبة، التي تضاف إلى الظروف الصعبة التي واجهها حليلوزيتش في تجميع لاعبيه لإجراء تربصه التحضيري الأخير، وهو التربص الذي غاب عنه المحترفون ممن وصلوا ليلة الأحد وصبيحة الاثنين، وحينها لن يكون من حل آخر لتحدي ذلك سوى التحلي بالإرادة، والتسلح بالقلب والشجاعة من أجل العودة بنتيجة جيدة من هنا.