وصف الكاتب والباحث اليامين بن تومي السرد في رواية "الأمير" لواسيني الأعرج بالمغشوش وبالخطاب المدجن، وذلك من خلال كتاب "بعنوان "إدوارد سعيد.. الهجنة، السرد والثقافة" من تأليف مجموعة من الباحثين والأكاديميين الجزائريين. أوضح الباحث اليمين بن تومي خلال ورقته البحثية التي قدمها في الطبعة الجديدة لكتاب "إدوارد سعيد.. الهجنة، السرد والثقافة" الصادرة عن منشورات القرن في الجزائر أنّ استلاب رواية "الأمير" لواسيني الأعرج جعلها تشوّه صورة الأمير الذي تُمثّله شخصية الأمير عبد القادر بن محيي الدين التي من أهمّ ميزاتها التصوُّف والتقوى والورع حسب ما ذكرته صحيفة "عمان". ويطرح الدكتور اسماعيل مهنانة في هذا الكتاب رفقة نخبة من الباحثين الجزائريين وغير الجزائريين الذين ساهموا في انجاز العمل عبد الله ابراهيم وبشير ربوح ولونيس بن علي واسماعيل مهنانة وعمر بوجليدية وسامية بن عكوش ولطفي حجلاوي وسليم حيولة واليامين بن تومي، فكرة الهجنة والفتوحات النظرية لفلسفات ما بعد الحداثة، التي شكلت فكر سعيد متكئا على الأدوات النقدية لادوارد بدل الاعتماد على الأطروحات الجاهزة، فيما يكشف الباحث والناقد الجزائري لونيس بن علي ملامح إشكالية الهوية ونقد الخطاب الاستعماري في مشروع ادوارد سعيد، بينما يشتغل المفكر العراقي عبدالله ابراهيم في هذا الكتاب على تفكيك السرد والتمثيل في تشكيل خطاب الهوية. ويستعير الدكتور مهنانة الأدوات النقدية التي اعتمدها سعيد داعيا الى الحذر الشديد إزاء كل نظرية تبشيرية، معتمدا على ما يسميه المسافة النقدية التي على الفكر أن يقيسها بدقة بينه وبين موجات المنهجية، ودرس التريث إزاء الحماسات الشوفينية، والفورات القومية، والوطنية والعاطفية. ويعالج الكتاب على مدار 253 صفحة من الحجم العادي تيمات متعددة تقارب مشروع ادوارد سعيد، الفكري مؤكدا أن القاريء العربي في هذه اللحظة الحرجة في أمس الحاجة إلى الوضوح النقدي الذي اتسم به مشروعه، في ظل العودة الطاغية لقضايا الهوية إلى مركز اللعبة السياسية والثقافة، وإلى بدائية القوميات الدينية والطائفية، التي أنتجها إفلاس الدولة القومية الحديثة في العالم العربي والاسلامي. ح.ح