عرض صبيحة اليوم، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالجزائر العاصمة فيلم "لم نكن ابطال" الذي انتج في اطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، لكن تأخر عرضه لحوالي خمس سنوات بسبب عراقيل واجهها طاقم العمل، حسبما كشف عنه المخرج نصر الدين قنيفي. العمل الذي انتجته الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع مركز السينما، لم يكن وفيا لكتاب المجاهد عبد الحميد بن زين "المعتقل" والذي ألفه خلال فترة سجنه في "مران"، باعتراف من المخرج نصر الدين قنيفي الذي برر موقفه بأن للسينما خصوصية فرضت عليه ان لا يكون وفيا للنص الاصلي. وعبر ساعة وأربعين دقيقة، يتناول فيلم "لم نكن أبطال" حياة المجاهد "احمد بن زين" والذي جسد دوره الممثل احمد رزاق، حيث يستعرض تفاصيل يوميات المجاهد في معتقل "مران" رفقة مجموعة من المساجين والذين بلغ عددهم عام 1961حسبما اشار إليه الفيلم الى اكثر من 700 معتقل. ويحاول الفيلم اظهار الدور الذي لعبه احمد بن زين وكيف استطاع التصدي للإدارة الفرنسية بفضل ذكائه ودهائه، خاصة عندما نجح في ايصال الوضعية التي يعيشها السجناء عن طريق الرسائل التي كان يبعث بها لأهله والتي توجت فيما بعد بكتاب "المعتقل" الذي اثار الرأي العالمي. ورغم ان كل احداث الفيلم تمت في مكان واحد، إلا ان مخرج العمل سلط الضوء على بعض الاحداث الرئيسية التي وقعت خلال 61 من بينها مفاوضات ايفيان الاولى. هذا وتفادى المخرج الخوض في ايديولوجية احمد بن زين، واكتفى بسرد يومياته رفقة اصدقائه في المعتقل، وكيف وقفوا في وجه جنود الاستعمار ورفضوا الخضوع لهم رغم تعمد ادارة المعتقل خرق اتفاقية جونيف الخاصة بالأسرى وممارسة كل انواع التعذيب من اجل ان يعترفوا بأن الجزائر فرنسية، وهو الامر الذي أوقعه في انتقادات كبيرة بعد العرض المخصص للصحافة، خاصة ما تعلق بالجنرالات الفرنسيين الذين ظهروا وكأنهم كانوا الى جانب الثورة الجزائرية، واكتفى بتجريم اللفيف الاجنبي. لكن قنيفي رافع لصالح عمله ورد بالقول "هذه هي الحقيقة ولم نختلق الاكاذيب، اما عن احترام النص الاصلي فلم نلتزم به، وهذا وفقا لما يفرضه العمل السينمائي"، مضيفا "احمد بن زين" كان يؤمن بالعمل الجماع والبطولة الجماعي، وهذا ما يترجم ما قمنا به خلال الفيلم بتسليط الضوء على عدد من الممثلين وليس عليه فقط". وعن تأخر انجاز الفيلم الذي يندرج ضمن قائمة الاعمال التي أنتجت في اطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، قال قنيفي "هذا التأخير كان بسبب التمويل، حيث تحصلنا في بادىء الامر على نصف الميزانية، لكن الشطر الثاني منها تأخر طويل، كما تعرضنا لعراقيل كثيرة لا يسعني المقام لذكرها". وأشار المخرج الى ان معالجة الصوت والصورة تمت في استوديو الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الذي يشرف عليه المخرج بلقاسم حجاج، والذي يعد اول استوديو في الجزائر يهتم بالجانب التقني. حنان حملاوي