الخبراء يبرزون أهمية اللقاء التشاوري للقادة الثلاثة    وزير العدل يدشن مقر مجلس القضاء الجديد بتبسة    وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية    وزير الإشارة العمومية يعطي إشارة الانطلاق: الشروع في توسعة ميناء عنابة و رصيف لتصدير الفوسفات    فيما وضع حجز الأساس لإنجاز أخرى: وزير الطاقة يدشن مشاريع ببسكرة    وزير الخارجية أحمد عطاف يصرح: الوضع المأساوي في غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر    جامايكا تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية    وزير الداخلية يكشف: تخصيص أزيد من 130 مليار دينار لتهيئة المناطق الصناعية    المستشفى الجامعي بقسنطينة: الشروع في تركيب مسرع نووي جديد لعلاج مرضى السرطان    شملت الإنارة والتهيئة وإصلاح الطرق    البروفيسور نصر الدين لعياضي يؤكد من جامعة صالح بوبنيدر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    غزّة تحت القصف دائماً    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    هوية رقمية للجزائريين    اجتماع حول استراتيجية المركز الوطني للسجل التجاري    الفريق أول السعيد شنقريحة من الناحية العسكرية الثالثة    الاستخدام العشوائي للنباتات الطبية.. عواقب وخيمة    لعقاب ينهي مهام مديرين    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    اختتام ملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر بإسطنبول    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    فلاحة: السيد شرفة يبحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    قسنطينة: السيد عون يدشن مصنعا لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    وهران: إيفاد لجنة من وزارة التربية الوطنية للنظر في أسباب سقوط سقف لقسم بمدرسة ابتدائية    تكتل ثلاثي لاستقرار المنطقة ورفاه شعوبها    الجامعة العربية تجتمع لبحث تداعيات استمرار جرائم الاحتلال    تقرير دولي يفضح ادعاءات الكيان الصهيوني حول "الأونروا"    وزارة الشؤون الخارجية توضح    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    محطة تضمن 50 رحلة طويلة يوميا ومؤسسة حضرية هامة    لا تزال الأزمة تصنع الحدث في الساحة الرياضية: بيان رسمي .. اتحاد العاصمة يعلّق على عدم إجراء مباراته أمام نهضة بركان    لا مفر من الرحيل عن ليل: بعد إهانة ليل.. صديق آدم وناس يكشف "المؤامرة "الفرنسية    العماني: مواقف الجزائر مشرفة في المحافل الدولية    الحاجة الاقتصادية والاجتماعية لضبط عروض التكوين في الدكتوراه    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    90 بالمائة من الأبناء يفشلون لعدم الاهتمام بمواهبهم    ماندريا يُعلّق على موسمه مع كون ويعترف بتراجع مستواه    دعم الإبداع والابتكار في بيئة ريادة الأعمال    قصف ومجازر وسط القطاع واقتحامات للمسجد الأقصى    المنتخب الوطني يتعادل أمام نظيره التونسي    إشادة ألمانية بأول تجربة لشايبي في "البوندسليغا"    تمنطيط حاضرة للعلم والأعلام    الوقاية خير من العلاج ومخططات تسيير في القريب العاجل    رجل الإصلاح وأيقونة الأدب المحلي    بلومي هداف مجددا في الدوري البرتغالي    معالجة 245 قضية إجرامية    سقوط عامل من الطابق السادس لعمارة    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على الإعلاميين الجزائريين في المهجر أن يتحدوا خدمة لوطنهم
نشر في الحوار يوم 29 - 02 - 2016

تحدثت سيدة الإعلام الرياضي ليلى سماتي في حديث مع "الحوار" على هامش زيارتها للجريدة عن واقع الإعلام في الجزائر متأسفة على مستوى التلفزيون العمومي الحالي، وكشفت ابنة عين الفوارة عن حبها ومناصرتها لوفاق سطيف معلقة على أداء المنتخب الوطني، داعية إلى منح الفرص للاعبين المحليين، وتفاصيل أخرى عن ليلى الإنسانة تقرؤونها في الحوار التالي.
