يشهد حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" في الأيام الأخيرة نزيفا حادا في صفوف تشكيلته السياسية بعد استقالة رئيس الكتلة البرلمانية محمد عبازي من الحزب واستقالة أكثر من 39 منتخبا محليا بولاية النعامة لتضاف إليها استقالة جماعية لمناضلين جدد عن ولاية سوق أهراس. قدم، أمس، أعضاء الهيئة التنسيقية ورؤساء المكاتب البلدية ومجموعة من مناضلي القاعدة لحزب "تاج" لمكتب بلدية سدراتة والمكتب البلدي عين سلطان بولاية سوق أهراس والتي عرف مكتبها الولائي أيضا مؤخرا استقالة جماعية والتي قرأها حينها جوامع صالح أحد الأعضاء المؤسسين للحزب وعضو مجلس الأمة السابق عن ولاية سوق أهراس رئيس المكتب الولائي لهذه التشكيلة السياسية، وأفاد، أمس، نص الاستقالة الذي تلقت "الحوار" نسخة منه أن "هذه الاستقالة تأتي لعدة أسباب مختلفة منها سياسة التهميش والإقصاء المتعمد من قبل رئيس الحزب عمار غول وانفراده في القرارات واستقطاب أسماء جديدة دخلت الحزب من أصحاب المصالح الضيقة و "الانتهازيين" – حسبها – إلى جانب تفكك الهياكل جراء التسيير الأحادي وانحراف الحزب عن النهج الديموقراطي وكل الأهداف التي أسس من أجلها نتيجة التسلط والديكتاتورية الممنهجة من قبل عمار غول الذي يبدو حسب المناضلين أنه فقد كل الأوعية الانتخابية بعد الاستقالات التي جعلت من الحزب ينضم إلى بقية الأحزاب الصغيرة التي ليس لها أي فعل سياسي في الحياة السياسية وممارسة اللعبة الديموقراطية". وأشار المستقيلون أنهم سيقومون بالحفاظ على الهياكل للعمل تحت غطاء سياسي جديد مع العمل على دراسة احتمال الانضمام إلى أي تشكيلة سياسية أخرى في حال وجود أي عرض متاح، مؤكدين بالمقابل أن "هذه التشكيلية السياسية خرجت عن الأطر الحزبية وأدخلت تاج في صراعات سياسية لا تخدم الصالح العام، معتبرين أن "تجمع أمل الجزائر "تاج" لا يزال يعرف نزيفا حزبيا حادا عبر عدة ولايات خاصة بعدما حدث في ولاية النعامة، حيث أقدم 39 منتخبا محليا على تقديم استقالتهم الجماعية بصفة رسمية من حزب تاج بالنعامة عبر عدد من البلديات وهذا بعدما اتفق هؤلاء خلال الاجتماع الأخير للمكتب الموسع الذي ضم كل المناضلين تحت إشراف النائب الحاج الطيب قنيبر عضو المكتب السياسي والسناتور بمجلس الأمة حيث عبروا عن سياسة الإقصاء المتبعة من قبل القيادة الوطنية وتفكك الهياكل جراء التسيير الأحادي، إضافة إلى ما اعتبروه انحراف الحزب عن المبادئ السياسية التي أسس من أجلها وهي الديمقراطية، الشمولية، التسامح حيث أضحى تاج لا يساير طموحات المناضلين وآفاقهم تحسبا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، ليسارع على إثرها المكتب الولائي لولاية النعامة لحزب تجمع أمل الجزائر لدحض هذه الأخبار والرد على بعض الإطارات التي استقالت من الحزب بعد اتهام رئيسها بالخروج عن القانون الداخلي لحزب "التاج" وتغييب الديمقراطية في النشاط السياسي، حيث أكد بأن "هياكل ومؤسسات ومناضلي الحزب بالولاية متماسكة ومنسجمة وماضية قدما للاستعداد الكامل والتحضير الجيد لخوض المرحلة القادمة بكل قوة وفي مقدمتها الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والمحلية المقبلة". ويرى المتتبعون للشأن السياسي أن "حمى الاستقالات في حزب تاج ليست وليدة اليوم فقط بل منذ أن تأسس شهد عدة هزات ارتدادية وذلك من خلال الاستقالات الجماعية للعديد من المؤسسين وأعضاء المكاتب الولائية على المستوى الوطني كان آخرها استقالة رئيس المجموعة البرلمانية كمال عبازي الذي اتهم غول باستعمال الحزب لمآرب سياسية شخصية بعدما أكد أن "حزب "تاج" قد وقع في فخ الاستبداد بالفكر وبالقرار وخرج عن نطاق العمل الديمقراطي والمؤسساتي، ليتحول إلى حلبة لصراع الزمر والأشخاص، وفريسة للولاءات ومجموعات الضغط والمصالح". مناس جمال