القضاء على إرهابي والقبض على عنصري دعم للإرهابيين ببرج باجي مختار    عطاف يواصل المشاركة في الندوة الوزارية إفريقيا-دول شمال أوروبا بكوبنهاغن    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية    أولمبياد باريس 2024 : اللجنة الأولمبية تعين برباري رئيسا للوفد الجزائري في الأولمبياد بباريس    البرلمان العربي: الصحافة العربية لها دور ريادي في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين    اليوم العالمي لحرية الصحافة : وزير الاتصال يترحم على شهداء المهنة    العرباوي في غامبيا للمشاركة في أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    رئيس الجمهورية يبرز أهم مكاسب الاقتصاد الوطني ويجدد تمسكه بالطابع الاجتماعي للدولة    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية, وصول أطفال فلسطينيين جرحى إلى الجزائر    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    موريتانيا: افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    عطاف يشير إلى عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني    رئيس الجمهورية يشرف على إحتفائية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    وزير الاتصال: الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة للقطاع    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    44ألف شهيد في العدوان الصهيوني على غزة    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير المكسيك بالجزائر ل''الحوار ''.. التبادل التجاري سيبلغ ذروته بين بلدينا
نشر في الحوار يوم 15 - 09 - 2008

بعيدا عن المجاملات في لغة الدبلوماسية والبروتوكولات، التي تفرض حساب كل خطوة وكلمة يتفوه بها أي ممثل لدولة معتمدة في دولة أخرى ، وجدنا سفير الولايات المتحدة المكسيكية، وهي التسمية الرسمية للمكسيك، تلك الدولة التي تتجاوز التجارة البينية لها مع أعظم دولة في العالم 500 مليار دولار فقط، وجدناه رجلا جد متواضع ومتطلع لعلاقات أكثر متانة مع الجزائر. أحب فيلم ''معركة الجزائر'' وأعشق بلومي ..
'' الحوار '' كان لها فرصة لقاء سفير دولة المكسيك بالجزائر السيد إدواردو رولدان الذي استقبلنا في مكتبه، زيادة على كشفه عن مشاريع جديدة بين بلاده والجزائر، لاسيما فيما يتعلق بتجاوز الوسطاء التجاريين في استيراد السلع نحو الجزائر. وقد تحدث عن لقاءاته بالوزير شريف رحماني لتطوير السياحة في الجزائر، مشاريع الطاقة، بالإضافة إلى هذا، فقد تحدث عن عديد المواضيع الدولية كالصراع في الشرق الأوسط، والهجرة غير الشرعية، المخدرات، الإرهاب، دعم بلاده للقضية الصحراوية كون المكسيك من أول الدول الداعمة لها، كما تحدث عن دور العرب في المكسيك ودول أمريكا اللاتينية وعلاقته بفيلم معركة الجزائر، ووصلنا معه حتى لرأيه في المسلسلات المكسيكية، وكشفه لتعلقه وتعلق المكسيكيين باللاعب لخضر بلومي الذي شاءت الصدف أن يتوقف قطار المشاركات الجزائرية في مكسيكو وغوادا لاخارا ..
الحوار: منذ العام 1975 لم يزر أي مسؤول مكسيكي الجزائر إلى غاية العام ,2005 برأيكم ماذا حملت هذه الزيارة على الصعيد السياسي من نتائج اليوم؟
السفير رولدان: أولا أود القول في جانب العلاقات السياسية بين الجزائر والمكسيك أنها راسخة وقوية، فهي ترجع للعام ,1955 فقبل الاستقلال كان المكسيك من أهم الدول التي دعمت القضية الجزائرية وحق الجزائر في تقرير مصيرها على مستوى الأمم المتحدة في نيويورك، وبعد اتفاقيات إيفيان واستقلال الجزائر في العام ,1962 كان أول وفد دبلوماسي من العالم يصل الجزائر من المكسيك ممثلا في لجنة برلمانية، وفي العام 1964 جرى تبادل السفراء وإقامة العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي، وجرى توسيع التشاور خصوصا على مستوى المؤسسات الدولية، ولنا اتفاق مع الجزائر على كافة القضايا الدولية . عودة إلي سؤالكم، فحقيقي أن الزيارات الرئاسية كانت قليلة في العقود الماضية، فقد جاء إلى هنا الرئيس السابق '' إكسيفيريا '' والذي استقبل من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين في العام ,1975 وعقدنا الكثير من الاتفاقات، وحتى