حاورتها: هجيرة بن سالم
من التلفزيون العمومي إلى الجزيرة الإخبارية إلى الجزيرة الرياضية إلى "بي ان سبور" مشوار إعلامي حافل، لو تعطينا لمحة عن تجربتك الإعلامية خاصة لأبناء الجيل الجديد ممن لا يعرف الإعلامية ليلى سماتي تمام المعرفة؟
كانت رحلة طويلة فعلا، وبدايتي كانت وأنا في سن 19 سنة من التلفزيون الجزائري سنة 1990. ليلى سماتي باختصار هي الرياضة والإعلام الرياضي، إذ كنت شغوفة بالرياضة منذ الخامسة من عمري، حيث شجعني والدي رحمه الله وفي مختلف مراحل حياتي، كما أنني أعتبر التلفزيون الجزائري بمثابة حجر الأساس لمسيرتي، فقد تعلمت منه الكثير على مدار ست سنوات إلى غاية الاتصال بي سنة 1995 من الإعلامي الكبير سعد الرميحي، لأغادر الجزائر في أكتوبر 1996 ولأفتتح الجزيرة الإخبارية في 16 نوفمبر من نفس السنة.
بدايتك بالتلفزيون الجزائري كانت بعد تحفظ رئيس القسم الرياضي آنذاك بن يوسف وعدية بضم صحفية لطاقمه الرجالي، كيف كانت ردة فعلك؟
رغم أنني كنت متفوقة في دراستي وبعدها في مستوى طرحي للمذكرة، كان هناك نوع من التحفظ عن انضمامي لطاقم القسم الرياضي بسبب مرور بعض التجارب النسائية التي سبقتني ولم ترتق للمستوى المرجو، والذي كان ينتظر منها ولم تستطع اختراق ذلك الحاجز، لكن بالرغم من صغر سني كنت أتحلى بإرادة قوية إضافة إلى إيمان مراد شبين بموهبتي، والذي له الفضل الكبير في توظيفي بالتلفزيون العمومي في عصر يحسدني عليه الجميع تحت إدارة عبدو بوزيان رحمه الله، والتشجيع الذي وجدته من طرف كل من الأسماء اللامعة عمار بخوش ورابح خوذري وكمال علواني والزميلة زهية بن عروس، وغيرهم ممن لن أنسى فضلهم علي في مشواري الإعلامي.

في ظل ضم طاقم القسم الرياضي لعناصر رجالية، كيف جاء اختيارك لهذا المجال؟
كانت هناك عناصر نسوية على غرار الزميلة حورية وزاعي لكنها تحولت فيما بعد إلى قسم الشؤون الاجتماعية والتي أوجه لها تحية خالصة من هذا المنبر لأنني أعتبرها من بين إعلاميات الدرجة الأولى، إضافة إلى بطلة الجيدو الإعلامية زهرة مشتي، وتختلف الخيارات من شخص لآخر، إذ كل شخص مقتنع بما سيقدمه في مجال ما، وبما أنني كنت رياضية من قبل حيث مارست عدة رياضات ككرة الطائرة والسباحة والغوص وهذا ما زادني حبا لهذه المهنة وبالأخص المجال الرياضي، حيث أصبح زملائي يضربون بي المثل حين كنت أقضي ساعات طويلة بقاعات التحرير، ومنذ بداية مشواري وأنا أعمل من الميدان ما مكنني من زيارة كل ولايات الوطن، كما عرفت بصوتي وبالتقارير والريبورتاجات التي كنت أعدها، لذا لم أعرف بتقديم برنامج معين.
بعد عرض سعد الرميحي عليك الإنضمام إلى قناة الجزيرة، هل ساهمت الأوضاع الأمنية المتأزمة في تلك الفترة إلى حد ما في قبول العرض؟
كان سعد الرميحي يتابع تعليقي على مباريات كرة الطائرة ورياضات أخرى ويقوم بتسجيلي، تريثت في بداية الأمر لأن تحدياتي كانت كبيرة في التلفزيون العمومي سنة 1995، حيث كانت هناك الألعاب الأولمبية أطلنطا 1996 وبطولة إفريقيا لكرة الطائرة، أما فيما يخص السبب الأمني فقد كنت مقتنعة بأن الأعمار بيد الله ولا أخفي أنني كنت خائفة خاصة أن عائلتي كانت جد حريصة علي خاصة أثناء تأخري بالعمل كما زادت حدة مخاوفهم بعد اغتيال الزملاء رحمهم الله كإسماعيل يفصح ورشيدة حمادي وأختها وحسن عودة، ولازلت أتألم كثيرا حين أتذكر تلك اللحظات لكن لم يكن السبب المباشر لهجرتي بل الأمر عائد لطموحي الكبير.

