فوضى القنوات الخاصة سبب هجرة الإعلاميين الجزائريين

حاورته: حنان حملاوي
ماليك سليماني، صحفي جزائري واعد، اشتغل في العديد من المؤسسات الإعلامية ، يشتغل حاليا بقناة دزاير نيوز وينشّط حصة ثقافية بعنوان "وجوه ثقافية ".

*ماليك سليماني إعلامي شاب، بدأت مشوارك بالصحافة المكتوبة واليوم تخوض تجربة إعلامية جديدة حدثنا عنها ؟
ثلاثُ سنوات اشتغلت فيها في الصحافة المكتوبة، أعتبرها أهم مدارس الإعلام، تجربة رائعة تعلمت منها فنيات التحرير والأسس الصحيحة خصوصا مع الأهمية التي تحتلها الصحافة المكتوبة بين وسائل الإعلام الأخرى، وتمنحك تواصلا مختلفا مع القارئ.

*الانطلاقة كانت من القسم الثقافي في الصحافة المكتوبة حتى حين انتقلت إلى التلفزيون عبر قناة الأطلس ودزاير نيوز مشيت في نفس الطريق، لماذا كل راهنك على الثقافة؟
أنا أؤمن بالتخصص في كل المجالات ليس فقط في الإعلام، فكلما تخصصت وتعمقت أكثر في مجال معين قدمت أكثر فيه، وأظن أن الثقافة من أنجع الوسائل لرسم الهوية وصنع الاختلاف والتقدم إلى الأمام والثقافة الجزائرية كبيرة وغنية ومنوعة تستحق إعلاميين يسلطون الضوء على النشاطات الثقافية والاهتمام بها والتعريف بغني الثقافة الجزائرية من خلال الإعلام، وأنا أحاول أن أكون من بين هؤلاء الإعلاميين الذين يعملون على تحقيق هذا الهدف.

ما رأيك في البرامج الثقافية التي تقدمها القنوات الفضائية الجزائرية وهل استطاعت أن تعكس حقيقة ما يحدث في الساحة الثقافية الجزائرية ؟

تجربة الإعلام الخاص والقنوات الخاصة في الجزائر لا تزال تجربة فتية صغيرة على التقييم، وأظن أن البرامج الثقافية في هذه القنوات لا تزال محصورة والاهتمام بالأقسام الثقافية ليس كبيرا، لكن هناك بعض البرامج التي تستحق المشاهدة.

*الكثير من الإعلاميين وبعد الظهور والبروز على القنوات الجزائرية يتجهون إلى قنوات عربية وأجنبية، ما رأيك في ذلك وهل تفكر في الأمر؟

أظن أن الفوضى الكبيرة التي تسود في هذه القنوات الخاصة هو ما جعل هؤلاء الإعلاميين يتجهون إلى قنوات عربية أكبر، فسبق وأن قلت أن تجربة الإعلام الخاص، والقنوات الخاصة في الجزائر لا تزال تجربة فتية ومرهونة بالإشهار فاصطبغت بصبغة تجارية، ليصبح الإعلامي في هذه القنوات محصور الأحلام ومكبل بالخط الافتتاحي للقناة.

*ما رأيك في الصفحات الثقافية للجرائد الجزائرية، وهل ترى أنها تحظى بالاهتمام الكافي ؟
بكل صراحة الأقسام الثقافية في كل وسائل الإعلام الجزائرية هي أقل قسم يحظى بالاهتمام، للأسف رغم أن أفضل الصحفيين في الجزائر هم صحفيون في الأقسام الثقافية، إذ يظن أصحاب وسائل الإعلام أن الجمهور الجزائري لا يهتم بالثقافة، لكن في الحقيقة عدم الإهتمام بها في الإعلام هو ما خلق فجوة بين الجمهور والثقافة.

*كنت تشتغل في قناة الأطلس وتم غلقها، هل أثر فيك الأمر وكيف تعاملت مع الموقف ؟
طبعا ما حدث مع قناة الأطلس يعكس واقع الإعلام الجزائري وواقع حرية التعبير، إغلاق قناة إعلامية هو جريمة في حق حرية التعبير.
وأنا شخصيا تأسفت جدا خصوصا أني كنت أقدم وأشرف على برنامج رائع كان من أنجح برامج القناة " بانوراما ثقافة "، وأظن أن مثل هذه المواقف هي ما يجعل الإعلاميين الحقيقيين يتجهون إلى منابر تتمتع بحرية تعبير فعلية، وللأسف ما حدث مع قناة الأطلس تكرر مع برنامج "سيستام ديزاد"، واليوم مع برنامج" الجزائرية ويكاند" وفي الحقيقة قمع الإعلام بهذه الطريقة كارثة.

*هل تملك بطاقة الصحفي المحترف الصادرة عن وزارة الاتصال، وما رأيك فيها ؟
بطاقة الصحفي المحترف الصادرة عن وزارة الاتصال خطوة حسنة للصحفي الجزائري، لكن أنا شخصيا لم أتحصل عليها بعد.

*أنت اليوم في قناة دزاير نيوز تقدم النشرة الثقافية وحصة ثقافية، ما هو الفرق بينهما ؟
النشرة الثقافية في قناة دزاير نيوز، هي النشرة الثقافية الوحيدة التي استطاعت أن تستمر لوقت طويل (منذ افتتاح القناة)، وأظن أن إصرار كل صحفي في هذا القسم على الاهتمام بالثقافة وإيمانه بهذا المبدأ هو سر النجاح والاستمرارية، أما برنامج "وجوه ثقافية" هو برنامج حواري يستضيف أبرز الوجوه الثقافية الجزائرية والعربية في كل مجالات الإبداع.