العام 2005 جاء دور الرئيس المكسيكي ''فوكس'' لكن هذا لم يمنع من زيارات للمكسيك مثل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم، حيث حضر الاجتماع الدولي للمساعدات من أجل التنمية في العالم، ونحن نأمل في تطوير العلاقات أكثر، لكي تنمو المبادلات أكثر، خصوصا مع عقد 5 اتفاقات جديدة بعد العام ,2005 فالمكسيك اليوم له مبادلات مع الولايات المتحدة الأمريكية تفوق ال500 مليار دولار، و42 مليار مع الاتحاد الأوروبي ، أما مع الجزائر فهي ما تزال لا تتجاوز ال 200 مليون دولار . من السياسة إلى الاقتصاد بالنسبة إلى رقم 200 مليون دولار، ألا ترون سادة السفير بأن هذا الرقم ضئيل جدا بين دولتين يعدان من أكبر دول العالم مساحة، ومن مصدري الطاقة في العالم، لاسيما بحكم العلاقات السياسية الجيدة التي تجمع البلدين؟
نعم هذا تحدٍ حقيقي بالنسبة لي شخصيا، فالمبادلات لا تعكس الوجه الحقيقي للعلاقات السياسية الممتازة بين البلدين، ولهذا فقد قمت بدعوة 3 وفود من رجال الأعمال المكسيكيين إلى الجزائر، فأنا هنا من 3 سنوات وجاءت لجان اقتصادية أخرى تعدادها حوالي 13 لجنة قدمت إلى الجزائر، ونحن مهتمون جدا بتجاوز شراء السلع والمواد من المخازن الأوروبية سواء أكانت جزائرية أو ميكسيكية. وكما تعلم أن من أهم السلع التي تأتي من المكسيك للجزائر هناك ''الحمص'' الذي تعرفه الأمهات الجزائريات جدا بنوعية 12 و13 ، 85٪ منه مكسيكي، لكن للأسف فعملية الاستيراد تمر عبر فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نعمل على تجاوز هذا بإقامة علاقات وثيقة بين رجال الأعمال في البلدين. ويجب القول أيضا بأن المكسيك دولة كبيرة في إنتاج البترول والغاز لكنه في نفس الوقت يعد مستوردا خصوصا من الجزائر لمادة الغاز الطبيعي، فنصف رقم 200 مليون دولار وحجم المبادلات يمثل استيراد الغاز ونحن مهتمون بمنتجات زراعية في الجزائر .
فيما يخص المعارض هل هناك توافد ومشاركة جزائرية في أجنحة المعارض المكسيكية؟
نعم هناك مشاركات ففي ال 3 سنوات الأخيرة شاركنا في المعارض الجزائرية، وأردنا توضيح الصورة أكثر لرجال الأعمال من المكسيك ليكتشفوا الفرص الموجودة، التي تمنحها الجزائر للمستثمرين، فهناك ''ألتكس'' في الفلاحة و''سانكس'' في صناعة الإسمنت وقد قرروا الاستثمار هنا، وأود القول أن هناك اهتمام مكسيكي بجانب قطاع الخدمات في الجزائر لأنه وبحسب الخبراء سيكون نقطة الانطلاق لتنمية الاقتصاد الجزائري ، خصوصا الخدمات السياحية، البنكية والمالية، لأن العولمة هي التي تفرض هذا خصوصا وأن البترول ثروة زائلة .
يعد المكسيك بلد جزر قوادا لوبي وقوادا لاخارا وهو البلد الذي يطل على المحيطين الأطلسي والهادي، بلد سياحي من الطرز الأول، فهل هناك مجال لمساعدة الجزائر على النهوض بهذا الجانب؟
الجزائر لها إمكانيات غنية وضخمة قلما تجد لها نظيرا حتى في البلدان التي تسمى بالقارة، فهنا تجد الصحراء والثلوج والجبال والهضاب والسهوب في نفس الوقت. وقد زرت العديد من الولايات تامنراست، جيجل، عنابة، ميلة، وادي سوف، وهران، معسكر، تيبازة، تندوف، تيزي وزو، إلخ وأنتم بالقرب من الاتحاد الأوروبي وهو يريد الاستثمار في هذه الأمور أيضا، وأعتقد أن الجزائر قد تصبح دولة رائدة في المجال السياحي، لقد تكلمنا مع السيد شريف رحماني في هذا الإطار لتبادل الخبرات، فالمكسيك هو الاقتصاد رقم 6 عالميا في مجال السياحة، وعقدنا 43 اتفاقية لتبادل الخبرات، فالاقتصاد المكسيكي أصبح قويا أكثر . فلدينا 25 مليار دولار تأتي من مبيعات البترول و23 مليار تأتي من السياحة فقط و 20 مليار تأتي من العمال المكسيكيين في الولايات المتحدة الأمريكية، ولدينا ناتج خام ب 60 مليار دولار، واقتصادنا هو الرقم 12 في العالم وهذه مؤشرات جيدة ولدينا استثمارات مباشرة ب 25 مليار دولار ونمو ب 3٪ والمكسيك مع الرئيس كلدرون استطاع خلق 800 ألف منصب عمل . عودة إلى قطاع السياحة فنحن نعيد تهيئة القطاع السياحي بفنادق ضخمة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة على مستوى المحيطين والكراييبي، لأن الأوروبيين والأمريكيين يودون الشعور بالإحساس القديم في القالب الجديد وهذا ما سنحاول مساعدة الجزائر فيه .