قناة الجزيرة تضم أسماء إعلامية جزائرية كثيرة، هل هذا دليل على كفاءة المدرسة الجزائرية؟
كنت أول إعلامية جزائرية بقناة الجزيرة الإخبارية رغم صغر سني الذي لم يتجاوز ال25 سنة، حيث كنت بين عمالقة "البي بي سي" العربية كسامي حداد وفيصل القاسم وجمال ريان والدكتورة إلهام البدر التي تعد أول قطرية تظهر على شاشة الجزيرة، بعد حوالي سنتين تلاحق الوصول من الجزائر على سبيل المثال الزميلة خيرة سعدي والتي غادرت بعد سنوات، ثم تلتها خديجة بن قنة وآخرون. وحسب رأيي، فالنخبة الموجودة بقناة الجزيرة أعتبرها صفوة الإعلام وهذا دليل كافي على كفاءة المدرسة الجزائرية، التي تؤكد أن الجزائر قادرة على إخراج مثل هذه الكوادر على جميع الأصعدة وتقديمها في أحسن صورة، ولهذا فالفضل يعود لتكويني بالجزائر بعد الله سبحانه وتعالى.
الكثير يرى أن المدرسة الجزائرية تراجعت وتراجع معها مستوى الإعلام، ما رأيك؟
التراجع ليس في المدرسة الجزائرية بل في التأطير والتكوين، وهذا ما لاحظته خلال الدورة التدريبية التي نظمتها "ميديا ديزاد"، والتي أتوجه لها بجزيل الشكر على مبادرة التدريب الإعلامي، والتي تكاد تنعدم في كل الدول، فهذه الثقافة تساهم في صقل المواهب وتوجيهها نحو الاتجاه المطلوب، خاصة أن الإعلام بشتى أنواعه في تطور مستمر وبالتالي تراجع مستوى الإعلاميين راجع إلى عدم المتابعة وإخضاعهم للتكوين، لذا لا يجب أن نربطه بالمعاهد والجامعات لأن المتخرجين منها بحاجة أكثر للمزيد من التشجيع خاصة على مستوى الإعلام المرئي، ولهذا أعتقد أنه من حظي أنني تلقيت ذلك التأطير والمتابعة في العصر الذهبي من طرف أسماء تتقلد مناصب مهمة في الوقت الراهن.
من المؤكد أن عراقيل عدة صادفتك خاصة في بداياتك الأولى، كيف واصلت ليلى مشوارها أمام تلك التحديات؟
التأقلم في البداية كان أمر صعب لأن قطر 1996 ليست بقطر 2016، لكن بكل صراحة لا أعتبر نفسي مهاجرة لأنني لم أشعر بالغربة في ذلك البلد خاصة بعد التحاق عائلتي بي، وكانت أهدافي وطموحاتي وشغفي بإثبات أن المرأة قادرة على أن تكون إعلامية رياضية ناجحة بامتياز، وخبرة 6 سنوات في التلفزيون العمومي إضافة الى اجتياز عدة دورات تدريبية حول التقديم التلفزيوني بدول مختلفة ساهم في صقل موهبتي وجاهزيتي للانطلاقة الحسنة بقناة الجزيرة رغم أن الخط يختلف بين القناتين، وما ساعدني أيضا على المواصلة هو التحدي الذي رسمته في طريقي بإقناع كل من أعتقد أنني لن أحقق شيئا في هذا المجال، وبعد مرور هذه السنوات حققت ما أعتز به.

