قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن فرنسا مصممة على عدم السماح لتنظيم ما يسمى بالقاعدة الإرهابي ب''إقامة معقل له'' في الدول الإفريقية. وقال الرئيس الفرنسي في خطاب أمام مؤتمر السفراء في قصر الإليزيه مساء الأربعاء المنصرم ''سنعلن التعبئة لدعم إفريقيا في مواجهة التهديد المتنامي للقاعدة سواء في الساحل أو الصومال''. وأضاف ''أن ما حصل في الأشهر الأخيرة وخصوصا في مالي والنيجر وموريتانيا يشكل إشارة واضحة جدا أن فرنسا لن تسمح للقاعدة بإقامة معقل لها على أبوابنا في إفريقيا وهنا أيضا ينبغي أن تصل الرسالة''. وتبنى ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الاعتداء الانتحاري في الثامن من أوت ضد السفارة الفرنسية في نواقشوط والذي انتهى بمقتل الانتحاري. وقد جرح في الاعتداء دركيان فرنسيان مكلفان بحماية السفارة. ومن ديسمبر إلى جانفي، خطف نفس التنظيم ستة غربيين في النيجر ومالي، ثم تم الإفراج عنهم جميعا. وفي 2007 قتل أربعة سياح فرنسيين في جنوب موريتانيا في عملية إرهابية، وأن ثلاثة شبان موريتانيين مقربين من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يشتبه في أنهم نفذوا عملية القتل هذه محتجزون حاليا. وتبنى التنظيم أيضا قتل أميركي في 23 جويلية في نواقشوط، وكان أعلن في وقت سابق، في الثالث من جويلية، قتل رهينة بريطاني كان يحتجزه ويبدو أن عملية القتل هذه حصلت في مالي. ويشير محللون ومختصون في الشأن الأمني أن رد فعل فرنسا ''المقلق'' بخصوص خطر الجماعات الإرهابية محاولة لتوظيفه من أجل ''مزاحمة'' واشنطن في حربها على الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي، خصوصا أن دول الساحل بصفة عامة تشهد تحركات في هذا الخصوص من أجل محاربة التنظيمات الإرهابية، كان آخرها الاتفاق الذي حصل بين دول الساحل في اجتماع تمنراست الأخير والذي أفضى إلى محاربة ما يسمى بالقاعدة بإرسال قوات من جيوش دول الجوار إلى الصحراء. فيما ترجح مراجع أخرى أن فرنسا تريد العودة إلى شمال إفريقيا من الباب الواسع تحت غطاء محاربة التنظيمات الإرهابية من أجل فرض قواعد عسكرية في المنطقة بعد أن نجحت في تثبيت قواعد في أطراف القارة السمراء. من جهة أخرى أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى أن بلاده ومصر اللتين تتوليان رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط، بالاتفاق مع الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبى وبالتشاور مع أمريكا، ستقترحان عقد قمة ثانية للاتحاد خلال الخريف المقبل، إذا ما تحقق تقدم فيما يتعلق بتجميد الاستيطان، لكي تواكب استئناف عملية السلام على المسارات الثلاثة. وأعرب ساركوزى عن معارضته لفكرة أن الصراع العربى - الإسرائيلي هو نزاع إقليمي، وإنما هو نزاع دولي يؤثر على العالم كله، وحان الوقت من أجل تسوية هذا الصراع.