سعادة السفير إدواردو رولدان، تعاني كل من الجزائر والمكسيك باعتبارهما منطقة عبور في قضايا عديدة كالمهاجرين غير الشرعيين، وتهريب المخدرات وربما حتى عبور الإرهابيين، هل ثمة تنسيق بين البلدين في هذا المجال؟
نعم هذه مسألة مهمة، لكن علينا أن نفهم أن لا وجود لبلد في العالم لا يعاني من هذه مشاكل المهربين والإرهاب، وحتى على مستوى تعاطي المخدرات، ففي أمريكا تجد هناك النسبة الأكبر لهذه الآفات، هذه مشاكل عالمية علينا أن نكافحها بصفة جماعية. في الحالة المكسيكية كان لدينا حجز بحوالي 60 ألف طن من مادة الكوكايين سنويا، وهذا ما يشكل 800 مليون في العام 2007 ، ومن أكبر عمليات مكافحة هذه الظاهرة حجز 300 طن من الماريخوانا، وقد تم إحراقها. نحن نحارب هذه الآفات لكن قلنا للولايات المتحدة باعتبارها تحوي أكبر المستهلكين بضرورة مكافحة هذه الآفات، ونحن نتبادل الأفكار والمعلومات مع الجزائر في هذا الإطار، نحن لدينا خبرة في الهجرة فأعداد كبيرة من المكسيكيين تهاجر نحو أمريكا الشمالية، وكذلك الشأن بنسبة أعداد كبيرة تتخذ المكسيك كنقطة عبور لتلك البلدان ، لكن أود القول أن هؤلاء يمثلون قدرة شرائية في الاقتصاد الأمريكي، وهم يمثلون حوالي 900 مليار كقدرة شرائية لكل من الاسبانولاتين فهم يمثلون حوالي 50 مليون و35 مليون منهم من أصل مكسيكي من الأجيال الثلاثة ، ولديهم حوالي مليون ونصف مليون مؤسسة صغيرة ومتوسطة كبرى، وهناك أعمال لا يحبذ الأمريكان القيام بها ونحن نقوم بها بصفة جيدة وقد عقدنا اتفاقا مع الحكومة الكندية في هذا الإطار لتأمين الضمان الاجتماعي والرواتب .
ننتقل إلى الصعيد الدولي ، يعد المكسيك بلدا مساهما مع مجموعة دول عدم الانحياز سابقا، بالإضافة لمجموعة دول 77 ، ولذلك نود أن نعرف رأيكم في مواضيع إصلاح الأمم المتحدة، الصراع في الشرق الأوسط، الفرق بين الإرهاب والمقاومة؟
نحن دولة تتابع كل ما يجري في المؤسسات الدولية، ونحن نتقاسم مع الجزائر الاهتمام في ضرورة مكافحة الإرهاب ، ونعتقد بأن الجزائر قد قامت بالكثير للقضاء علي ظاهرة الإرهاب، وأعتقد أنه حتى على المجال الدولي وقفنا مع الجزائر في المؤتمرات الدولية . وعلى صعيد إصلاح الأمم المتحدة نتقاسم مع الجزائر النظرة القاضية بضرورة إشراك كل القارات، ودمقرطة الأمم المتحدة، وعدم احتكار القرار. وفيما يخص قضايا الشرق الأوسط فإننا نعتقد أن كافة الأطراف عليها الجلوس جنبا إلى جنب، لأن الحوار والمفاوضات هي السبيل الوحيد لفض النزاع، نحن نحترم حق الشعب الفلسطيني، لدينا مكتب في رام الله، ولدينا سفارة في إسرائيل، وأعتقد أن السلام يكون حقيقة بالتشاور .