على ذكر التلفزيون العمومي وبحكم تجربتك به والتي دامت ست سنوات، ما تقييمك لوضعه الراهن؟
أعتقد أنه بعد تعدد القنوات الخاصة سيعرف الإعلام الجزائري منعرجا حسنا في تاريخه خاصة بالنسبة للإعلام المرئي وفي ظل وجود تنوع في البرامج التي نحن في حاجة لمشاهدتها سواء في الداخل أو الخارج، وأريد أن أعرج على جريدة "الحوار"، وعلى هامش هذه الزيارة، أهنيء مدير الجريدة الزميل القدير محمد يعقوبي والذي حقق قفزة نوعية لهذه الجريدة الفتية في ظرف قياسي لم تحققها في عقود بعض الجرائد، وذلك من خلال الإلقاء بخبرته المشرفة وانتقائه لطاقم الجريدة على معايير مهنية بعيدا عن المحسوبية والخصوصية، كما أتوقع لها الأفضل في المستقبل القريب. أما فيما يخص التلفزيون العمومي، فأنا أتأسف على حاله، لأن الجزائر أكبر من أن يكون هذا الأخير بهذا المستوى، وأؤكد أن بإمكانه تقديم الأفضل، ففي فترة صعبة شهدتها البلاد كنا سباقين لتقديم برامج حوارية وربورتاجات توازي ما تقدمه القنوات الفرنسية حاليا،ورغم الهجرة الكبيرة للإعلاميين لكن هناك طاقات شبانية قادرة على تقديم الأفضل وهذا ما لاحظته في الدورة التدريبية التي أشرفت على تقديمها عن طريق "ميديا ديزاد"، لكن للأسف لا يوجد من يأخذ بهذه المواهب وصقلها، كما أعتقد أن من أسباب هذا التراجع هو التغيير في معايير التوظيف وانتقاء الإعلاميين بات يقتصر على أسس لامهنية.
الجميع يشهد بنجاح الإعلامية ليلى سماتي، فما سر هذا التألق خاصة أمام صعوبة الإعلام الرياضي على المرأة؟
الإعلام ككل صعب على المرأة لكن المجال الرياضي أصعب، وكما سبق وذكرت سبقتني زميلات في هذا المجال بالتلفزيون العمومي لكن لم يظهرن بالمستوى المطلوب، لأن هذا المجال كان محسوبا على الرجال فقط وبالتالي لم تكن لهن الإرادة الكافية لكسر ذلك الحاجز وإثبات ذواتهن. قناعتي أن الإخلاص والوفاء في العمل هو سر النجاح والتألق وهذا يجعلني أقرأ وأتابع كل الأخبار المتعلقة بالرياضة، كما أحاول دائما التعلم من تجاربي السابقة دون أن أنسى فضل وتشجيع الكثير من الأساتذة في الإعلام الرياضي من بينهم ادريس دقيق وبن يوسف وعدية ومحمد مرزوقي ومراد بوطاجين وعبد القادر شنيوني والأستاذ صلاح رحمه الله، آمنت بمقولة وأعتذر من القراء على ذكرها "لا أصل إلا إذا أكلت التراب"، فقد عملت ليلا نهار وكنت أقوم بتغطية كل الرياضات دون أن أعيب واحدة على أخرى أو أنتقص من أهمية موضوع على حساب آخر، إضافة إلى التربية التي تلقيتها من العائلة التي تعلمت منها الكثير وساهمت في استمراري وتقدمي، ورغم أن رحلتي تتجاوز الربع قرن لا تزال هناك عراقيل تقف في وجهي لأن النجاح له أعداء، لكن بمرور السنين تصبح الآليات لمواجهتها سهلة.
من تعتبرها ليلى سماتي ناجحة في هذا المجال؟
هناك أسماء كثيرة من بينها البحرينية ندى الشيباني أول إعلامية تلج هذا المجال، إضافة إلى شيماء الحمادي من سلطنة عمان وأخريات، وفي الجزائر تخونني الذاكرة، لكن الأسماء موجودة على غرار وسيلة بعطيش، لكن تبقى البصمة غائبة، فأي إعلامي لابد أن تكون له بصمته الخاصة، فعلى سبيل المثال الزميلة زهية بن عروس يتذكرها الجميع إلى غاية اليوم، لأنها تركت بصمتها في الإعلام الجزائري.
من الحديث عن الإعلامية ليلى سماتي ننتقل للحديث عن الرياضية سماتي، كيف هي علاقتك بالرياضة؟
مارست فيما مضى ألعاب القوى ثم انتقلت إلى كرة اليد إلى غاية اكتشافي من قبل مدربي الذي قام بتحويلي إلى كرة الطائرة كصانعة ألعاب، لازلت أمارس الرياضة كالسباحة التي أفضلها بعد كرة الطائرة، إضافة إلى الغوص.
