ضربت السلطات الأمنية في العاصمة حراسة أمنية مشددة على مقر السفارة المصرية بالجزائر خوفا من تداعيات أحداث المباراة التي أقيمت بين منتخبي البلدين. وقال شهود عيان إن أنصار المنتخب الجزائري كانوا يريدون التوجه إلى مقر السفارة الكائن بحيدرة للاحتجاج على ما وقع في القاهرة من تعرض الجزائريين من المناصرين لمعاملة سيئة في القاهرة غير أن التواجد الكثيف لعناصر الأمن حال دون اقترابهم من مقر السفارة. وكانت الشرطة قد عززت تواجدها بمحيط مقر سفارة مصر منذ الإعلان عن حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري وهو في طريقه إلى مقر إقامته بالفندق بالقاهرة. وموازاة مع ذلك فقد قامت قوات الأمن أمس بغلق شارعي ديدوش وعميروش القلب النابض في العاصمة تحسبا لإنزلاقات يمكن أن تحدث خاصة بعد تحطيم مقر الخطوط الجوية المصرية عن آخره أمس. وقد تم تعميم انتشار مختلف قوات الأمن الوطنية في المدن الكبرى والطرق السريعة وفي مداخل ومخارج العاصمة، إذ مكنت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها مختلف أجهزة الأمن الوطنية من توفير الجو الملائم للمناصرين الجزائريين الذين اتخذوا من وكالات بيع التذاكر أماكن للتجمع بأعداد هائلة. ويعتقد محللون أن تواجدها من أجل توفير إسعافات أولية في حال أي طارئ ممكن لاسيما مع التركيبة الضخمة للمناصرين الجزائريين، انطلاقا من هذه الأيام المشحونة إلى غاية موعد المباراة ونهايتها. إلى ذلك بادرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى تزويد الوحدات الجمهورية للأمن المكلفة بتنظيم حركة المرور ومراقبة كل ما يتصل بالأمن العمومي بأجهزة خاصة سواء في السيارات أو الشاحنات التي تعبر الحواجز الأمنية في الطرق السريعة أو المدن الكبرى. وجاء وضع هذه المعدات التقنية تحت تصرف أعوان الأمن الوطني في سياق سلسلة كبيرة من التدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات العليا في البلاد من أجل ضمان سلامة المنشآت. وبالموازاة مع تعزيز القدرات التقنية لمصالح الأمن في الميدان ، فإن السلطات وضعت إستراتجية مشتركة بين مختلف الأجهزة الأمنية قصد ضمان تنسيق أكبر وتبادل أحسن للمعلومات. هذا وألغى مصريون سفرهم إلى الجزائر أمس خوفا على حياتهم بعد مباراة الفريقين. وصرحت مصادر أمنية في مطار القاهرة بأن مشجعين جزائريين على طائرة مصرية متجهة إلى الجزائر هددوا الركاب المصريين على الرحلة لدى وصولهم إلى الجزائر فألغى أربعة منهم سفرهم، وأضافت المصادر أنه تم إقناع باقي الركاب بالسفر.