سعادة السفير ، لعلكم تذكرون جيدا بأننا التقينا في العام 2007 في الطريق إلى الأراضي الصحراوية المحررة، كيف يتصور بلدكم المكسيك إيجاد حل لهذه القضية؟
تعرفون جيدا بأن الولايات المتحدة المكسيكية تعد من بين أوائل الدول في العالم التي أقامت علاقات مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في العام ,1977 لأن هناك مبدأ أساسيا في دستورنا يؤكد على ضرورة احترام الدول في تقرير مصيرها، ولهذا أقمنا العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الصحراوية، والمكسيك يعتقد بأننا قادرون على إيجاد مخرج لهذه القضية، بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي إطار الأمم المتحدة وبالمفاوضات المباشرة . من جانب آخر أود القول بأن لدينا علاقات طيبة مع المملكة المغربية، ولدينا سفارة في مكسيكو وأخرى في الرباط، ونعتقد أن الحوار مسألة مهمة لتجاوز كل المشاكل خصوصا في إطار الشرعية الدولية .
نغير الأجواء بشيء من الثقافة لو سمحتم ، فقد بلغنا بأنكم كاتب باللغة الاسبانية والانجليزية للعديد من الكتب، كيف ترون سعادة السفير مستوى العلاقات الثقافية بين بلاد إيميليو زاباتا وبلاد الأمير عبد القادر، آسيا جبار، محمد ديب ومالك بن نبي؟
نحن نتقاسم جزءا من التاريخ لأننا عرفنا قدوم أكثر من 210 من الغزاة على أرضنا (أمريكان، بريطانيا غواتيمالا، فرنسا، وغيرهم) والجزائر أيضا عرفت العشرات من الحروب لنيل الاستقلال ، فقد عرفنا جيدا عن غزوات الأمير عبد القادر الجزائري ونحن مع 7 GOARE أيضا قاومنا الغزو الفرنسي في القرن 19 ، ولهذا نحن لدينا احترام جيد لان التاريخ جزء مهم من الثقافة. وفي جانب الثقافة وكأكاديمي سابق أود القول أن الثقافة تعمل على معرفة الآخر وتقوي العلاقات، وهي نافذة لذلك قمت في 3 سنوات الماضية بتنظيم 3 أسابيع ثقافية في الجزائر ودعونا فرقة من الهنود الحمر، وفرق من الماريتشي التي تحمل قبعات السومبريرو الشهيرة، وموسيقيين ومطربين ورسامين، والجزائريون يحبون كثيرا الغناء المكسيكي وفي نفس الوقت دعونا مصورين ومسرحيين ونظمنا عارض للأكل بمجموع 60 عرضا ثقافيا، والأخيرة كان قد احتضنها قصر الثقافة في مكان رائع استقطب أكثر من 2000 شخص، ونحن نعتقد أن الجزائر العميقة مهمة فقد حملنا الفرق إلى المدن الجزائرية في وهران وجيجل وعنابة وميلة وقسنطينة وتيزي وزو ويجب أن نزور كل المدن .
سمعنا عن نصب تمثال الأمير عبد القادر في عاصمة بلدكم، هل وضحت لنا كيف جاءت الفكرة لتشييده في العاصمة مكسيكو؟
؟كان هذا بمناسبة افتتاح قمة الأفرولاك في مكسيكو 3 أفريل 2008 ، لوزراء الطاقة لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية، والذي افتتحه وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل، ودشن التمثال رسميا بالمناسبة وهو يمثل رمزا مهما في أكبر الشوارع المكسيكية لكي تبقى الجزائر حاضرة دائما، وعلى فكرة نحن سنحتفل في العام 2010 بمئوية الثورة المكسيكية 1810 ، وسنحتفل مع بعض الولاة الجزائريين في المكسيك لتسمية بعض شوارع المدن الجزائرية بأسماء رموز مكسيكية بهذه المناسبة إن شاء الله .