المجتمع الجزائري معروف عليه أنه يتابع مباريات كرة القدم بشكل رهيب خاصة مباريات المنتخب الوطني، ما تقييمك لمستوى المنتخب؟
الجزائر بلد رياضة، وبكل صراحة شرفنا في المناسبات كمنتخب عربي وحيد، لكن نستطيع أن نقدم أكثر في ظل الإمكانيات التي سخرتها السلطات لهذه الرياضة ولهذا المنتخب، وعتابي على إهمال اللاعبين المحليين في المنتخب الوطني الذي يحتاج لاعبوه إلى تطبيق الاحتراف الفعلي بعيدا عن التفكير في الماديات، وهذا ينطبق على مختلف الرياضات، فكرة الطائرة وكرة اليد على سبيل المثال لا الحصر مستواها ضعيف جدا وهي التي كنا نقتدى بها، وهنا أتساءل لماذا نعيش على التاريخ؟؟، وكانت كرة الطائرة النسائية المنتخب العربي الوحيد الذي شرف العربيات المسلمات في بكين سنة 2008 في الألعاب الأولمبية وفي لندن 2012 لكنها أقصيت اليوم من الذهاب إلى ريو دي جانيرو، وحسب تحليلي هذا راجع لوجود خلل في التخطيط العام على المدى البعيد رغم توفر الكوادر الرياضية وأفضل المدارس على الصعيد الإفريقي والعربي وعلى أعلى مستوى، لهذا لابد من تسخير الإمكانيات لهم للعمل وللتنسيق بين المدارس على جميع المستويات وعودة الرياضة المدرسية، لا أملك الحق لانتقاد أي كان لكن غيرتي على بلدي هي التي دفعتني للبكاء وأنا أعلق على المنتخب الوطني لكرة الطائرة، وبالتالي لا أطالب بتحقيق الفوز والظفر بالميداليات لكن يجب تمثيل الجزائر أحسن تمثيل في ظل توفر كل من الثروة الشبانية والإمكانيات المادية.
عتابك على إهمال اللاعبين المحترفين في المنتخب الوطني يدل على وجود بعض الأسماء التي تجدينها جديرة باللعب في أوساط المنتخب، هل هذا صحيح؟
صحيح، أدعو إلى منح الفرص بالتوازي بين اللاعبين المحترفين والمحليين، وعدم إهمال اللاعب المحلي لأنه في النهاية يطمح أيضا للعب في المنتخب الوطني حتى وإن كانت فيه بعض النقائص التي يمكن معالجتها ومتابعتها من طرف اتحادية كرة القدم، لابد من الاتحاد كحلقات الألعاب الأولمبية والتخلص من هذا الشرخ الذي يؤثر على أداء المنتخب، بخصوص الأسماء لا تحضرني الذاكرة لكن لدى مشاهدتي لمباريات كأس الجزائر الأخيرة أعجبت بأداء اللاعب الوهراني الذي كان ضمن فريق وفاق سطيف بن عطوة.
على ذكر فريق وفاق سطيف، ألا زالت ليلى مناصرة لهذا الفريق؟
أكيد، أحب هذا الفريق لأنه شرفنا في كثير من المناسبات، وبالنسبة لي سطيف تعني الإبداع، كما أشجع بقية الأندية، كما أنني مناصرة للريال والمنتخب البرازيلي.
تعرفنا إلى الإعلامية والرياضية ليلى سماتي، لو تحدثينا عن ليلى الإنسانة؟
أحب المطالعة كثيرا والاحتكاك بمختلف الثقافات والحضارات والأديان، كما أعشق المغامرة والتحدي، وافتخر بعروبتي وإسلامي الذي أكرم المرأة، طموحة ولست ممن تعتبر الرجل حاجزا في طريق المرأة على العكس فهو إلى جانبها ويدعمها والثورة الجزائرية خير دليل على ذلك، أتعلم من تجاربي كثيرا وربما الشيء الوحيد الذي لم أتعلمه هو أن أكون شريرة، ولا يقف اليأس في طريقي رغم أن بعض العراقيل تتغلب علي للحظات، لكن في كل مرة أتخذ منها نقطة انطلاقة وهذه نقطة قوتي، حيث أحاول أن أخفي دائما مواجعي ولا أظهرها.