في الثقافة دائما، وكما تعلمون فقد حققت المسلسلات المكسيكية المدبلجة نجاحا باهرا منذ الثمانينات في الجزائر والعالم العربي، برأيكم لماذا لا يكون هناك تنسيق بين البلدين في إطار دبلجة الأفلام والمسلسلات؟
هذا النوع من الأفلام يجب أن نعلم بأنه من إنتاج الخواص وليس من طرف الدولة المكسيكية، وهناك دبلجة من لبنان وسوريا، قالوا لي أن العرب المتواجدين هناك يسهرون على هذا، لكن نود رؤية أفلام جزائرية في المكسيك لان بها مدلول اجتماعي وثقافي، وأريد أن أقول شيء فعندما كنت شابا أذكر أي شاهدت فيلم معركة الجزائر لجيولوبورتكوني ورأيت وتأثرت بهذا كثيرا، ولم أتصور نفسي سفير المكسيك في الجزائر، وعندما استشارني السيد وزير الخارجية للعمل في الجزائر ومن بعدها قرار الرئيس المكسيكي وافقت مباشرة، وأول شيء وقع في مخيلتي الكفاح الطويل للشعب الجزائري ومعركة الجزائر، لذلك نحن ننتمي أن يتعدد ويمتد التعاون المباشرين البلدين في هذا الإطار .
سكن المكسيك كغيره من بلاد أمريكا اللاتينية، عشرات المئات والآلاف من العرب وخصوصا من الشام ولبنان، كيف ترى علاقة المكسيك بالعالم العربي بصفتكم سفيرا مفوضا أيضا بكل من الجمهورية التونسية والجماهيرية الليبية؟
هذا صحيح فبسبب الحرب اللبنانية، وقبل كانت هناك هجرة للمكسيك ولعلمكم فإن أغنى رجل في المكسيك هو السيد سليم وهو من أصل لبناني، وهو عامل في المجال المصرفي وهو أغنى من بيل غيتس.أنا مسرور بكوني ممثل الولايات المتحدة المكسيكية بالجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، وعلاقاتنا مع ليبيا تمتد من العام 1975، وأنا أول سفير ممثل في ليبيا وكانت لدي فرصة للتعرف على الثقافة في المنطقة وأنا حاليا بصدد تعلم اللغة العربية ، رغم أنها صعبة لنا وسهلة بالنسبة لكم. الثقافة العربية دائما موجودة في الثقافة الأمريكولاتينية، فمن إسبانيا التي انتقلت إلينا عبرها الثقافة العربية إلى المكسيك فهناك أكثر من 3000 كلمة عربية منها '' الموخدة، وليمون، وإن شاء الله، الزيتون، الصباط '' وغيرها كثيرة ونحن نحترم الخزف والرسم العربي، وقد قرأت لابن خلدون وكتاب من مصر وتونس والجزائر كآسيا جبار وألبير كامو، وهناك الكاتب العالمي سرفنتس الذي كتب قصته الشهيرة دونكيشوت في الجزائر، بالإضافة لكتاب حمامات الجزائر وهو غير معروف كثيرا . وكما تعلم فقد كان هذا المكان في حياة العرب والجزائريين في حقبة الأتراك العثمانيين، ومنطقة شمال إفريقيا غنية جدا .
سعادة السفير، رولدان لاشك أن أغلب من تجاوز العقد الثالث من العمر ما تزال راسخة في ذهنه العلاقة بين الجزائر والمكسيك بمونديال مكسيكو للعام 1986 هل تذكرون شيئا من ذلك التاريخ، ومن هم اللاعبون الذين تعرفهم من الجزائر؟
تعلمون أن الرياضة شيء مهم في حياة الإنسان خصوصا كرة القدم، والجزائريون كالمكسيكيين يحبون كرة القدم كثيرا، وأود القول أيضا أن المكسيكيين هم من ناصروا الفريق الجزائري في غوادا لاخارا في مونديال مكسيكو في العام 1986، وأنا أعرف جيدا بلومي صاحب الرقم 10 وهو لاعب خارق للعادة، وأعتقد أننا سنرى فريقا سيعمل الكثير في كأس العالم المقبلة، والشباب الجزائري له قدرات هائلة في الكثير الميادين، وقد أثبتت هذا في هزم أعرق الفرق العالمية مثل الفريق الألماني في العام .1982
بعد 3 سنوات من العمل هنا كيف كانت نظرتكم عن الجزائر وكيف هي الآن؟
مثلما قلت نتقاسم وتقاسمنا الكفاح مع الجزائر في الماضي، والشعب الجزائري قادر على فعل الكثير، لأنه يملك دولة محورية، وأنا أرى الجزائر غنية اليوم لها 53 مليار دولار كاحتياطات صرف، ولها غنى ثقافي، وأرى الجزائر متقدمة وعصرية، ولها الإمكانية للإقلاع، وستدخل للقرن 21 كقوة إفريقية وعالمية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.