بالعودة إلى حادث المرور الذي تعرضت له في أواخر التسعينات، كيف عايشت تلك الفترة وإلى أي مدى أثرت على مسارك المهني؟
عايشت في حياتي فترتان أثرتا علي بشكل كبير ولا يمكنني نسيانهما، فترة وفاة والدي رحمه الله في مارس2001 حيث رافقته طيلة لحظاته الأخيرة، تعلمت منه الكثير من قراءة القرآن وممارسة الرياضة وورثت عنه جملة من القيم والمبادئ، فقد كانت صدمة كبيرة، أما الحادث فهو نصيب من الله تعالى، وقد كان صعبا لأنه أثر على مساري المهني حيث بقيت لمدة عشرة أيام بالإنعاش وأكثر من ثلاث أشهر بالمستشفى بفرنسا حين تكفلت قطر بعلاجي رغم الاتصالات من الجزائر. أتذكر أن الحلم الوحيد الذي كان يراودني هو تقديمي لبرنامج رياضي خاصة بعد أن أعلمني البروفيسور قبل إجراء العملية أن نسبة نجاحها لا يتجاوز 5 بالمائة، ولكن إيماني بالله كان قويا والحمد والشكر له.
لو رجع الزمن للوراء، هل ستختار ليلى نفس الطريق الذي سلكته؟
بكل صراحة كثيرا ما أقول مع نفسي يا ليتني لم أختر هذا الطريق لأنه طريق صعب جدا واستسهلته الكثيرات، لكن في الوقت نفسه حين أشاهد إعلاميات يسرن في هذا الطريق ويردن أن يثبتن أنفسهن أعتز بالمستوى الذي وصلت إليه، وافتخر بكوني الجزائرية التي أصبحت القدوة لكل جزائري، رغم كل تضحياتي خاصة على مستوى حياتي الخاصة، لكنه يبقى اختيار وتجربة من حياتنا ورغم كل العراقيل نستمر فيها.
لو تطلعينا على أبرز المشاكل التي لا زالت تؤرق الإعلاميين بالخارج، وهل تقوم السفارة الجزائرية بقطر بمجهودات للتكفل بالجالية الجزائرية؟
ما ينقص الإعلاميين الجزائريين بالخارج هو الاتحاد فيما بينهم، فلا بد من التخلص من النرجسية والمبادرات الشخصية، فكثيرا ما أشعر بغيرة شديدة حين أشاهد الإعلاميين بتونس والمغرب ولبنان واتحادهم في إنشاء صحف أو تنظيم منتديات وغيرها من الأعمال الإعلامية، خاصة أن السفير الحالي إعلامي يقوم بمبادرات عدة وكذلك الذي سبقه، إذ يحرص على جمع كل الإعلاميين الجزائريين في السفارة خاصة في المناسبات الثورية أو زيارة وفود وزارية.
الكثير من الإعلاميين يغيرون مواقفهم السياسية بعد هجرتهم، ما تعليقك على هذا الأمر؟
حضور أي مناسبة تمثل الجزائر لا يجب أن يرتبط أو يكون بشرط الإنتماء لجهة معينة أو تيار أو معتقد ما، ويبقى الاختلاف في الرأي أمر طبيعي لابد من احترامه، وأتأسف جدا لما يفعله البعض من الإعلاميين حين ينشرون الغسيل ويشهرون بأرائهم المخالفة لجهات معينة في دول أجنبية، وهم بذلك يشوهون صورتهم بدل من فرض احترام الغير لهم .
بعد هذا المشوار الحافل والمتألق، ماهي طموحات ومشاريع ليلى المستقبلية؟
أجتهد على إصدار كتاب يتناول رحلتي في الإعلام بكل ما مررت به من عراقيل وعوائق صادفتني بشهادات شخصيات عالمية كبيرة، كما أتمنى خاصة بعد المبادرة الرائعة "لميديا ديزاد" أن أقدم شيئا للجزائر وللشباب الإعلامي المميز الذي يحتاج لأن يؤخذ بيده، لأنه إلى غاية اليوم لم يتقدم أي مسؤول من قبل لي بعرض خدماتي سواء من خلال محاضرات أو منتديات أو دورات تدريبية باستثناء هذه التجربة التي حظيت فيها بشرف تدريب مواهب مميزة ب"ميديا ديزاد" .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.